الحوثيون يضعون شرطاً لوقف معركة مأرب... و19 غارة جوية للتحالف

24 ابريل 2021
الحوثيون يفشلون في تحقيق اختراق جوهري بمأرب بعد نحو 3 أشهر من الهجمات العدائية (Getty)
+ الخط -

اشترطت جماعة الحوثيين، السبت، تسليم المدينة الخاضعة للحكومة المعترف بها دولياً لها سلمياً، لكي توقف هجومها العسكري على محافظة مأرب النفطية شرقي اليمن، رغم عجزها حتى الآن عن تحقيق اختراق جوهري بعد نحو 3 أشهر من الهجمات العدائية التي انطلقت مطلع فبراير/ شباط الماضي.  

وقال نائب وزير الخارجية في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً، حسين العزي، في تغريدة على "تويتر"، إنه في حال قرر خصومهم "تسليم المدينة بسلام، فإن ذلك سيكون قراراً شجاعاً وحكيماً ومحل تقدير"، في إشارة إلى القوات الحكومية.  

وأشار القيادي الحوثي، إلى أنه من المهم أن يحدث ذلك التسليم "حتى يتم تدشين مرحلة إيجابية تجنّب الجميع المزيد من الدمار وسفك الدم، ونعمل فيها معاً من أجل السلام وإنهاء الحرب والاحتلال"، وفقاً لتعبيره.  

وتشير الشروط الحوثية إلى رفض كافة الدعوات الدولية لوقف الهجوم على مأرب. وفي وقت سابق، أكدت الجماعة بشكل صريح "أنها تحترم حديث العالم عن السلام، لكنها في الوقت ذاته ترفض الضغوط الرامية لحماية الإرهاب في مأرب".  

وتزعم جماعة الحوثيين أنّ من يقاتلونها في مأرب هم خليط من عناصر تنظيم "القاعدة" و"داعش" وعناصر تابعة لحزب "التجمع اليمني للإصلاح"، وهي تهمة دأبت على توجيهها لكافة القوى المناهضة لها منذ بداية الحرب قبل 6 سنوات. 

ولم يصدر أي تعليق رسمي عن الحكومة الشرعية حول الشرط الحوثي الجديد، والذي يتشابه مع مبادرة سابقة من 9 نقاط طرحتها جماعة الحوثيين أواخر العام الماضي، وطالبت بعدد من النقاط على رأسها فتح حساب موحد لجميع إيرادات المحافظات النفطية والغازية، والإفراج عن جميع المعتقلين الموالين لها. 

ورغم الصمت الرسمي، أعلن ناشطون يمنيون رفضهم للشرط الحوثي، حيث اعتبر الصحافي المتحدّر من مأرب، محمد الشبيري، أنّ التخيير بين تسليم بلادهم أو الحرب، "نوع من الغطرسة"، وقال في تغريدة على "تويتر": "هي الحرب إذن، ولو لم تبقَ في أيدينا إلا الحجارة، لرميناكم بها"، في إشارة إلى جماعة الحوثيين.  

وتأتي الشروط الحوثية في ظل أنباء نقلتها وسائل إعلام موالية للجماعة عن تحقيق اختراق ميداني في معاقل الحكومة الشرعية، وذلك بالتوغل نحو سلسلة جبال البلق الاستراتيجية، لكن مصدراً عسكرياً حكومياً نفى لـ"العربي الجديد"، حدوث أي تغيير جوهري على الأرض.  

وقال المصدر إنّ جماعة الحوثيين تكبّدت، خلال الساعات الماضية، عشرات القتلى والجرحى جراء التصدي لمحاولة تسلل في المشجح ومديرية صرواح من قبل قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، فضلاً عن غارات جوية دقيقة لمقاتلات التحالف بقيادة السعودية.  

وأقرّت قناة "المسيرة" الناطقة بلسان الحوثيين، بوقوع 19 غارة جوية على مواقعهم في مديرية صرواح غربي مأرب، دون الكشف عن حصيلة الخسائر البشرية، لكن وكالة "سبأ" الخاضعة لسيطرة الجماعة، أذاعت في وقت متأخر من مساء السبت، بيانات تشييع 13 عسكرياً بينهم قيادات ميدانية رفيعة.  

وفي وقت لاحق السبت، انضم المتحدث الرسمي للحوثيين محمد عبدالسلام، إلى قائمة القيادات المطالبة بتسليم مأرب، حيث دعا خصومهم في الحكومة الشرعية إلى "إنقاذ أنفسهم من التبعية العمياء للأجنبي والعودة إلى الشعب قبل فوات الفرصة"، في إشارة إلى قوات التحالف الذي تقوده السعودية.  

وقلل المسؤول الحوثي من فائدة الغطاء الجوي الذي تقدمه مقاتلات التحالف، وقال في تغريدة على "تويتر": "19 غارة خلال ساعات معدودة على صرواح في غطاء جوي مكثف من قبل طيران العدوان، ويومياً عشرات الغارات العدوانية دون أن تمنح المرتزقة أي قوة بل ثمة غارات تطاولهم وتستهدفهم وتصفيهم". 

وعلى الرغم من التقليل الحوثي، إلا أنّ مصادر عسكرية متطابقة أكدت أن الضربات الجوية حالت بدرجة رئيسية دون سقوط مدينة مأرب في قبضة الجماعة منذ أشهر، وكانت وراء النزيف البشري الواسع الذي تعرضت له منذ مطلع فبراير/ شباط الماضي. 

وبعيداً عن الشأن العسكري، أجرى الحوثيون، السبت، تعديلاً وزارياً في حكومتهم غير المعترف بها دولياً، حيث تم تعيين عامر المراني وزيراً للنقل خلفاً للوزير السابق زكريا الشامي، الذي قضى بفيروس كورونا وتم تشييعه، أمس الجمعة، كما عُيّن محمد حسين المؤيدي وزيراً للشباب والرياضة، خلفاً لحسن زيد الذي تعرض لعملية اغتيال غامضة، أواخر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، والقاضي نبيل ناصر العزاني وزيراً للعدل، وسليم مغلس وزيراً للخدمة المدنية والتأمينات.