الشرع يطالب برفع العقوبات عن سورية ويتمسك باتفاقية فض الاشتباك مع إسرائيل

17 ديسمبر 2024
الشرع خلال استقباله الوفد البريطاني في دمشق، 16 ديسمبر 2024 (إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- دعا أحمد الشرع، القائد العام للإدارة السورية الجديدة، خلال لقائه مع وفد بريطاني في دمشق، إلى رفع العقوبات الدولية عن سورية لتعزيز العلاقات وعودة اللاجئين، وانتقد التوغل الإسرائيلي في المنطقة العازلة.
- شدد الشرع على أهمية بناء دولة القانون في سورية بعد الانتصار على نظام الأسد، داعياً إلى حل الفصائل المسلحة وتهيئة المقاتلين للانضمام لوزارة الدفاع، وضرورة وجود عقد اجتماعي لضمان العدالة.
- ناقش الشرع مع مبعوث الأمم المتحدة تحديث القرار 2254 ليتماشى مع التغيرات السياسية، مؤكداً على أهمية التعاون لإعادة الإعمار وتوفير بيئة آمنة لعودة اللاجئين.

طالب القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع برفع العقوبات عن سورية، رافضاً خلال لقائه وفداً دبلوماسياً بريطانياً، أمس الاثنين، التوغل الإسرائيلي إلى المنطقة العازلة وما بعدها، معلناً الالتزام باتفاقية فض الاشتباك عام 1974. وعقد دبلوماسيون بريطانيون محادثات مع الشرع، بعد الإطاحة بالرئيس السوري المخلوع بشار الأسد. وأظهرت صور كبار المسؤولين، بمن فيهم الممثل الخاص للمملكة المتحدة في سورية آن سنو، وهم يلتقون مع الشرع في دمشق، أمس الاثنين.

وشدّد الشرع أمام الدبلوماسيين البريطانيين، بحسب بيان للإدارة السورية الجديدة، على ضرورة رفع العقوبات الدولية المفروضة على بلاده لتسهيل عودة اللاجئين الذين فرّوا بسبب الحرب، وشدد أيضاً خلال اللقاء على "دور بريطانيا الهامّ دولياً وضرورة عودة العلاقات"، مؤكداً على "أهمية إنهاء كافة العقوبات المفروضة على سورية حتى يعود النازحون السوريون في دول العالم إلى بلادهم".

وجاء الاجتماع بعد تأكيد من وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي أنه تم إرسال وفد لإجراء محادثات مع السلطات السورية المؤقتة ومجموعات المجتمع المدني بعد سقوط نظام الأسد في وقت سابق من الشهر الجاري. وقال لامي، في مؤتمر صحافي في لندن، يوم الاثنين، إنّ الوفد "يؤكد التزامنا بسورية"، مضيفاً أن المملكة المتحدة ستدعم "عملية سياسية انتقالية شاملة تقودها سورية وتملكها سورية".

وبحسب البيان، فقد أكّد الشرع للدبلوماسيين البريطانيّين "على ضرورة بناء دولة القانون والمؤسسات وإرساء الأمن"، مشدّداً على أنّ "ما حصل في سورية هو انتصار للشعب المظلوم على الظالم المجرم، وأن هذا الانتصار حصل دون تدمير في البنى التحتية ودون أيّ نزوح". وخلال لقائه الوفد البريطاني، أكّد الشرع أنّ نظام الأسد "دمّر كلّ شيء، حتى مؤسسات الدولة، واستهدف كلّ الطوائف".

وفي مقابلة الشرع مع الدبلوماسيين البريطانيين، انتقد تقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى المنطقة العازلة وما بعدها، وقال إنّ سورية ستستمر في الالتزام باتفاقية فض الاشتباك عام 1974، داعياً المجتمع الدولي إلى التأكد من التزام إسرائيل بها أيضاً، وقال إن "إسرائيل لم تعد بحاجة إلى الاحتفاظ بهذه الأرض لحماية نفسها، لأن الإطاحة بنظام الأسد أزالت التهديد الذي تشكله مليشيا حزب الله والمليشيات الأخرى المدعومة من إيران لإسرائيل".

