الرئيس اللبناني يحذّر من "فوضى دستورية" لعدم انتخاب خلف له: الفراغ لا يملأ الفراغ

29 أكتوبر 2022
تنتهي غداً الأحد ولاية عون التي استمرت ست سنوات (الأناضول/ أرشيف)
+ الخط -

 

قال الرئيس اللبناني ميشال عون، الذي أوشكت ولايته على الانتهاء، في تصريحات لـ"رويترز"، اليوم السبت، إن بلاده قد تنزلق إلى "فوضى دستورية" بسبب عدم القدرة على انتخاب رئيس جديد خلفاً له، وفي ظل حكومة تصريف أعمال يتهمها بأنها غير كاملة الصلاحيات.

ومن المقرر أن يغادر عون القصر الرئاسي في بعبدا غداً الأحد، قبل يوم من انتهاء ولايته التي استمرت ست سنوات، لكن أربع جلسات انتخابية لم تسفر عن انتخاب رئيس في ظل انقسام البرلمان بصورة غير مسبوقة بعد انتخابات مايو/ أيار، إذ لم تتمكن الكتل السياسية من التوصل إلى توافق على مرشح لخلافة عون.

وظل منصب الرئيس شاغراً مرات كثيرة في الماضي، لكن لبنان يجد نفسه الآن على حافة وضع غير مسبوق حيث الرئاسة شاغرة، وحكومة تصريف الأعمال لا تملك سوى صلاحيات محدودة.

ولمح عون إلى أنه لا يزال يفكر في تحرك سياسي غير محدد في الساعات الأخيرة من ولايته لمعالجة الأزمة الدستورية، لكنه قال لـ"رويترز": "لا يوجد قرار نهائي" بشأن ما يمكن أن تنطوي عليه هذه الخطوة.

وقال رداً على سؤال "نعم من المعقول أن تحصل فوضى دستورية. الفراغ لا يملأ الفراغ".

وترتبط رئاسة عون ارتباطاً وثيقاً في أذهان الكثير من اللبنانيين بأسوأ أيام بلادهم منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990، وذلك في ظل وجود أزمة مالية بدأت في عام 2019 وانفجار مرفأ بيروت الذي تسبب في سقوط قتلى عام 2020.

وتفيد أنباء بأن جبران باسيل صهر عون لديه طموحات لشغل منصب الرئيس. وكانت الولايات المتحدة قد أدرجت باسيل على قائمة العقوبات عام 2020 بتهمة الفساد، لكنه ينفي ذلك.

وقال عون، اليوم السبت، إن العقوبات لن تمنع باسيل من الترشح للرئاسة. وأضاف "من المؤكد أنه له الحق في الترشح للرئاسة".

وعن العقوبات الأميركية وما إذا كانت ستقف حائلاً دون ترشح باسيل للرئاسة، قال عون "نحن نمحوها بمجرد انتخابه".

وفي أسبوعه الأخير في المنصب، وقّع عون تفاهماً بوساطة أميركية لترسيم الحدود البحرية الجنوبية للبنان مع إسرائيل، مما يمثل اختراقاً دبلوماسياً من شأنه أن يسمح لكلا الجانبين باستخراج الغاز من المكامن البحرية.

وقال إن "حزب الله"، والذي أرسل طائرات مسيرة فوق إسرائيل وهدد بمهاجمة منصات الحفر البحرية عدة مرات، كان "رادعاً" لمواصلة المفاوضات لصالح لبنان.

وأضاف أن "المبادرة التي اتخذها الحزب لم تكن منسقة (مع الدولة) ولكنها كانت مفيدة".

وقال عون "لم نكن لنقبل بعدم السماح لنا باستخراج النفط والغاز من مياهنا. في هذه الحالة ما كنا لنسمح لإسرائيل باستخراج الغاز".

وأضاف أن الصفقة مهدت الطريق لاكتشافات الغاز التي يمكن أن تكون "الفرصة الأخيرة" للبنان للتعافي من الانهيار المالي، الذي دام ثلاث سنوات، والذي كلّف العملة 95 في المائة من قيمتها، ودفع بـ80 بالمائة من السكان إلى الفقر. 

(رويترز)