سلّطت صحيفة "نيويورك تايمز"، في تقرير لها مساء اليوم الإثنين، الضوء على الطائرات المسيّرة إيرانية الصنع التي استخدمتها روسيا بكثرة في الآونة الأخيرة لضرب أهداف مدنية وأخرى في ساحات القتال.
تلك الطائرات، وفق الصحيفة، ظهرت للمرة الأولى في ميدان الحرب قبل نحو شهرين، وبات صوتها الطنّان "الذي يشبه صوت جزازة العشب أو دراجة نارية" مألوفًا في أوكرانيا.
وتقرأ الصحيفة في كثافة استخدام تلك الطائرات مؤشرًا إلى نفاد الأسلحة الروسية. ورغم أن الدفاعات الأوكرانية تمكنت من إسقاط الكثير منها، إلا أن خبراء عسكريين يقرّون بأنها حققت بعض الأضرار، لا سيما مع لجوء روسيا إلى دفعة من الطائرات في وقت واحد، ولا سيما طائرة "شاهد 136" الانتحارية.
ما هي طائرة "شاهد 136"؟
هي طائرة تتبع أسلوب "الكاميكازي" الانتحاري الذي عرفت به الطائرات اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية - إلا أنها من دون طيار - إذ تهبط من أعلى في السماء نحو هدفها وتنفجر عند الاصطدام. لها جناح مثلثي، ويحمل رأسًا حربيًا يبلغ وزنه حوالي 80 رطلاً ويتم إطلاقه من مؤخرة شاحنة. يبلغ مدى الطائرات بدون طيار 1500 ميل، ما يعني أنه يمكن إطلاقها من مكان بعيد عن الجبهة.
لكن يعيبها أنها بطيئة الحركة وصاخبة وتطير على ارتفاع منخفض. وبحسب وزارة الدفاع البريطانية، فإن هذه السمات تجعلها "سهلة الاستهداف باستخدام الدفاعات الجوية التقليدية".
لماذا تستخدم روسيا طائرات مسيرة إيرانية؟
فشلت روسيا في تحقيق التفوق الجوي خلال الحرب، وتواجه طائراتها التي يقودها طيّارون خطرًا كبيرًا عندما تغامر بدخول الأراضي الأوكرانية. في المقابل، يمكن لطائرات "شاهد 136" بدون طيار أن تطير بشكل مستقل وتحلق في منطقة ما حتى يظهر هدفها المحدد؛ وهذا يعطي روسيا خيارًا للهجوم دون المخاطرة بأفرادها.
ما مدى قوة الطائرات الإيرانية بدون طيار؟
يصف الجيش البريطاني حمولة شاهد 136، التي تزن 80 رطلاً، بأنها صغيرة، ومع ذلك، فإن دقة الاستهداف تعطيها تأثيرًا مدمرًا. تنقل الصحيفة، في هذا السياق، عن ضابط أوكراني رأى الطائرة بدون طيار في القتال، أنها يمكن أن تستهدف مدافع هاوتزر ذاتية الدفع بالقرب من مكان تخزين البارود، ما يتسبب في انفجار أكبر مما يمكن أن يحققه رأسها الحربي وحده.
ورغم الخطر الذي مثّلته تلك الطائرات عندما ظهرت في ساحة المعركة في أوكرانيا هذا الصيف، يدعي الجيش الأوكراني الآن أنه حسن قدرته على إسقاط الطائرات بدون طيار، وضرب معظمها. وتنقل الصحيفة عن أوكراني قوله، الشهر الماضي، إن مسؤولي المخابرات الإسرائيلية قدموا معلومات عن طائرات إيرانية بدون طيار إلى أوكرانيا.
أين تم استخدامها؟
تم تأكيد استخدام الطائرات بدون طيار لأول مرة في ساحة المعركة في أغسطس/ آب في شمال شرقي أوكرانيا، حيث اختبرتها القوات الروسية ضد المدفعية الأوكرانية وغيرها من المعدات الثقيلة. يقول جنود أوكرانيون على الخطوط الأمامية حول مدينة باخموت الشرقية إن عدد هذه الطائرات في ازدياد.
في الأيام الأخيرة، تم الإبلاغ عن استخدام الطائرات بدون طيار في عمق الأراضي الأوكرانية، حيث استهدفت روسيا البنية التحتية المدنية. وتنقل الصحيفة عن مسؤولين أن ما لا يقل عن ست طائرات مسيرة إيرانية الصنع ضربت بلدة بيلا تسيركفا الواقعة على بعد 50 ميلا جنوب كييف، يوم الخميس، بينما أسقط الجيش الأوكراني ست طائرات أخرى.
وقال مسؤولون أوكرانيون إن الطائرات المسيرة استخدمت يوم الاثنين في هجمات على العاصمة نفسها، واستهدفت مقر شركة الطاقة الوطنية الأوكرانية وألحقت أضرارا بالمباني السكنية.