السفير السعودي لدى اليمن: أطراف الحرب جديون في جهود السلام لكنّ الخطوات المقبلة غير واضحة

11 مايو 2023
أكد آل جابر استحالة التنبؤ بموعد إجراء محادثات مباشرة (صالح العبيدي/ فرانس برس)
+ الخط -

قال السفير السعودي لدى اليمن لوكالة فرانس برس إنّ أطراف الحرب في اليمن "جديون" بشأن إنهاء الحرب المدمرة التي اندلعت قبل ثماني سنوات، لكن من المستحيل التنبؤ بموعد إجراء محادثات مباشرة، ناهيك عن حدوث انفراج.

وقال محمد آل جابر، في أول تصريحات موسعة له بعد اجتماعه مع قادة الحوثيين في صنعاء، الشهر الماضي: "الجميع جديون. جديون بمعنى أن الجميع يبحث عن السلام"، رغم أنه أضاف "ليس من السهل استيضاح الخطوات التالية".

وسافر آل جابر إلى صنعاء في نهاية إبريل/ نيسان في إطار سعي إلى "تثبيت" الهدنة التي انتهت رسمياً في أكتوبر/ تشرين الأول، وفي خضم تقارب بدأ منذ فترة بين إيران والسعودية، ويقول خبراء إنه قد ينعكس إيجاباً على الوضع في اليمن.

لكن المفاوضات بين السعوديين والحوثيين لم تفض إلى التوصل لاتفاق.

وقال آل جابر "لا شيء واضحاً، لكنني متفائل ونأمل بإذن الله بأن يجد اليمنيون مخرجاً في أسرع وقت ممكن".

ويقول الحوثيون إنّ السعودية طرف في الصراع، في حين أشار آل جابر إلى أنّ الرياض تعتبر نفسها أكثر من وسيط يحاول تسهيل اتفاق بين الحوثيين والحكومة المعترف بها دولياً.

وقال آل جابر خلال المقابلة التي أجريت على متن رحلة العودة إلى السعودية من عدن: "نظراً لعلاقة المملكة العربية السعودية مع جميع اليمنيين، بمن فيهم الحوثيون، استخدمنا نفوذنا لإقناع جميع اليمنيين بالجلوس إلى الطاولة ومناقشة كل القضايا".

ودشّن آل جابر خلال زيارته إلى اليمن أعمال تأهيل وتحديث بتمويل سعودي للمستشفى والمطار الرئيسيين في عدن.

وقال السفير "في النهاية، الأمر يتعلق باليمنيين"، مشيراً إلى أنّ الجانبين "يرفضان الجلوس معاً" في الوقت الراهن.

وفي لقاء آخر في القصر الرئاسي في عدن، قال رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، لوكالة فرانس برس، إنّ "الدور السعودي هو دور وسيط بين الحكومة الشرعية والانقلابيين".

واشنطن تتريث في إعادة فتح سفارتها في اليمن

من جهته، قال المبعوث الأميركي إلى اليمن إن واشنطن بحاجة للتأكد من أن حرب اليمن انتهت، وأن هناك عملية سياسية لا رجعة عنها، قبل إعادة فتح سفارتها بصنعاء.

وأضاف تيم ليندركينغ في إفادة، اليوم الخميس، أن إيران تواصل توريد الأسلحة والمخدرات التي تغذي الصراع في اليمن رغم اتفاقها مع السعودية على إعادة العلاقات الدبلوماسية.

وتابع: "يواصل الإيرانيون تهريب الأسلحة والمخدرات في هذا الصراع، ونشعر بقلق بالغ إزاء استمرار هذا (النشاط) رغم الفوائد التي قد تترتب على الاتفاق السعودي الإيراني. لذلك أعتقد أن علينا أن نراقب ذلك".

الاتحاد الأوروبي: فصل جديد من الأمل في اليمن

وكان سفير الاتحاد الأوروبي لدى اليمن غابرييل مونويرا فينيالس قد أكد، الإثنين الماضي، أنه يلمس "إرادة سياسية" لطي صفحة النزاع في اليمن، وأشار إلى أنّ اليمن "دخل فصلاً جديداً غير مسبوق، حافلاً بالأمل، منذ اندلاع النزاع".

وأضاف أنّ "الهدنة التي توسط فيها المبعوث الخاص للأمم المتحدة هانس غروندبرغ، أفضت إلى مرحلة من الهدوء النسبي، وكانت الأطول خلال السنوات الثماني الماضية".

وتتكثف منذ فترة مساعٍ إقليمية ودولية لتحقيق حل سياسي شامل للأزمة في اليمن، إذ أجرى وفدان سعودي ويمني محادثات للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في منتصف إبريل/ نيسان في صنعاء مع جماعة الحوثي التي قال كبير مفاوضيها إنّ المحادثات أحرزت تقدماً، وإن مناقشات أخرى ستُجرى لتسوية الخلافات العالقة. 

كما سافر المبعوث الأميركي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ إلى عُمان والسعودية في وقت سابق من هذا الشهر للسعي لدفع جهود السلام في اليمن.

وخلق التقارب السعودي الإيراني دفعة قوية لإنهاء الحرب في اليمن، والتي تسببت خلال السنوات الثماني الماضية بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة، وأسفرت عن سقوط مئات الآلاف من القتلى والجرحى اليمنيين من المدنيين وأطراف النزاع في جبهات القتال.

(العربي الجديد، وكالات)

المساهمون