الخارجية السودانية تتهم الدعم السريع بتصفية أسرى الجيش

01 نوفمبر 2023
حققت قوات الدعم السريع تقدماً في جبهات القتال أخيراً (يزويوشي شيبا/فرانس برس)
+ الخط -

اتهمت وزارة الخارجية السودانية، قوات الدعم السريع بالتورط في تصفية أسرى تابعين للجيش السوداني أثناء المعارك غربي البلاد. وأوضحت الوزارة في بيان، اليوم الأربعاء، أن الحادثة وقعت في الوقت الذي تتواصل فيه محادثات جدة بين الجيش والدعم السريع لبحث تنفيذ إعلان جدة حول المسائل الإنسانية، وتحقيق وقف إطلاق نار لأغراض إنسانية، وإجراءات بناء الثقة. ولفتت إلى أن ما سمتها "المليشيا المتمردة" نشرت مقاطع مصورة لتصفية عدد من أسرى القوات المسلحة، مع تعليق لأحد عناصرها بأنهم أصلاً "لا يعرفون شيئاً اسمه الأسرى".

وعدّت الوزارة ذلك، جريمة حرب مكتملة، تُرتكب مع سبق الإصرار والتصميم، مبينة أن "نشر المقاطع والتعليقات التي تتباهى بقتل العزل، يجسد الثقافة السائدة وسط عناصر ومرتزقة المليشيا المتمردة والتي لا تقيم أدنى اعتبار لحرمة النفس البشرية وتتجاهل أن كل الشرائع والقوانين حرّمت قتل الأسرى"، حسب ما جاء في البيان.

اعتداءات على المناطق السكنية

وأضافت وزارة الخارجية، أن المليشيا المتمردة تواصل الاعتداءات على المناطق السكنية الآمنة في العاصمة الخرطوم وغيرها، وذاك عبر القصف العشوائي الذي يسقط ضحيته يومياً المدنيون الأبرياء. إلى جانب الاستمرار في التخريب المتعمد للمرافق الإنسانية والمنشآت الاقتصادية الإستراتيجية، مثل ما حدث لمستشفى نيالا التعليمي وحقل بليلة النفطي، هذا الأسبوع، وفق البيان.

واستطردت بقولها: لا تعبّر جرائم المليشيا المشار إليها عن تحديها للقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف فقط، بل كذلك عن الاستخفاف بمحادثات جدة، وجميع الجهود الرامية لتخفيف معاناة المدنيين وتيسير تقديم الخدمات الإنسانية الضرورية، مؤكدة أن كل ذلك يضع الميسرين في منبر جدة والمجتمع الدولي أمام تحدٍ حقيقي لإلزام المليشيا بمتطلبات إعلان جدة وتنفيذ ما يمكن التوصل إليه من وقف إطلاق النار وإجراءات بناء الثقة، ومحاربة الإفلات من العقاب، بالنظر للجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب التي ترتكبها المليشيا المتمردة، على حد ما جاء في البيان.

الخارجية السودانية: على الميسرين في منبر جدة والمجتمع الدولي إلزام المليشيا بمتطلبات إعلان جدة

ومنذ 15 إبريل/نيسان الماضي، تدور معارك عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تسبّبت حتى الآن في مقتل ما لا يقل عن 8 آلاف مدني وتهجير ما يزيد عن 5 ملايين من منازلهم في الخرطوم، ودمرت المعارك عشرات المنشآت الخدمية.

تقدّم ميداني للدعم السريع

ومنذ أيام، تحقق قوات الدعم السريع تقدماً في جبهات القتال في كل من إقليمي دارفور وكردفان، غرب السودان، وأعلنت من قبل سيطرتها على عاصمة ولاية جنوب دارفور مدينة نيالا، وعلى مدينة زالنجي عاصمة ولاية شرق دارفور، وعلى مطار بليلة بالقرب من حقول النفط.

وأظهر مقطع فيديو نشرته قوات الدعم السريع على منصات التواصل الاجتماعي، القائد الثاني لقوات الدعم الفريق عبد الرحيم دقلو من مدينة زالنجي، وهو يوجّه رسالة لقائد الجيش الجنرال عبد الفتاح البرهان يحثه فيها على الاستسلام، ومتوعداً قادة النظام السابق بالملاحقة والمطاردة، وتقديمهم للمحاكمات.

حث عبد الرحيم دقلو قائد الجيش على الاستسلام وتوعد قادة النظام السابق بالملاحقة وتقديمهم للمحاكمات

وتحتدم المعارك بين الطرفين في الوقت الذي تستضيف فيه مدينة جدة مباحثات بين الجيش والدعم السريع تناقش توفير ممرات إنسانية ووقف إطلاق النار وتوصيل المساعدات للمتضررين من القتال.

وأعلن الجيش السوداني، أمس الثلاثاء، وصول قائده البرهان إلى منطقة وادي سيدنا العسكرية، غرب شمال أم درمان، لتفقد القوات. ونشر الجيش مقاطع فيديو للبرهان خلال توجيهه كلمة للضباط والجنود، ذكر فيها أن القوات المسلحة السودانية بعثت بوفد إلى منبر جدة وفق ما اتُفق عليه سابقاً بخروج التمرد من أحياء المدنيين والمرافق الحكومية والخدمية والشوارع، مبيناً أنه بحال رفض التمرد السلام والمضي في طريق الحلول السلمية فلن يكون هناك حل سوى الحسم العسكري.

واتهم البرهان، سياسيين وأحزاباً، لم يسمهم، بأنهم ارتضوا العمالة وارتهنوا للخارج متحالفين مع التمرد لتنفيذ أجندة دول لها مصلحة في تفكيك السودان وتشريد شعبه، لكن لم يسمِ تلك الدول، مؤكداً أن القوات المسلحة لن تسمح بتفكيك وانهيار السودان، ولن ترضخ لأي ضغوط خارجية ولن تفرط في سيادة البلاد.

تقارير عربية
التحديثات الحية