كشف أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" جبريل الرجوب، اليوم الثلاثاء، عن محاولة جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، عقد لقاء مع حركة حماس، بعد قرار القيادة الفلسطينية وقف العمل بالاتفاقات مع إسرائيل والإدارة الأميركية في شهر مايو/ أيار 2020، لكن حماس رفضت ذلك.
وقال الرجوب خلال كلمة له بمؤتمر عقد في الجامعة العربية الأميركية في جنين، اليوم، "لقد عرفنا ما جرى مع حماس لاحقا، والذين بدورهم بادروا وأتوا للوحدة، ونحن بدورنا استجبنا لمبادرتهم، واكتشفنا، بعد وقف العمل بالاتفاقات، أن كوشنر وبلير حاولا عقد لقاءات مع حماس، لكن حماس أدركت أن ذلك في سبيل الضغط على الرئيس (الفلسطيني) محمود عباس، ونحن نحترم الوحدة وسوف نترجم الصيغة ونذهب إلى صندوق الاقتراع".
وأضاف الرجوب: "نحن نسير بمسار التصدي والصدام مع الاحتلال بالتوافق على شكله، وبمسار السلطة الفلسطينية بصفتها إفرازا لمنظمة التحرير وهي مرجعيتنا القانونية، ومسار منظمة التحرير".
وتابع قائلا: "لم نتحاور بمنطق خارج نص التوافق، وأكدنا أن التوافق هو الطريق لبناء الشراكة، وأن يتم التوافق في كل شيء على قاعدة ما طرح بيني وبين نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس (صالح العاروري)، ونحن لم نفتح مشروعا خاصا أنا والعاروري أو لدينا أجندات شخصية".
وأشار الرجوب إلى وجود ضغط تعرض له والعاروري "أكبر مما يتوقعه أحد سواء أصحاب الأجندات أو من لهم مصالح خاصة، لكن هناك إسنادا من الرئيس عباس واللجنة المركزية لحركة فتح وكذلك العاروري لديه إسناد من حماس، والمزاج العام متعطش ليوم الوحدة".
من جانب آخر، قال الرجوب "على مدار أسبوعين سبقا لقائي مع العاروري في الثاني من شهر يوليو/ تموز الماضي، تحدثنا بعناصر كثيرة واتفقنا على أربع عناصر، هي: المنظمة والمقاومة الشعبية، وهدفنا الاستراتيجي إقامة دولة، والبند الرابع أن الرئيس عباس هو زعيم الشعب الفلسطيني".
وأوضح "فصائل العمل الوطني معنا في المنظمة منذ العام 1967، بغض النظر عن وزنهم لكنهم من الرعيل الأول ونحن أوفياء لهم، ولن نتآمر عليهم، حتى لو بعضهم (يتكتك) وبعضهم لم يرتقِ إلى قامة العمالقة بمسألة الشراكة الوطنية".
وأشار الرجوب إلى أنه أعجبه أمران في "حماس" وهما: "رأيها في الفصائل الفلسطينية وهو مثل رأي حركة فتح.. نحن لسنا بديلا لهم، وهم جزء من الشعب، وهذا لا يعني أننا نمثل كل الشعب الفلسطيني. أما الأمر الآخر فهو أن لدى حماس موقفا من العلاقة مع الإقليم، وهناك دول نعتبر دورها محوريا مثل مصر والأردن ودول عربية أخرى".
وأكد الرجوب، "كان لدينا توافق أن يكون هناك أساس سياسي نضالي وتنظيمي بشقين، منظمة التحرير وآليات بناء الشراكة، وتوافقنا في حوارنا الثنائي على أن الموقف أن نتحدث عن الدولة والمنظمة والمقاومة، ونتحدث عن آليات بناء الشراكة من خلال الانتخابات والحوار الوطني"، مضيفا "أعتقد أن هناك بعدين واضحين؛ الحوار الوطني الشامل والحوار الوطني الثنائي بموافقة الجميع، والانتخابات تجرى بالتمثيل النسبي".
