أعلن زعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر، اليوم الخميس، تجميد الفصائل المسلحة التابعة له، إثر التراجع الأمني في محافظة البصرة، جنوبي العراق، مطالبا رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بكبح جماح مليشيا "عصائب أهل الحق"، فيما حذر من اتخاذ "إجراءات" أخرى في حال عدم حصول ذلك.
ويعد إعلان الصدر تأكيدًا آخر على مدى تأزم الأوضاع الأمنية في البصرة التي تشهد منذ يومين مواجهات ليلية مسلحة بين فصائل مرتبطة بـ"الحشد الشعبي"، وأنصار التيار.
وقال صالح محمد العراقي، نقلا عن الصدر: "يجب على القائد العام للقوات المسلحة (مصطفى الكاظمي) كبح جماح مليشيات قيس الوقحة"، في إشارة إلى مليشيا (عصائب أهل الحق بزعامة قيس الخزعلي)"، واصفا إياها بأنها "هي وأمثالها لا تعرف غير الإرهاب والمال والسلطة".
وأكد تجميد كل الفصائل المسلحة بما فيها "سرايا السلام"، ومنع استعمال السلاح في جميع المحافظات عدا محافظة صلاح الدين، وتحديدا (سامراء وما حولها)، أو "حسب توجيهات وأوامر القائد العام للقوات المسلحة الحالي".
وشدد على أنه "بخلاف ذلك فسنتخذ إجراءات أخرى لاحقا"، مشيرًا إلى أن "ترهيب وإخافة المدنيين وإرعابهم أمر محرم وممنوع، والاقتتال الداخلي محرم وممنوع".
— وزير القائد - صالح محمد العراقي (@salih_m_iraqi) October 6, 2022
وعلق الباحث في الشأن السياسي مهند الجنابي، في تغريدة له، على ما ورد بتدوينة الصدر قائلا إن "ميليشيا العصائب - بحسب وزير الصدر - تتحمل مسؤولية العبث بأمن البصرة، ويحمّل القائد العام مسؤولية كبحها، أو اتخاذ (إجراءات أخرى لاحقاً)"، معتبرا أن تجميد "سرايا السلام" موقف مسؤول من قبل الصدر، إذ إن "استدراجهم إلى المواجهة هو عنوان المرحلة الحالية للإطار".
وأضاف "ننتظر ما ستقوم به القوات الأمنية وإنهاء الحياد".
ميليشيا العصائب - بحسب وزير الصدر - تتحمل مسؤولية العبث بأمن #البصرة، ويحمّل القائد العام مسؤولية كبحها أو اتخاذ (اجراءات أخرى لاحقاً).
— د. مهند الجنابي (@moaljanabi10) October 6, 2022
تجميد السرايا موقف مسؤول من #الصدر ، فأستدراجهم الى المواجهة هو عنوان المرحلة الحالية للاطار، بانتظار ما ستقوم به القوات الأمنية وانهاء الحياد. https://t.co/OSl55dUHUk
يأتي ذلك في وقت تشهد فيه محافظة البصرة، جنوبي العراق، وضعا أمنيا غير مستقر منذ عدة أيام، حيث سجلت ليلة أمس تصاعدا ملحوظا بأعمال العنف المتفرقة والقصف، بسبب الصراع السياسي بين أنصار "التيار الصدري" والفصائل التابعة لتحالف "الإطار التنسيقي"، وسط تحذيرات من انتكاسة أمنية.
وقبل عدة أيام وعلى خلفية توترات مماثلة شهدتها المدينة، وصل رئيس أركان الجيش الفريق أول الركن عبد الأمير رشيد يار الله، ونائب قائد العمليات المشتركة الفريق أول ركن عبد الأمير الشمري إلى المدينة لمتابعة الأوضاع الأمنية فيها، كما وصلت تعزيزات أمنية إضافية إلى المحافظة لدعم الأمن فيها، وسط انتشار أمني في المناطق الحساسة.
يجري ذلك في ظل أزمة سياسية يعيشها العراق بشكل عام، إذ يستعد "التيار الصدري"، بزعامة مقتدى الصدر، للنزول إلى الشارع مجدداً خلال الأيام المقبلة، لمنع الكتل والأحزاب السياسية من تشكيل حكومة برئاسة محمد شياع السوداني، فيما تحشد قوى "الإطار التنسيقي"، الذي يجمع القوى الحليفة لإيران، أنصارها لتظاهرة مضادة لأي احتجاج صدري مرتقب، للضغط نحو تشكيل الحكومة وفق التوافق ما بين الكتل السياسية.