قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، مساء اليوم الأربعاء، إن إعلان بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس الموافقة على بناء 540 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة "هارحوما"، المقامة على جبل أبو غنيم، جنوب شرق القدس، هو بمثابة "تحدٍ للمجتمع الدولي، وتحديدًا للإدارة الأميركية الجديدة، وللمحكمة الجنائية الدولية".
وأضاف أبو ردينة، في تصريح له، أن "هذا القرار أمر مدان ومرفوض، ومخالف لكافة قرارات الشرعية الدولية التي تدين الاستيطان، وخاصة القرار رقم (2334) الذي أكد أن جميع أشكال الاستيطان على الأراضي الفلسطينية غير شرعي".
وتابع المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية أن "حكومة الاحتلال تحاول من خلال استمرار التوسع الاستيطاني والاستيلاء على الأرض الفلسطينية فرض الحقائق على الأرض ومنع إقامة دولة فلسطينية متواصلة عاصمتها القدس".
وقال أبو ردينة: "إذا ما أراد المجتمع الدولي، وتحديدًا اللجنة الرباعية الدولية كما أعلنت، الحفاظ على حل الدولتين من أجل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، فعليهم الضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف نشاطاتها الاستيطانية واستخفافها بقرارات الشرعية الدولية".
إخطارات بالهدم في الأغوار
في سياق متصل، وجهت "الإدارة المدنية" التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، إخطارات طاولت أكثر من ثمانين منشأة لسكان خربة الرأس الأحمر و"كردلا" والجفتلك في الأغوار الشمالية والجنوبية بالضفة الغربية.
أبوردينة: حكومة الاحتلال تحاول من خلال استمرار التوسع الاستيطاني والاستيلاء على الأرض الفلسطينية فرض الحقائق على الأرض ومنع إقامة دولة فلسطينية متواصلة عاصمتها القدس
وقال مسؤول ملف الاستيطان في محافظة طوباس والأغوار معتز بشارات، لـ"العربي الجديد"، إن "قوات الاحتلال اقتحمت تلك المناطق وسلمت المواطنين فيها عشرات الإخطارات لوقف البناء أو الهدم والإزالة لبيوت مأهولة وخيام وحظائر أغنام، وحتى طرق تم شقها حديثاً، في محاولة لإنهاء الوجود الفلسطيني في الأغوار".
العملية، التي بدأت بعد عصر اليوم الأربعاء، تركزت بادئ الأمر في منطقة الرأس الأحمر، حيث تم إخطار أكثر من ستين منشأة، تعود لتسع عائلات.
وجاء في الأخطار أن "على أصحاب المنشآت وقف البناء، نظرا لكونها أقيمت دون ترخيص من الجهات المختصة الإسرائيلية، وتقع في الأراضي المصنفة (ج) حسب اتفاق أوسلو".
وجرى لصق الإخطارات على جدران بعض المنشآت، فيما تم تسليم أخرى باليد، وتركت البقية على الأرض، ووضعت عليها صخرة تحسباً لعدم تطايرها.
ولاحقا، اقتحمت قوات الاحتلال قرية "كردلا" بالأغوار، وعملت على توجيه إخطارات مكتوبة لمنشآت سكنية وزراعية، من بينها بيت مشيد من الإسمنت، و"بركس" زراعي لديه ترخيص من الاحتلال قبل أربعين عاماً.
في غضون ذلك، أشار بشارات إلى أن ضباط الإدارة المدنية الإسرائيلية صوروا الخيام والبركسات المُخطرة.
الجديد في الاعتداء الاحتلالي تمثل في توجيه إخطار لهدم طريق زراعي شرق قرية عاطوف بطول 3200 متر، كانت مؤسسة الإغاثة الزراعية الفلسطينية قد عملت أخيرًا على شقه لتسهيل حركة المزارعين.
وفي قرية الجفتلك، قرب مدينة أريحا، شرقي الضفة الغربية، سلّمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إنذارات بهدم مسكنين وبركسين زراعيين يملكها أحد المزارعين، وأمهلته أسبوعين لهدمها بنفسه، وإلا سوف يتم هدمها بجرافات الاحتلال وتحميله تكاليف العملية.
الجديد في الاعتداء الاحتلالي تمثل في توجيه إخطار لهدم طريق زراعي شرق قرية عاطوف بطول 3200 متر، كانت مؤسسة الإغاثة الزراعية الفلسطينية قد عملت أخيرًا على شقه لتسهيل حركة المزارعين
ونقلت الوكالة الرسمية عن المواطن عمر ادعيس قوله: "إن تنفيذ قوات الاحتلال تهديدها بالهدم سيشرد عائلتي الكبيرة، وينهي مصدر رزقي الوحيد في المنطقة التي أقطنها منذ سنوات طويلة".
في سياق منفصل، أصيب عدد من الفلسطينيين بالاختناق، الأربعاء، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة بيت أمر، شمال الخليل، جنوب الضفة الغربية، وفق ما أفاد به الناشط الإعلامي في بلدة بيت أمر محمد عوض، في تصريحات صحافية.
وأشار عوض إلى أن قوات الاحتلال أغلقت البوابة الحديدية المقامة على مدخل بلدة بيت أمر ومنعت المواطنين من التنقل، واستولت على تسجيلات كاميرات المراقبة لأحد المحال التجارية بالمنطقة.