استمع إلى الملخص
- اتهمت السودان الإمارات بتبني مشروع استيطاني يهدد الاستقرار، وطالبت بإدانتها وتحميلها المسؤولية عن زعزعة الاستقرار في السودان.
- تدور معارك عنيفة في السودان مع تقدم الجيش في مناطق استراتيجية، بينما تتهم قوات الدعم السريع مصر بدعم الجيش السوداني، وهو ما نفته القاهرة سابقًا.
قالت الحكومة في السودان إنها دعمت شكواها ضد الإمارات لدى مجلس الأمن بأدلة جديدة تثبت تورطها بدعم قوات الدعم السريع. وأوردت وكالة السودان للأنباء الحكومية أن السودان بعث بخطاب لمجلس الأمن، أمس الجمعة، حمل تفاصيل جديدة حول ما عده "العدوان المستمر للإمارات على السودان وشعبه بواسطة المليشيا الإرهابية".
وأوضح الخطاب المرسل من المندوب الدائم للسودان بنيويورك إلى رئيس مجلس الأمن أن الإمارات تعالج مقاتلي المليشيا الذين أصيبوا في المعارك في مستشفى زايد العسكري بأبوظبي، مشيرة إلى أن الخطاب أرفق صوراً لعدد منهم وهم يتلقون العلاج في تلك المستشفى، كما تضمنت الرسالة تفاصيل وصور صناديق ذخيرة المدفعية الثقيلة التي تحمل اسم الإمارات التي استولى عليها الجيش عقب معارك جبل موية، جنوب شرق البلاد، إضافة إلى شاحنات لنقل الأسلحة والذخائر للمليشيا، تحمل أرقام وبطاقات ترخيص دبي، فضلاً عن أدوية ومستلزمات طبية إماراتية حديثة الصنع كانت بحوزة "المليشيا"، وأشار الخطاب إلى إمكانية فحص المضبوطات من خبراء الأمم المتحدة.
وذكر الخطاب أن هناك تقارير موثوقة بأن الإمارات تنشط في تجنيد المرتزقة بعدد من الدول للقتال إلى جانب "المليشيا في السودان، وهو الأسلوب الذي تتبعه الإمارات في تدخلاتها العسكرية بعدد من البلدان" موضحاً أن كل ذلك تضاف إليه المساعدات المالية واللوجستية والدبلوماسية التي تقدمها الإمارات للمليشيا.
وأكد الخطاب أن الإمارات بمسلكها ذلك لم تعد داعماً غير مباشر للمليشيا بل شريكاً أساسياً في الجبهة الأمامية لحرب العدوان على السودان وقواته المسلحة، ويجعلها دولة مارقة تتحدى القانون الدولي ونظام الأمم المتحدة وتسعى لزعزعة الاستقرار في الدول الأخرى، على حد ما جاء في البيان. وأضاف أن الإمارات تتبنى مشروعاً استيطانياً في السودان يقوم على الاستعلاء العرقي لمجموعات بعينها، مما يهدد التعايش والاستقرار في المنطقة، وطالبت الحكومة السودانية عبر خطابها مجلس الأمن باتخاذ موقف حازم وواضح من الأنشطة العدوانية المتواصلة للإمارات ضد السودان ووقوفها وراء ما يتعرض له المدنيون من فظائع وحشية، وذلك بإدانة مسلك الإمارات بأشد العبارات وتحميلها المسؤولية الكاملة بموجب القانون الدولي عن عدوانها على السودان.
ميدانياً، تدور معارك عنيفة، اليوم السبت، في عدد من محاور القتال، خصوصاً بمنطقة المقرن، غرب الخرطوم، ونشرت مقاطع فيديو من مؤيدين للجيش تظهر تقدماً له والاقتراب من عدد من المناطق الاستراتيجية مثل القصر الرئاسي ومقر عدد من الوزارات كانت قوات الدعم السريع قد سيطرت عليها في الأيام الأولى من الحرب، كما أظهرت مقاطع أخرى للجيش بمحور الخرطوم بحري، فيما تصدر أي بيانات رسمية من الطرفين حول الموقف العملياتي.
وكانت قوات الدعم السريع قد أصدرت بياناً، أمس الجمعة، جددت فيه الاتهام لمصر بالتورط في حرب السودان ومشاركة الطيران المصري بتوجيه ضربات لقواتها لصالح الجيش، مشيرةً إلى أن "مرتزقة مصريين" شاركوا إلى جانب الجيش في الحرب الحالية، وهم أسرى الآن لديها، وأضافت أن مصر ظلت تدعم الجيش بكل الإمكانات العسكرية، وسهّلت عبر حدودها دخول إمدادات السلاح والذخائر والطائرات والطائرات المسيرة، وقدمت خلال شهر أغسطس الماضي (8) طائرات (k8) للجيش وصلت إلى القاعدة الجوية في بورتسودان، وتشارك الآن في القتال، وآخرها في معركة جبل موية، واتهمت الطيران المصري بقتل مئات المدنيين الأبرياء في دارفور والخرطوم والجزيرة وسنار، مليط، الكومة، نيالا، الضعين، وكانت القاهرة قد نفت في وقت سابق تلك الاتهامات.