الرئاسة التونسية تدعو إلى الكفّ عن التشويش وبث البلبلة بين تونس وليبيا

01 سبتمبر 2021
أعرب وزير خارجية تونس خلال لقاء نظيرته الليبية عن استغرابه لتصريحات الدبيبة (Getty)
+ الخط -

دعا المستشار لدى رئيس الجمهورية وليد الحجّام إلى الكفّ عن التشويش وخلق الإثارة وبث البلبلة بين تونس وليبيا.
وأكد مستشار الرئيس التونسي قيس سعيد، في أول تصريحات رسمية تكذب ما راج حول قطع العلاقات الدبلوماسية ووجود خلافات عميقة بين البلدين بسبب تواصل غلق الحدود، أن "التاريخ والجغرافيا وروابط الدم والمصالح المشتركة بين الشعبين، لا يمكن أن تفرقها تصريحات غير مسؤولة أو تعاليق مغرضة أو محاولات يائسة من أطراف أصبحت مكشوفة للجميع".
وأضاف الحجّام، في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية، اليوم الأربعاء، أن "ما يجمع تونس وليبيا من روابط أخوّة وتعاون وشراكة هي أقوى وأكبر من أن تتأثر بإشاعات فيسبوكية ومعلومات مغلوطة وتحاليل مجانبة للصواب صادرة عن جهات لا تريد الخير للبلدين والشعبين"، معتبرا أن العلاقات التونسية الليبية "تاريخية وراسخة ومتينة واستثنائية بكل المقاييس ولا تخضع للمعايير التقليدية في إدارة العلاقات بين الدول".

وأكّد أن تونس "ترفض أي محاولة للتشويش على الروابط الأخوية الصادقة التي تجمعها بليبيا"، مشيرًا إلى أن لدى تونس "قناعة راسخة بأن ما يجمع البلدين من تاريخ مشترك وأواصر حضارية واجتماعية هي مكتسبات صلبة ومبادئ ثابتة، أسمى بكثير من كل اعتبارات أخرى".
وقال المستشار لدى رئيس الجمهورية إن كل الإجراءات التي تم اتخاذها على مستوى المعابر الحدودية لها دوافع صحية بحتة، مشيرًا إلى أن الهدف منها هو التحكم في تطور الوضع الوبائي في تونس وتجنب السيناريوهات الفارطة التي شهدتها تونس نتيجة الانتشار السريع والكبير لفيروس كورونا.
وأوضح وليد الحجّام أن تبادل الزيارات على كل المستويات بين ليبيا وتونس قائم وسيستمرّ في المستقبل، موضحًا أن "الظرف الاستثنائي الذي تمرّ به تونس حاليا فرض تأجيل بعض الاستحقاقات الثنائية إلى تواريخ قريبة قادمة".
وتداولت وسائل إعلام ومواقع إخبارية من البلدين، منذ الثلاثاء، أخبارا عن زيارة غير معلنة لرئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة إلى تونس، اليوم الأربعاء، قبل أن تعود وتتحدث عن تأجيل أو إلغاء هذه الزيارة المفترضة.
وكان الدبيبة قد أكّد في كلمة توجّه بها للشعب الليبي، الجمعة الماضي، أن "الإرهاب قادم إلى ليبيا من الخارج، وأن الشعب الليبي شعب حر ولا يقبل اتهامه بالإرهاب".
وذكر أنه أرسل وفدا إلى تونس لتوضيح الموقف الليبي، مشددا على أن حكومته تسعى إلى بناء علاقات طيبة مع دول الجوار.
وبشأن تصريحات الدبيبة، أعرب وزير الخارجية التونسي عثمان الجرندي عن استغراب تونس من هذه الاتهامات ورفضها لها، مشيرًا إلى أن "أمن واستقرار ليبيا من أمن واستقرار تونس".
وقال إنّ "بلادنا مستهدفة بدورها بالإرهاب ولا يمكن أن تكون بأي حال من الأحوال قاعدة لتصديره أو مصدرا لتسلل الجماعات الإرهابية إلى ليبيا"، وذلك بحسب بلاغ لوزارة الخارجية التونسية.
وأشار الوزير إلى أن "هذه التصريحات مجانبة للحقيقة، لا سيما في هذا الوقت بالذات الذي تعمل فيه تونس جاهدة للإسهام الناجع في استتباب الأمن والاستقرار في ليبيا وفي دول المنطقة، وهي كذلك الصوت المدافع عن ليبيا في المحافل الإقليمية والدولية وخاصة في مجلس الأمن".

المساهمون