استمع إلى الملخص
- تجاوزت حصيلة القتلى المدنيين 18 ألفاً، ونزح أكثر من 10 ملايين شخص، بينما تستمر المعارك في أحياء أمبدة والمنصورة والدوحة.
- تفاقمت أزمة سوء التغذية في دارفور، حيث توفي خمسة أطفال بسبب الجوع، ودعت المنظمات الدولية لوقف الحرب والسماح بوصول المساعدات الإنسانية.
تعيش مناطق الخرطوم بحري وأم درمان فصولًا جديدة من التصعيد العسكري، حيث تجدد القصف المدفعي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وفي صباح الخميس، تصاعدت حدة القتال بعد يوم دامٍ شهد مقتل مدنيين جراء القصف، لتتسع رقعة الاشتباكات وتشمل مواقع استراتيجية في العاصمة، بينما يحاول الجيش السيطرة على مواقع مهمة في أم درمان. وأطلق الجيش مدافعه طويلة المدى على مواقع تجمعات وتمركزات قوات الدعم السريع في الخرطوم بحري وغرب أم درمان. في المقابل، ردت قوات الدعم السريع بقصف مناطق في وسط وشمال أم درمان.
وتستمر المعارك المتقطعة بين الجيش وقوات الدعم السريع في غرب أم درمان، حيث يحاول الجيش التقدم في أحياء أمبدة والمنصورة والدوحة. هذه المعارك أدت إلى خسائر في صفوف الطرفين خلال الأيام الماضية. ومع دخول الصراع شهره السادس عشر، تجاوزت حصيلة القتلى المدنيين 18 ألفاً، بينما نزح أكثر من 10 ملايين شخص بحثاً عن الأمان داخل السودان أو في دول الجوار.
من جهته، أفاد الإعلام العسكري التابع للجيش السوداني، بأنه تمكن من قتل عدد من المرتزقة من دولتي جنوب السودان وإثيوبيا، كانوا يقاتلون مع الدعم السريع وذلك بمحور كبري مايرنو بولاية سنار، جنوب شرقي البلاد. وأشار إلى أن الجيش استلم شاحنة ودمر مركبات قتالية، مؤكداً الجاهزية لتطوير العمليات بروح معنوية عالية.
إلى ذلك، أفاد حاكم إقليم دارفور، مني أركو ميناوي، بأن قوات الدعم السريع قصفت بالمدفعية الثقيلة مدينة الفاشر، اليوم الخميس، مستهدفةً المدنيين العزل في منازلهم وسوق المواشي غربي الفاشر، بالإضافة إلى أحياء الرديف والثورة، مما أسفر عن مقتل العشرات وإصابة آخرين بجروح، حيث يجري حصرهم.
وأكد ميناوي في منشور عبر فيسبوك أن "هذه الحادثة تمثل جريمة مروعة وإرهابية بامتياز تُضاف إلى سجل مليشيا الدعم السريع المتمردة". كما شدد على إدانته بأشد العبارات لاستهداف المواطنين الأبرياء والأسواق والمرافق العامة والمستشفيات، داعياً المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف هذه الانتهاكات وسفك دماء الأبرياء.
وفي دارفور أيضاً، أعلنت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين عن وفاة خمسة أطفال بسبب الجوع في ولاية وسط دارفور. وأشارت المنسقية إلى تفاقم أزمة سوء التغذية بين الأطفال والنساء الحوامل والمسنين في الإقليم، في ظل غياب وصول المساعدات الإنسانية منذ اندلاع الحرب في إبريل/نيسان العام الماضي. ودعت المنسقية وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية للضغط على طرفي الصراع لوقف الحرب والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة.
والسبت، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) انتشار المجاعة في مخيم زمزم للنازحين بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور. كما أعلنت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين بدارفور، مساء الأربعاء، وفاة 5 أطفال بسبب الجوع في معسكر مكحر للنازحين؛ جراء تفشي سوء التغذية الحاد في منطقة مكحر بولاية وسط دارفور. وتتزايد دعوات أممية ودولية لتجنيب السودان كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت؛ جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 12 ولاية من أصل 18 في البلاد.