الشرطة النرويجية تعتقل 40 شخصاً ينتمون إلى "النازيين الجدد" تظاهروا قرب البرلمان

29 أكتوبر 2022
تجمّع "النازيون الجدد" أمام مقرات الحكومة والبرلمان، وسط أوسلو (فرانس برس/أرشيف)
+ الخط -


أعلنت شرطة العاصمة النرويجية أوسلو، عصر اليوم السبت، عن اعتقال نحو 40 متظاهراً من الحركة النازية الجديدة، التي نظّمت مسيرة احتجاجية ضمّت مجموعات فاشية من دول إسكندنافية، تعمل تحت مظلة "جبهة مقاومة الشمال"، التي تعتبر السويد مقرها الرئيس، وتضم أعضاء في فنلندا والسويد والدنمارك، إضافة إلى النرويج.

وأكدت الشرطة النرويجية، بحسب وكالة الأنباء النرويجية "أن تي بي" أن عدداً من المشاركين حضروا من دول الجوار الإسكندنافية.

وتجمّع "النازيون الجدد" أمام مقرات الحكومة والبرلمان، وسط أوسلو، قاطعين بعض الطرقات، رافضين طلب الشرطة إنهاء الفعالية غير المرخّصة، والتي  تنادي بالعنف لطرد المهاجرين، وتبثّ خطاب كراهية بحق المواطنين من أعراق أخرى، وشعارات تدعو للثورة على الطبقة السياسية.

في المقابل، تجمهرت مجموعات شبابية رافضة هتافات "النازيين الجدد"، أغلبهم من أقصى اليسار، وحركة مقاومة الفاشية (أنتيفا)، والذين عادة ما يشتبكون مع متظاهري اليمين المتطرف في "حركة مقاومة الشمال" المصنّفة على أنها "حركة فاشية نازية جديدة".

تدخّلت الشرطة لفض التظاهرة النازية، بعد أن تبينت أن مجموعات مناهضة للنازيين على وشك الاشتباك معهم، وبعد رفض منظمي التظاهرة الانصياع لمطلب الشرطة. أخلت الشرطة شارع البرلمان، وأعلنت بعد، انتشار صور تظهر حجم العنف الذي انتشر، أنها ستفتح تحقيقاً في الملابسات.

اعتقل رجال الأمن العشرات وسط هرج يحبذه اليمين المتطرف لإثارة الانتباه إليهم. ونقل التلفزيون النرويجي، وبعض الصحف، الصدامات العنيفة بين الشرطة والمتظاهرين "النازيون الجدد".

منذ نحو 10 سنوات، وبعد مذبحة أوتويا وتفجير مقرات الحكومة (راح ضحيتها نحو 77 شخصاً في يوليو/تموز 2011) على يد الإرهابي أندرس بريفيك، الذي تعتبره الحركة النازية الإسكندنافية ملهماً لها، شددت أجهزة الأمن والاستخبارات النرويجية من مراقبة البيئات اليمينية المتطرفة، بعد أن كان تركيزها في سنوات سابقة على تهديدات الإرهاب الخارجي والمجموعات اليسارية.  

وتخشى السلطات الأمنية من التوترات المتزايدة بين مجموعات "النازيين الجدد" وبين معارضيها من جماعات يسارية عنيفة، ترى أنه لا يمكن مقاومة النازيين بدون استخدام "القوة في مقابل القوة".

ورغم عجز الحركات الفاشية في الدول الإسكندنافية، لسنوات، عن إحداث اختراقات على مستوى السياسة والانتخابات، فإن خطابها المتطرف ما زال يجد بعض الصدى لدى أحزاب شعبوية، كحالة حزب "تشديد المسار" المثير للجدل وزعيمه راسموس بالودان، الذي يشارك في الانتخابات الدنماركية والسويدية، من خلال تسليطه الضوء على المسلمين، وحرق نسخ من القرآن.

وتتهم أوساط حزبية وإعلامية سويدية بالانتماء إلى الحركة النازية في صفوف الحزب البرلماني، "ديمقراطيو السويد"، الذي فاز في انتخابات سبتمبر/أيلول الماضي، بنحو 23 في المائة، وحظي بتأثير في تشكيل حكومة يمين الوسط، برئاسة أولاف كريسترسون. 

وعادة ما تستغل الحركات اليمينية المتطرفة الأوروبية أوقات الأزمات، لإبراز نفسها باعتبارها "حركات قومية تسعى لتحقيق مصالح مواطنيها"، وتستغل بعضها حالياً، مثل بيغيدا في ألمانيا (وطنيون أوروبيون ضد أسلمة أوروبا)، والحركات النازية الشمالية، حدث ذلك مع أزمة جائحة كورونا، ويحدث مع أزمات اقتصادية نجمت عن الحرب في أوكرانيا، ومنها، أزمة الطاقة، وارتفاع معدلات التضخم، وتستغلها للدعوة إلى تمرد على الطبقة السياسية الحاكمة.

وينادي نازيو "مقاومة الشمال" بضرورة توحيد مجموعة دول الشمال (فنلندا والسويد والدنمارك والنرويج وأيسلندا) ولو بالقوة، على أسس عرقية، تعتبر البيض في أعلى سلم المواطنة، مع دعوات للتخلص من وجود مجموعات عرقية غير بيضاء في تلك المجتمعات ( مثلتها هتافاتهم في تظاهرة اليوم) بمشاركة من بقية الدول، وأداء التحية النازية بشكل متكرر. 

المساهمون