السعودية: خطف العسكر أو قتلهم... ضريبة فتح سفارة بغداد

07 يناير 2015
"داعش" أراد خطف جنود سعوديين (ربيع مغربي/فرانس برس)
+ الخط -

علمت "العربي الجديد" أن العملية التي نفّدها عناصر من "الدولة الإسلامية" (داعش)، فجر الأحد-الإثنين على الحدود السعودية-العراقية، والتي جاءت على مرحلتين، وتم فيها قتل العميد السعودي معوض البلوي ومحاصرة الأفراد الموجودين والذين يقدر عددهم بـ25 فرداً، كانت رداً على إعلان السعودية العمل على افتتاح سفارة لها في بغداد قريباً، إذ فضّل التنظيم أن تكون العملية في أسرع وقت، على الرغم من وجود مناوشات على الحدود السعودية-العراقية منذ أشهر، وتحديداً بعد إعلان قيام "داعش"، إلا أنها لم تسفر عن خسائر فادحة تستحق الذكر خصوصاً من قبل الجانب السعودي.

وبحسب المصادر، فإن تنظيم "داعش" دأب منذ أسابيع على نشر أخبار عن قرب اقتحام الحدود الشمالية للسعودية وذلك عبر شبكات التواصل الاجتماعي، تزامناً مع الأخبار المتتالية عن فتح السفارة السعودية في بغداد.

وكانت الخطة المعتمدة لدى عناصر التنظيم هي عملية خطف الجنود العاملين على الشريط الحدودي والمقايضة بهم، وفي حالة فشلت العملية فإن الخطة البديلة ستكون قتل أحد القادة الكبار عن طريق عملية تفجير انتحاري.

وبالفعل شهد فجر الإثنين قيام شخصين مجهولين بتجاوز الحدود من جهة العراق، وسرعان ما تم اكتشافهما من قبل العناصر المرابطة على الحدود، ما دفعهما إلى طلب تسليم أنفسهما بحجة الفرار من تنظيم "داعش"، مشترطين مقابلة أحد المسؤولين. وعلى أثر ذلك، تم الاتصال بالبلوي، وبعد وصوله بساعة برفقة مجموعة من العسكريين أصحاب الرتب العسكرية، تم تنفيذ عملية انتحارية بحزام ناسف، ما أدى إلى مقتل البلوي وعريفين وعسكري، فيما أصيب عقيد وجندي.

وبحسب المصادر، فقد تم إمطار المركز الحدودي، والذي كان يحتوي 25 عسكرياً، بوابل من الرصاص من مجموعة من المسلّحين الذين تمركزوا خلف الشريط الحدودي.

وعلى الرغم من عدم توقع المركز والعاملين فيه هذا الهجوم ومقتل قائدهم العسكري، إلا أنه سرعان ما تم تبادل النار بين الطرفين، وأسفر عنه سقوط 4 من منفذي العملية في التنظيم، فيما لم تعلن السلطات الرسمية تعرض أيّ من الجنود في المركز للإصابة أو القتل، بخلاف من تم قتلهم في عملية التفجير.

وتعدّ هذه أول عملية تفصح السلطات السعودية عن وقوعها بالقرب من الحدود السعودية-العراقية، على الرغم من كثرة الحوادث خلال الأشهر الماضية، إلا أن عدم وقوع قتلى دفع السلطات إلى التكتم على الموضوع ومحاولة طمأنة المواطنين عبر وسائل الإعلام بأن الأمن الحدودي مستتب ولا توجد هناك أي اضطرابات.

وعلى الرغم من خطورة الحادثة الأخيرة، والتي كانت نتيجتها التسلل وقتل عساكر بمراتب مختلفة، إلا أن السلطات حرصت على عدم الإفصاح عن منصب البلوي، مصرّة من خلال بيانها الرسمي على تسميته بـ"صاحب منصب عسكري رفيع"، رغبة منها في عدم إظهار تفوق تنظيم "داعش" عليها وقتل قائد عسكري في أول منازلة عسكرية وجهاً لوجه على المناطق الحدودية، فيما سجلت الشهر الماضي مناوشة بين بعض أفراد التنظيم في المنطقة الشرقية، وذلك بعد قيام مجموعة مسلّحين باقتحام إحدى الحسينيات وقتل مجموعة من المصلّين فيها.

من جهة أخرى، رفع منفَذ الجمارك الواقع بين الحدود السعودية-العراقية من تأهّبه، وذلك تحسباً لأي هجمات أخرى، بحكم أن المنفَذ يؤدي إلى الأردن. وتم من خلال المنفذ التشديد على المسافرين، القادمين أو المغادرين براً، فيما فضّلت شركات نقل خاصة تُقدّم خدمات سياحية، أن تتوقف خلال الأيام القليلة المقبلة، تفادياً لأي طارئ على الحدود بين البلدين. بينما واصلت خطوط الطيران رحلاتها بشكل اعتيادي في ظل وجود مجموعة من المروحيات التي تحلّق بشكل متقطع حول موقع الحادث والمنطقة القريبة منه.