ومستغلة تطورات سورية، شنّت إسرائيل في الأيام الأخيرة مئات الغارات الجوية التي دمرت طائرات حربية وصواريخ وأنظمة دفاعية في مواقع عسكرية بأنحاء من البلاد، في انتهاك صارخ لسيادتها. كما زعمت إسرائيل انهيار اتفاقية فض الاشتباك مع سورية لعام 1974، واحتلت المنطقة العازلة منزوعة السلاح في الجولان.

وخلال اجتماع مع عدد من أبناء الطائفة الدرزية في سورية، تعهّد الشرع الذي كان يُعرب باسم أبو محمد الجولاني، قائد "هيئة تحرير الشام"، بـ"حلّ الفصائل" المسلّحة في البلاد، داعياً إلى "عقد اجتماعي" بين الدولة وكل الطوائف. وفي بيان باسم تحالف الفصائل المسلّحة التي تقودها الهيئة، قال الشرع، إنّه "يجب أن تحضر لدينا عقلية الدولة لا عقلية المعارضة (...) سيتمّ حلّ الفصائل وتهيئة المقاتلين للانضواء تحت وزارة الدفاع وسيخضع الجميع للقانون". وأضاف أنّ "سورية يجب أن تبقى موحّدة، وأن يكون بين الدولة وجميع الطوائف عقد اجتماعي لضمان العدالة الاجتماعية". ونقل البيان عن الشرع قوله إنّ "ما يهمّنا هو ألا تكون هناك محاصصة"، مؤكّدا أنّه "لا توجد خصوصية تؤدّي إلى انفصال".

الشرع: حان الوقت لبناء سورية

وتحدث الشرع، أمس الاثنين، مع مجموعة من تسعة صحافيين، وفق ما أوردته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، بما في ذلك مراسلها. ودعا الشرع إلى رفع العقوبات المفروضة على نظام الأسد، مؤكداً أنها فرضت على "الجلاد"، أي الأسد، وأن سورية بحاجة الآن إلى إعطاء الأولوية لبناء دولة وإنشاء مؤسسات عامة تخدم جميع السكان.

وفي المقابلة، خلع الشرع زيه العسكري وارتدى بدلة رمادية وقميصًا أزرق، بدون ربطة عنق. ولم يُسمح بحمل الهواتف وأجهزة التسجيل. وعندما سُئل عن تغيير ملابسه، قال الشرع، الذي كان حتى وقت قريب يُعرف باسمه الحركي أبو محمد الجولاني، إن "وقت الشؤون العسكرية انتهى بسقوط الأسد"، وقال إنه حان الوقت لإعادة بناء سورية. وأضاف "كنا نرتدي الزي العسكري لأن هناك معركة، وعندما نعقد اجتماعات مدنية، نرتدي ملابس مدنية".

وكان الشرع قد التقى، أول أمس الأحد، بمبعوث الأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون في دمشق، وفق ما أعلن الحساب الرسمي لإدارة العمليات العسكرية في سورية. وجرى خلال اللقاء، بحث ومناقشة ضرورة إعادة النظر في القرار 2254 نظراً إلى التغيرات التي طرأت على المشهد السياسي، ما يجعل من الضروري تحديث القرار ليتلاءم مع الواقع الجديد، كما أكد الشرع أهمية التعاون السريع والفعال لمعالجة قضايا السوريين، وضرورة التركيز على وحدة أراضي سورية، وإعادة الإعمار، وتحقيق التنمية الاقتصادية.

وتحدث الشرع عن ضرورة التعامل بحذر ودقة في مراحل الانتقال وإعادة تأهيل المؤسسات لبناء نظام قوي وفعّال، بالإضافة إلى التأكيد على أهمية توفير البيئة الآمنة لعودة اللاجئين وتقديم الدعم الاقتصادي والسياسي لذلك. وشدّد الشرع على ضرورة تنفيذ هذه الخطوات بحرص شديد ودقة عالية دون عجلة وبإشراف فرق متخصصة، حتى تتحقق بأفضل شكل ممكن.

المساهمون