الداخلية المصرية تعترف باعتقال الناشط السياسي كريم الشاعر بعد إخفائه قسرياً

09 فبراير 2022
أنكر قسم شرطة المعادي على مدار الأيام الماضية وجود الشاعر لديه (الشبكة المصرية/فيسبوك)
+ الخط -

بعد انتشار وسم #كريم_الشاعر_فين، على مواقع التواصل الاجتماعي، عقب اعتقاله في حيّ المعادي، جنوبيّ القاهرة، وإخفائه، أصدرت وزارة الداخلية المصرية بياناً لتبرير واقعة اعتقال الناشط السياسي كريم الشاعر (39 عاماً)، الذي يعمل مصمِّم مواقع إلكترونية.

ونشرت الوزارة بياناً على صفحتها الرسمية، بموقع "فيسبوك"، مساء أمس الثلاثاء، زعمت فيه أنه "جرى القبض على الشاعر، يوم الثلاثاء 8 فبراير/شباط الجاري"، رغم أنّ أسرته وأصدقاءه أعلنوا واقعة اعتقاله منذ السبت 4 فبراير/شباط الجاري، من محيط ميدان الحرية بالمعادي، واقتياده إلى قسم شرطة المعادي، حيث سلّم القسم أغراضه الشخصية لأسرته وأخفته قسراً منذ ذلك التاريخ، حتى ظهر يوم 8 فبراير/شباط.

وقالت وزارة الداخلية، في بيانها: "لا صحة لما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن احتجاز أحد الأشخاص يدعى كريم الشاعر - بقسم شرطة المعادي بالقاهرة دون وجه حق، إذ إنّ حقيقة الواقعة تتمثل في أنّ المذكور مطلوب في 21 قضية بتهم (تبديد - شيك - ضرب) بإجمالي حبس 9 سنوات و35 يوماً.. وتمّ اتخاذ الإجراءات القانونية حياله.. وجارٍ عرضه على النيابة العامة".

من جانبها، ردّت "الشبكة المصرية لحقوق الإنسان"، على ما جاء في بيان وزارة الداخلية، وقالت: "حسب بيان الداخلية، فإنّ كريم مطلوب في 21 قضية، ومدان بأكثر من 9 سنوات سجن و35 يوماً، في قضايا تبديد، وشيك، وضرب، دون تقديم أدلة تذكر على تلك القضايا أو حتى أرقامها".

وأشار البيان إلى أنّ القبض على كريم حصل في دائرة قسم شرطة المعادي، وأنه سيُعرَض على النيابة قريباً، و"هو ما لم يتم حتى الآن"، بحسب الشبكة، "ما يثير الكثير من التساؤلات عن التباطؤ في عرضه على النيابة المختصة منذ اعتقاله يوم السبت الماضي، علماً بأنّ مبنى نيابة المعادي يقع على بعد خطوات من قسم شرطة المعادي، ويبقى السؤال الأهم: لماذا أخفت الداخلية المواطن كريم الشاعر منذ يوم السبت".

ووفق مصادر الشبكة المصرية، "أنكر قسم شرطة المعادي على مدار الأيام الماضية وجوده لديهم، عند محاولة أسرته ومحاميه زيارته لتقديم الطعام والملابس، فيما لم يُقدَّم إلى جهات التحقيق المختصة رغم مرور أكثر من 24 ساعة حسب النص الدستوري، علماً بأنّ المواطن كريم الشاعر معلوم العنوان لدى الداخلية، فيما لم تحاول أجهزة الأمن المناط بها تنفيذ الأحكام التابعة لوزارة الداخلية بمحاولة ضبطه وإحضاره على ذمة هذه القضايا".

واستنكرت الشبكة المصرية ما جاء ببيان الداخلية، وأعربت عن قلقها الشديد إزاء "ما قد يحدث للمواطن كريم الشاعر من تلفيق للقضايا على يد أجهزة الأمن، الذي يعد جريمة تضاف إلى جرائم وزارة الداخلية المستمرة بحق المواطنين المصريين".

وأكدت الشبكة استمرارها في "نهجها المساند لقضايا المواطنين ضد بطش أجهزة الأمن، وفضح الممارسات الإجرامية"، كما حمّلت السلطات المصرية المسؤولية الكاملة عن أمن كريم وسلامته، وأعلنت تضامنها الكامل مع "مَن ساقتهم الأقدار ليكونوا في موقف مشابه لما يتعرض له الآن".

وكريم الشاعر ليس الناشط السياسي الأول الذي أُلقي القبض عليه أخيراً، فسبقه القبض على هيثم البنا، عضو حزب "الدستور" المصري، من منزله، الأحد 30 يناير/كانون الثاني 2022، بسبب منشور كتبه عن ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 في ذكراها الحادية عشرة، ومنذ ذلك الوقت لم يتم الكشف عن مكانه وما زال مختفياً.

المساهمون