الخارجية الأميركية تتوقع تحقيقاً شاملاً بشأن ظروف استشهاد المسن الفلسطيني عمر أسعد

02 فبراير 2022
واشنطن تنتظر مساءلة كاملة للمسؤولين عن استشهاد المسن الفلسطيني (ناصر اشتيه/Getty)
+ الخط -

أعلنت الخارجية الأميركية عن قلقها البالغ بشأن ظروف مقتل المسن الفلسطيني، عمر أسعد، الذي يحمل كذلك الجنسية الأميركية، مضيفة أنها تتوقع تحقيقا جنائيا شاملا ومساءلة كاملة.

واستشهد أسعد (80 عاماً) في 12 يناير/ كانون الثاني الماضي، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي قرية جلجليا شمالي رام الله (وسط الضفة الغربية)، في الوقت الذي كان فيه عائدًا ليلًا من زيارة لأحد أقاربه، فيما أكدت نتائج تشريح جثمانه تعرضه للتنكيل على يد جنود الاحتلال رغم سنّه المتقدمة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس في بيان أمس الثلاثاء، "ما زلنا نشعر بقلق بالغ إزاء ظروف وفاة السيد عمر أسعد، وهو مواطن أميركي وجد ميتا بتاريخ 12 يناير/ كانون الثاني بعد أن احتجزه جنود إسرائيليون في الضفة الغربية".

وأضاف برايس "نلاحظ البيان العلني بشأن تقرير التحقيق الذي أجراه قادة الجيش الإسرائيلي في القضية والنتائج الذي توصل إليها، بما في ذلك تحديده بأن الحادث قد أظهر زلة واضحة في الحكم الأخلاقي وفشلا في حماية قدسية أي حياة بشرية".

وتابع "يشير الملخص العلني للتحقيق الذي أجرته قوات الدفاع الإسرائيلية كذلك إلى أنه تم اتخاذ إجراء تأديبي ضد قائد كتيبة نيتسح يهودا وضباط آخرين مسؤولين عن الوحدة المتورطة في الحادث، وأن التحقيق الذي يجريه قسم التحقيق الجنائي في الشرطة العسكرية في هذه القضية ما زال جاريا".

وشدد بالقول "تتوقع الولايات المتحدة تحقيقا جنائيا شاملا ومساءلة كاملة في هذه القضية، ونرحب بتلقي معلومات إضافية حول هذه الجهود في أقرب وقت ممكن. ونواصل مناقشة هذا الحادث المقلق مع الحكومة الإسرائيلية".

وأعرب برايس، مرة أخرى عن أحر التعازي لأسرة أسعد، مؤكدا أنه ليس لوزارة الخارجية الأميركية أولوية أهم من سلامة مواطني الولايات المتحدة في الخارج وأمنهم.

وادعى الجانب الإسرائيلي أن جنود الاحتلال أوقفوا أسعد أثناء نصب كمين لتنفيذ عمليات اعتقال، ولم يجدوا معه بطاقة هوية، فكبّلوا يديه وعصبوا عينيه، وكمّموا فمه حتى لا يفضح صراخه موقعهم.

وتضيف رواية الاحتلال، أن الجنود نقلوا المسن الفلسطيني إلى بيت مهجور على مقربة من كمينهم، وتركوه مقيداً على أحد الكراسي، وأنه بدا لهم أصغر من سنه بعشرين عاماً، وظنوا بعد تكبيل يديه وربطه بالكرسي أنه يغطّ في النوم، ولم يرصدوا أنه يعاني من اختناق أو مشاكل صحية.

في المقابل، بين تقرير مركز الطب العدلي الفلسطيني، الذي زوّدت عائلة الشهيد "العربي الجديد" بنسخة عنه، أن الكشف الظاهري والتشريح أظهر وجود 10 إصابات في جسده، على شكل سحجات واحمرارات وتكدمات في جسمه ورأسه.

وتبين في الكشف الظاهري تركز السحجات والتكدمات في اليدين نتيجة لعنف خارجي، واحمرار حول منطقة الرسغ في اليدين يتفق أن يكون نتيجة تكبيل المعصمين، حيث وجد في منطقة رسغه الأيمن رباط بلاستيكي يستخدمه جيش الاحتلال عادة في عمليات الاعتقال.

كما بين تقرير الكشف على الجثمان وجود نزف في الجزء الداخلي من الجفنين العلوي والسفلي للعينين؛ يتفق بأن يكون حدث نتيجة الضغط على العينين بسبب تعصيبهما، حيث وجدت مرفقة مع الجثمان قطعة قماش يستخدمها عادة جيش الاحتلال في تعصيب العينين، وبين التشريح وجود كدمتين في فروة الرأس من الجهة الأمامية ناتجتين عن إصابة رضية على الرأس.

وخلص التقرير إلى أن سبب الوفاة التوقف المفاجئ في عضلة القلب؛ والناجم عن التوتر النفسي بسبب العنف الخارجي الذي تعرض له، كما بين التقرير وجود أمراض صحية سابقة لدى المسن الفلسطيني.

المساهمون