قال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، اليوم الخميس، إنّ "الأردن يدعم الدعوة التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية وخرق اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948، وإن الوزارة تعمل على إعداد الملف القانوني اللازم لمتابعة ذلك وتنسق مع الدول العربية والإسلامية".
واعتبر الصفدي، في إجابات عن أسئلة طرحها رئيس اللجنة المالية في مجلس النواب الأردني، النائب نمر السليحات، وأعضاء في اللجنة خلال مناقشة موازنة الوزارة لعام 2024، أنّ "منع إسرائيل إدخال ما يكفي من مساعدات إنسانية إلى غزة يأتي تنفيذاً لسياسة التجويع التي تستخدمها إسرائيل ضد الفلسطينيين في خرق واضح للقانون الدولي، وتمثل جريمة حرب أخرى تصدى لها الأردن بكل إمكاناته".
وقال الصفدي إنّ "الأردن كان بين أول من دعا في الأمم المتحدة إلى محاسبة إسرائيل ومحاسبة المسؤولين الإسرائيليين على جرائم الحرب التي ارتكبوها في غزة، وبالتأكيد نحن ندعم ذلك، وخبراؤنا القانونيون يُعدون الملفات اللازمة للتعامل مع هذا الملف".
وأضاف: "هناك 43 دولة عربية وإسلامية عضواً في اتفاقية منع الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها لسنة 1948، وأحد قرارات القمة العربية الإسلامية المشتركة كان تكليف الأمانتين العامتين في الجامعة العربية وفي منظمة التعاون الإسلامي من أجل إعداد الملفات القانونية، ونعمل الآن على بلورة جهد مشترك من أجل متابعة هذا الملف".
وقال الصفدي: "نحن نتعامل مع حالة غير مسبوقة تشعر فيها دولة عضو في الأمم المتحدة بأنها فوق القانون الدولي، وترتكب جرائم في تحدٍّ للقانون الدولي ولإرادة المجتمع الدولي، والأردن يقوم بكل يستطيع. لكن أقولها بكل وضوح وصراحة، إنه لا يتوقع من الأردن وحده أن يكون قادراً على التصدي لهذا العدوان".
وأكد الصفدي أنّ الأردن يكرّس كل إمكاناته لمواجهة عدوان شرس وأجندة حكومة إسرائيلية فيها وزراء متطرفون يدعون صراحة إلى ارتكاب المزيد من جرائم الحرب.
وتعقد محكمة العدل الدولية، في 11 يناير/ كانون الثاني الجاري، أولى جلساتها للنظر بالدعوى التي رفعتها جمهورية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل على خلفية اتهام الأخيرة بارتكاب إبادة جماعية في حربها على قطاع غزة، بحسب ما أعلن متحدث وزارة العلاقات الدولية والتعاون في جنوب أفريقيا، باسم كلايسون مونيلا، أمس الأربعاء، في تدوينة على منصة "إكس".
وكانت جنوب أفريقيا قد قدمت أخيراً طلباً لفتح دعوى أمام محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل، على خلفية تورطها في "أعمال إبادة جماعية" ضد الفلسطينيين بقطاع غزة، وفق بيان للمحكمة ذاتها.
الصفدي: إشعال الضفة الغربية ولبنان هدف إسرائيل لإطالة عمر قيادتها
إلى ذلك، قال الصفدي إنّ إشعال الضفة الغربية ولبنان هدف أجندة التطرف في الحكومة الإسرائيلية التي تستمر في تدمير غزة لإطالة عمر قيادتها السياسية وجرّ الغرب إلى حرب إقليمية.
وشدد الصفدي على أنه "لا يمكن قبول العدوان الإسرائيلي على غزة على أنه دفاع عن النفس، فهو عدوان همجي غاشم لن يحقق الأمن لإسرائيل ولا في المنطقة، وأن إسرائيل لن تنعم بالأمن والاستقرار والسلام ما لم ينعم به الفلسطينيون".
وأضاف: "منذ اليوم الأول للعدوان انطلق الجهد الأردني مكثفاً وواضحاً وصريحاً لوقف العدوان وحماية أهلنا في فلسطين ولتعرية الممارسات الإسرائيلية اللإإنسانية واللاشرعية التي وصلت إلى حد جرائم حرب في قطاع غزة".
وأكد أنّ "الأردن مستمر في القيام بكل ما يستطيعه لوقف العدوان الإسرائيلي الهمجي على أهلنا في قطاع غزة، والتصعيد في الإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية واللاقانونية وعمليات القتل وإرهاب المستوطنين في الضفة الغربية، ومواجهة الأجندة المتطرفة التي تستهدف إشعال جبهات أخرى، إضافة إلى غزة في الضفة وفي لبنان".