نظمت منظمة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" ومعها ذوو ضحايا الهجمات الكيميائية، مساء اليوم الثلاثاء، وقفة في مدينة إدلب، شمال غربي سورية، في الذكرى السادسة لارتكاب قوات النظام السوري مجزرة بالسلاح الكيميائي في مدينة خان شيخون جنوبي محافظة إدلب، راح ضحيتها أكثر من مئة مدني اختناقاً بغاز السارين، فضلاً عن إصابة مئات آخرين.
حميد قطيني متطوع لدى الدفاع المدني السوري، من أهالي مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، قال في حديث لـ "العربي الجديد": "الوقفة هنا اليوم في هذا العام وفي كل عام للتأكيد على ضرورة محاسبة نظام بشار الأسد لاستخدامه السلاح الكيميائي والأسلحة المحرمة دولياً في قتل الشعب السوري، كذلك هذه الوقفة للتضامن مع ذوي الضحايا والمطالبة بتحقيق العدالة لهم".
الشاهد على مجزرة خان شيخون والناجي منها عبد الوهاب سفر، يقول، في حديث لـ "العربي الجديد"، "بعد مرور ستة أعوام على المجزرة في مدينتي، أتينا اليوم لهذه الوقفة تخليداً لذكرى الشهداء ضحايا المجزرة، وللتأكيد على ضرورة محاسبة نظام بشار الأسد على هذه المجزرة وغيرها من جرائم ارتكبها بحق الشعب السوري، مؤكدين أنّ هذه الجريمة لا تسقط بالتقادم والمجرم سينال عقابه عاجلاً أم آجلاً".
وأشار سفر إلى أنّه "يصعب وصف يوم المجزرة لقساوة مشاهده، ولكن أكثر المواقف صعوبة في اللحظات الأولى للمجزرة هو سقوط المسعف والضحية اختناقاً بغاز السارين".
ولفت الشاهد على المجزرة ابن مدينة خان شيخون، وتحديداً من الحي المستهدف، محمد اليوسف، في حديث لـ "العربي الجديد"، إلى أنه "قتل الشعب السوري بيد النظام السوري بمختلف أنواع الأسلحة من صواريخ وطيران، لكن ما حصل يوم مجزرة غاز السارين كان جديداً علينا، وكنا عاجزين عن فعل أي شيء أمام أشخاص يموتون اختناقاً، حتى إنّ الطواقم الطبية يومها أصيبت بالارتباك من هول ما حصل".
وتابع "لا يمكن لأي صورة من صور ذلك اليوم أن تنسى لقساوتها، سواء لحظات اختناق إخوتي أو أهل الحي، فقدت يومها تسعة أشخاص من أفراد عائلتي، وعزائي الوحيد أنّ الله سيأخذ لنا حقنا".
وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قد وثقت مقتل 91 مدنياً، بينهم 32 طفلاً و23 امرأة (أنثى بالغة) خنقاً، وإصابة قرابة 520 شخصاً، عندما استخدم النظام السوري السلاح الكيميائي ضد مدينة خان شيخون جنوبي محافظة إدلب، في 4 أبريل/ نيسان عام 2017.