السودان: "ست شاي" تفضح طبقية رئيس تحرير

20 مايو 2015
الناشطون السودانيون يعترضون على مقال الهندي عز الدين
+ الخط -
أثار مقال رئيس مجلس إدارة صحيفة "المجهر السياسي" السودانية، الهندي عز الدين، ردّة فعل قويّة على مواقع التواصل الاجتماعي. المقال الذي انتقد فيه الكاتب، استعانة مبادرة شبابية "بست شاي/بائعة شاي في الشارع العام" لقص شريط افتتاح مركز للعناية المكثفة للأطفال، أنشأه الشباب بتبرعات، وكلّف ملياري جنيه سوداني.

وظهرت دعوات على "فيسبوك" إلى مقاطعة الصحيفة التي يملكها الكاتب. ويعتبر مركز العناية المكثفة، بمثابة حلم لمبادرة "شارع الحوادث" السودانية، التي يقف خلفها شباب متطوعون، وظلت تقدم لأكثر من ثلاثة أعوام خدمات للأطفال المرضى، عبر جمع التبرعات من عامة الشعب والمغتربين.

وتصدرت "ام قسم "، "ست الشاي" مانشيتات الصحف السودانية، وصدر صفحاتها الأولى على اعتبارها حدثاً يستحق الاحتفاء. إذ أقدم المبادرون في شارع الحوادث على اختيارها لقص شريط افتتاح مركز العناية المكثفة بأحد مستشفيات الخرطوم، فضلاً عن مواقع التواصل الاجتماعي التي تداولت صورة السيدة، وهي تقص الشريط بصورة أوسع واختارها البعض في البروفايل كتضامن مع الفكرة، وفي اليوم التالي تبارى كتّاب الأعمدة في امتداح الخطوة باعتبارها تكريماً لكل امرأة كادحة مثلت في شخص السيدة "أم قسمة".

اقرأ أيضاً: السودان: الأمن يمنع صحافيين من الاحتجاج ضد الصراع القبلي

لكن مقالاً  لمالك صحيفة المجهر السياسي ورئيس مجلس إدراتها، الهندي عز الدين، انتقد فيه بشدة تفضيل "ست شاي"، على وزير الصحة في افتتاح المركز رغم تأييده ودعمه لخطوة الشباب أثار جدلاً، واسعاً نال معه الكاتب سيلاً من الشتائم والعنف اللفظي.

وفي عمود اختار له عنوان "عندما تصبح ست الشاي وزيرة صحة فقط لاغراض هذا الاحتفال" عاب الكاتب على الصحف الاحتفاء بالافتتاح، لسوء اختيار الشباب بتفضيل "ست الشاي" على وزير الصحة أو أي من الشخصيات المرموقة، ذات الصلة بالحدث وعدّه عملاً عبثياً، يعبر عن حالة رفض شامل وعدم الاعتراف بالكبير وتهديد لما سماه  "تراتبية الاحترام". وأكد أنها تمثل ظاهرة خطيرة أكثر من كونها نموذجاً للوفاء والعرفان والتبجيل للشرائح الضعيفة. ودمغها بالحالة الهتافية الناعمة والصاخبة وقال: "كان يمكن ان يطلق اسمها على المركز كتكريم لاستضافتها أولئك الشباب وتقديم خدمات الشاي والقهوة لهم". وختم مقاله قائلاً "الأمة التي تضع وزير الصحة مكان ست الشاي لا يمكن ان تتقدم شبراً".

ووجد المقال ردود أفعال قوية عبر تعليقات على "فيسبوك"، وانتقد المدونون بشدة، إقدام الكاتب على التقليل من قيمة السيدة "ام قسمة" باعتبارها شخصية مكافحة وشريفة، وجزءاً من مبادرة شارع الحوادث وأكدوا انه كان على الكاتب دعم المبادرة، بدلاً عن الحديث في أشياء جانبية وتساءل أحدهم "هل تفرق أن يتم الافتتاح بيد وزير أو غفير غني او فقير، علماً أننا جميعاً من مكونات المجتمع السوداني".

وظهرت مبادارات داخل "فيسبوك" تطالب بمقاطعة صحيفة الكاتب كنوع من العقاب لتطاوله على "ستات الشاي" وبدأ البعض في تداول قصة "أم قسمة"، المثيرة للجدل.

وربطت أم قسمة علاقة بشباب مبادرة شارع الحوادث عندما قدمت من منطقتها في ولاية جنوب كردفان، التي شهدت حرباً أهلية وبمعيتها طفلتها المريضة بالفشل الكلوي، لتعجز عن دفع مصاريف المستشفى، وتقرر أن تعمل في بيع الشاي بالقرب من المستشفى، التي تعالج فيها ابنتها، لتعمل نهاراً في بيع الشاي، وليلاً تطبب ابنتها ثم جمعتها الصدفة بشباب شارع الحوادث الذين يأخذون على عاتقهم مسؤولية مساعدة الأطفال وأسرهم، في توفير تكاليف العلاج عبر جمع التبرعات باستخدام وسائل التواصل المختلفة، بخاصة "فيسبوك" ليتخذوا بعدها من مكان "ام قسمة" مقراً لاجتماعاتهم التي تعقد في الهواء الطلق وتقدم لهم "أم قسمة" خدمات الشاي والقهوة وفي غيابهم تتلقى التبرعات وفور وصولهم تسلمها لهم. 

المساهمون