وأكد أن الحديث جرى، أينما كان يتم الاجتماع، بلغة فلسطينية، حيث عقد اللقاء بين حماس وفتح في تركيا ثم أكمل في منزل العاروري، وتم التوافق على أن تجرى الانتخابات بالتمثيل النسبي خلال 6 أشهر بحيث تتم بالتتالي انتخابات التشريعي والرئاسة والمجلس الوطني، وأمور أخرى كالمقاومة الشعبية وتشكيل القيادة الوطنية الموحدة، وكذلك عقد اجتماع للأمناء العامين والدعوة إلى حوار وطني شامل وحوار ثنائي، وأن يساعدنا الجميع على القواسم المشتركة.
وتابع قائلا "بعد اتفاق إسطنبول، ذهبنا إلى قطر واجتمعنا بقيادات حماس في قطر، ثم اجتمعنا مع وزير خارجية قطر، وبعدها ذهبنا إلى مصر والأردن وأخبرناهم بما جرى، ثم إلى سورية والتقينا بالجهاد الإسلامي، الجميع أبدى استعداده لأن يكون عاملا إيجابيا بجسر الفجوات".
إلى ذلك، قال الرجوب: "الجميع يسأل إلى أين وصلتم؟ والحوار ما زال جاريا، ونحن الآن في مرحلة إصدار المرسوم الرئاسي المتعلق بالانتخابات".
وقال الرجوب: "لدينا ولدى حماس قرار استراتيجي ببناء الشراكة، هناك ترسيبات من الانقسام وعدم وجود ثقة لا يمكن تذليلها بخطاب أو كلمة، ولا بد من حلها في إطارها الوطني، لنصدر المرسوم ونذهب إلى حوار ثنائي وحوار وطني شامل، المرسوم ممر إجباري"، مضيفًا "لا أحد يريد أن نتفق، هناك دول بوجهين، نحن متفاهمون موحدون على قواعد الشرعية الدولية والدولة والمنظمة".
وتابع الرجوب: "صارت لدينا برامج تتفق على ما تحدث به الإقليم، لكن الآن صار الرئيس عباس بنظرهم إرهابيا دبلوماسيا، وأصبح عبئا على الاستقرار الإقليمي والسلمي، هذا السلوك من الإقليم يحفزنا على ضرورة تجاوز خلافاتنا وتغليب عنصر الثقة والصدق، واليوم نحن أمام ترجمة تفاهمات إسطنبول إلى آليات، والتي يجب أن تعالج إفرازات الانقسام عبر حوار جماعي بالتوافق على منهجية بناء الشراكة".
وفيما يتعلق بما يتم الحديث عنه من وجود قوائم انتخابية مشتركة، قال الرجوب: "إن أي صيغة توافق لا يمكن أن تكون على حساب القوانين والانتخابات"، موضحاً أن "مبدأ الشراكة مشروع، لكن من المبكر الحديث عنه حاليا، هناك موضوع الحريات يجب أن يعالج، والفصائل يجب أن تطور موقفها بالضفة وغزة بحيث يرتقي سلوكها وموقفها، وألا تكون سلطة بديلة أو موازية، وأيضا سلطة القانون يجب ألا تبقى محتكرة".
وقال الرجوب: "نمارس العمل الديمقراطي وسنحترم نتائجه جميعا، وبعد الانتخابات ستكون حكومة وحدة وطنية معبرة عن الجميع، لا يمكن أن نسمح لأنفسنا بالتلاعب في ظل الضم والتطبيع والانهيار الرسمي العربي وصفقة القرن، والتي تهدف جميعها إلى تصفية قضيتنا واختزالها بقضية معيشية، ويراهنوا على الانقسام ويغذوه أو يجدوا دمية بغطاء عربي يديروا معه الصراع إلى أن تقتل قضيتنا كقضية سياسية".
وختم الرجوب بالقول: "يجب أن تتنبه الفصائل إلى أن كلفة ومخاطر إنجاز الوحدة أقل من كلفة استمرار الانقسام، وأنه لا خيار أمامنا إلا أن نتوحد، لأن البديل والثمن نعرفه".