استمع إلى الملخص
- **التزام العراق بتفاهمات أوبك وأزمة تصدير النفط**: أكد السوداني التزام العراق بخفض إنتاج النفط وفقاً لتفاهمات أوبك، مشيراً إلى خيارين لحل أزمة تصدير النفط إلى تركيا: تعديل العقود أو قانون الموازنة.
- **نفي وجود مكاتب لحماس والحوثيين في بغداد**: نفى السوداني مزاعم صحيفة نيويورك تايمز بشأن افتتاح مكاتب لحماس والحوثيين في بغداد، مؤكداً عدم وجود مكاتب رسمية لهذه الجماعات في العراق.
قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، اليوم الثلاثاء، إنّ بلاده تتهيأ لإعلان موعد انتهاء مهمة التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق، معتبراً أنّ العراق في العام 2024 ليس كما كان عام 2014، في إشارة إلى الأوضاع الأمنية التي تسببت بانهيار مدن ومحافظات كاملة تحت هجمات تنظيم "داعش".
وفي مقابلة مع وكالة بلومبيرغ الأميركية، قال السوداني إنّ "مبررات وجود التحالف الدولي في العراق انتهت، وعراق 2024 ليس عراق 2014"، متحدثاً عن تحوّل العراق من "مرحلة الحروب إلى مرحلة الاستقرار".
وبشأن الأوضاع الأمنية، قال السوداني: "داعش لم يعد يمثل تهديداً للدولة العراقية. بدأنا بحوار صريح مع التحالف الدولي، وشكلنا لجنة ثنائية من أجل ترتيب انسحاب قوات التحالف، وإعلان انتهاء مهمة قوات التحالف في العراق قريباً". ووفقاً للسوداني، فإنّ "انتهاء مهمة التحالف الدولي لا يعني انتهاء العلاقة بين العراق والولايات المتحدة، بل العكس، نحن نخوض محادثات لبناء علاقات أمنية مستدامة وروابط اقتصادية وثقافية واجتماعية وعلمية"، كاشفاً عن مشاركة العراق في المؤتمر الدولي للتحالف ضد تنظيم "داعش".
ونقلت الوكالة عن السوداني قوله إنّ العراق سيتعامل مع أي إدارة أميركية قادمة، مؤكداً أنّ "إيران داعمة للعملية السياسية وجهود العراق في مكافحة الإرهاب، والعراق الدولة الوحيدة بالمنطقة التي تمتلك علاقات متميزة مع إيران والولايات المتحدة". وفي السياق النفطي العراقي، قال السوداني إنّ بلاده "ملتزمة بخفض إنتاجها النفطي"، في إشارة إلى تفاهمات منظمة أوبك بهذا الصدد.
وزاد السوداني بالقول: "نحن ملتزمون بقرارات أوبك بالشكل الذي يحافظ على أسعار النفط والمعادلة بين مصلحة المنتجين والمستهلكين". وحيال أزمة تصدير النفط العراقي إلى تركيا والمتواصلة منذ نحو عام كامل، أكد رئيس الوزراء العراقي: "نحن أمام خيارين بشأن تصدير النفط عبر ميناء جيهان؛ إما تعديل العقود، وهو ما رفضته الشركات المتعاقدة مع إقليم كردستان، أو تعديل قانون الموازنة، وهذا الأمر يتطلب توافقاً سياسياً".
واتفقت بغداد وواشنطن في جولة الحوار الثاني التي جرت في واشنطن نهاية يوليو/ تموز الماضي على التزام الولايات المتحدة بتطوير قدرات العراق الأمنية والدفاعية وتعميق التعاون الأمني الثنائي في جميع المجالات، فيما أكدت حكومة بغداد التزامها المطلق بحماية الأفراد والمستشارين والقوافل والمرافق الدبلوماسية للولايات المتحدة ودول التحالف الدولي في العراق.
ويستند حوار التعاون الأمني المشترك بين بغداد وواشنطن إلى إنشاء لجنة ثنائية عسكرية تقوم على تقييم الأوضاع في العراق، لتقرير انتهاء مهمة التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن في العراق منذ عام 2014، وهو مطلب رئيس للقوى السياسية الحليفة لإيران في العراق.
السوداني ينفي وجود مكاتب لـ"حماس" والحوثيين في بغداد
وفي سياق آخر، نفى السوداني مزاعم أوردتها صحيفة نيويورك تايمز الأميركية قبل أيام بأن حركة حماس وجماعة أنصار الله (الحوثيين) افتتحتا مكاتب لهما في بغداد. وقال: "لا توجد مكاتب رسمية من هذا النوع هنا"، لكنه استدرك أن هذه الجماعات "قد يكون لديها مسؤولون في العراق"، من دون توضيحات أخرى. وقالت الصحيفة إنه "لا توجد علامة على بوابة المكتب السياسي لحركة حماس في بغداد، وعنوانها سر يحافظ عليه. والأمر نفسه ينطبق على جماعة الحوثيين التي يبعد مكتبها مسافة قصيرة بالسيارة".
والثلاثاء، اعتبرت وزارة الخارجية الأميركية أن "نشاط" حركة حماس وجماعة الحوثي في العراق قد يجر الأخير إلى "صراعات إقليمية أعمق". وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، إن الخارجية الأميركية شاركت الحكومة العراقية "مخاوف" الولايات المتحدة إزاء هذا الأمر. وزعم أن "حماس والحوثيين تنظيمان إرهابيان. والسماح بنشاطهما في العراق يحمل مخاطر ازدياد عدد الجماعات المسلحة التي لها مصلحة في استخدام العنف، لتقويض أهداف الحكومة العراقية المتمثلة في تحقيق الاستقرار والسيادة والنمو الاقتصادي".
وأكد ميلر أن موقف واشنطن "واضح للغاية" إزاء مزاعم افتتاح حماس والحوثي مكاتب لهما في بغداد. وتابع: "ندعم العراق المستقر والآمن. ووجود هذه الجماعات داخله يهدد بجره إلى صراعات إقليمية أعمق، وقد شاركنا هذه المخاوف بشكل مباشر مع الحكومة العراقية".