السلفيّة الجهاديّة في غزّة... صداع "حماس"

10 مارس 2014
"جلجلت" تحترم هدنة غير مستقرة مع حماس (غيتي)
+ الخط -

اعترف قيادي في جماعة "أنصار السنّة ـ أكناف بيت المقدس"، التابعة لتنظيم القاعدة، أن لديها الآن عدة آلاف من المقاتلين في قطاع غزة، محذراً حركة حماس بقطع الهدنة مع إسرائيل.
ووصف القيادي في جماعة "أنصار السنّة ­ـ أكناف بيت المقدس"، أبو بكر الأنصاري، في مقابلة مع وكالة "الأسوشيتد برس"، جماعته بأنها باتت أكبر وأفضل تنظيماً مع العشرات من المقاتلين الموجودين الآن في سوريا.
وزعم الأنصاري أن سلفيي القطاع اتفقوا مع "حماس" على الالتزام بالهدنة مع إسرائيل في الوقت الراهن، إلا أنهم مستعدون للقتال في أية لحظة.
وقال الأنصاري: "اتفقنا مع حماس على الالتزام بالهدنة طالما إسرائيل ملتزمة بها، لكن في حال انتهكت الهدنة فسوف نقوم بإطلاق صواريخنا من دون أي تشاور مع حماس".
وتسببت "الحركة  الجهادية" في إحداث "صداع" لحماس في السنوات الأخيرة، متهمة إياها بالتهاون مع إسرائيل، وإخفاقها في فرض الشريعة الإسلامية على نحو كافٍ في غزة.
ويشتبه بقيام الجماعات السلفية بتفجير مقاهي الإنترنت ومحال الموسيقى وترهيب المسيحيين في القطاع، وخطف صحافي هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عام 2007 ويدعى آلان جونستون، وقتل المتضامن مع الفلسطينيين الإيطالي أريغوني في أبريل/ نيسان 2011.
وقال أبو بكر إنه عضو سابق في الجناح العسكري لحماس، لكنه انشق عنها بعدما وافقت الحركة على المشاركة في الانتخابات التشريعية عام 2006. ثم ألقت حماس القبض عليه لاحقاً واتهمته  بتشكيل "جماعات إرهابية" و"الإضرار بالمصالح الوطنية"، بسبب إطلاقه صواريخ على إسرائيل خلال هدنة، ومهاجمة صالونات للحلاقة ومتاجر أخرى.
وأشار أبو بكر إلى أنه أمضى ثلاث سنوات خلف القضبان وتعرّض للضرب والحبس الإنفرادي من قبل حماس.
وفي الوقت الحالي، قال إن جماعته المعروفة باسم "جلجلت" تحترم هدنة غير مستقرة مع "حماس". وقال أبو بكر إنه منذ أواخر 2012، شكلت جماعات سلفية تحالفاً فضفاضاً. وأضاف الأنصاري: "نحن 6 جماعات ولدينا آلاف المقاتلين، ربما أربعة آلاف".
ووافق أبو بكر الأنصاري على استخدام اسمه الحركي خلال المقابلة مع الوكالة الأميركية فحسب، خشية أن يعرضه نشر اسمه الحقيقي الى متاعب مع "حماس" أو إسرائيل، حسب ادعائه.
وأبو بكر، الذي قال إنه نجا من ثلاث محاولات اغتيال، معروف جداً في أوساط صحافيي غزة. وقد وافق متحدث سابق باسم الجماعة السلفية على ترتيب اللقاء مع أبو بكر، بعد طلبات متكررة من الأسوشيتد برس.
وتمت المقابلة في الخامس من مارس/ آذار الجاري في مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين. وكان أبو بكر يرتدي ملابس شبه عسكرية مع بنطال عسكري وحذاء أسود وسترة سوداء ويحمل مسدساً على وسطه مع لحية سوداء من دون شاربين، وخلفه على حائط المكتب العديد من صور مسلحين قتلوا في المعارك. وعقب انتهاء المقابلة، مضى على متن دراجة نارية، كما يقول الصحافي الذي أجرى المقابلة.
وبموجب اتفاق هدنة محلية، أوقف السلفيون الهجمات على المتاجر وصالونات الحلاقة والمقاهي بعدما قدمت حماس تطمينات بأنها لن تسمح بشرب الخمر ولا بعرض الأفلام التي تحوي مشاهد إباحية أو الاختلاط بين الجنسين في هذه الأماكن.
وقال أبو بكر: "إذا امتنعت حماس عن منع الرذائل في هذه الأماكن، فسوف نعود". وأضاف أن الجماعة توقف الهجمات ضد المسيحيين، طالما أنهم "يلتزمون بالأحكام". 
وزعم أن 100 غزاوي توجهوا إلى سوريا للقتال ضد نظام الرئيس بشار الأسد، قتل منهم 10 حتى الآن، وفق تصريحاته.
وأكد متحدث باسم "حماس" أن الهدنة قائمة مع السلفيين، لكنه قال إن الجماعات أقل عدداً بكثير مما زعم أبو بكر. وقد قال ذلك مشترطاً كتمان هويته، لأنه غير مخوّل مناقشة القضية مع الصحافيين.

دلالات