الحوثيون يرفضون دعوات دولية لوقف المعارك العنيفة في مأرب

08 فبراير 2021
مأرب ذات أهمية استراتيجية كبيرة (فرانس برس)
+ الخط -

سقط عشرات القتلى والجرحى في معارك متصاعدة لليوم الثاني على التوالي بين قوات الجيش اليمني، الموالي للحكومة المعترف بها دوليا، وجماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في الأطراف الغربية والجنوبية لمحافظة مأرب النفطية شرقي البلاد، الاثنين، وسط رفض حوثي لعدة دعوات دولية لوقف أعمال القتال التي تهدد أكبر تجمع نازحين على مستوى اليمن.  
وقالت مصادر عسكرية لـ"العربي الجديد" إن قوات الجيش الوطني، مسنودة برجال القبائل، دفعت بتعزيزات ضخمة إلى السلاسل الجبلية في منطقة مراد جنوبي مأرب، وكذلك إلى الأطراف الغربية في مديرية صرواح، إثر اختراقات للحوثيين تمت خلال الساعات الماضية.
وأشارت المصادر، التي اشترطت عدم ذكر اسمها، إلى أن المعارك تتركز في جبل قريضة في معاقل قبيلة مراد، الذي تستميت جماعة الحوثيين للسيطرة عليه وتضييق الخناق على القوات الحكومية صوب مدينة مأرب.  
وتزامن الهجوم في الجبهة الجنوبية مع هجوم مماثل في مديرية صرواح، وسط محاولات من الحوثيين للاقتراب نحو مدينة مأرب، عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم ذاته.  
وفيما لم يصدر أي تعليق عن القوات الحكومية حول مصير معارك الاثنين، تحدثت وسائل إعلام موالية للحوثيين، عن سيطرتهم على مناطق الدحيضة والجدافر، الفاصلة بين صحراء الجوف ومأرب.  
وشاركت مقاتلات التحالف السعودي الإماراتي بثلاث غارات فقط في إسناد القوات الحكومية، وسط شكوك حول نجاح الهجمات الحوثية على السعودية، بأكثر من 5 طائرات مسيرة بدون طيار، في تحييد الطيران الحربي عن معركة مأرب.  
ووفقا لمصادر عسكرية، فقد أدت المعارك إلى مقتل أكثر من 30 من القوات الحكومية والحوثيين، وأسر العشرات في معركة استنزاف واسعة، اندفع رجال القبائل إليها بشدة للدفاع عن محافظتهم من الاجتياح الحوثي.
سياسيا، رفضت جماعة الحوثيين دعوات متكررة من المجتمع الدولي لوقف معركة مأرب والعودة إلى طاولة المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة، وزعمت أنها على المسار الصحيح، في أول تعليق على التصريحات التي أطلقها السفير البريطاني لدى اليمن مايكل آرون.  
وقال متحدث الجماعة وكبير مفاوضيها محمد عبد السلام، في تغريدة على "تويتر"، إن "المدافع عن نفسه هو في مساره الصحيح والمحق، والملامةُ عليه أخلاقيا ووطنيا وإنسانيا إن توقف قبل أن يتوقف العدوان والحصار"، في إشارة إلى مقايضة وقف معركة مأرب بوقف عمليات التحالف السعودي الإماراتي.  


وخلافا للدعوات التي أطلقها السفير البريطاني والخارجية الأميركية التي نددت بالهجوم الحوثي على مأرب، أعرب الاتحاد الأوروبي، مساء الاإثنين، عن قلقه إزاء التقارير عن تجدد الهجمات التي تشنها جماعة الحوثيين في محافظتي مأرب والجوف وكذا المحاولات المتكررة للهجمات عبر الحدود على أراضي المملكة العربية السعودية. 


وقالت بعثة الاتحاد الأوروبي في اليمن، في بيان على "تويتر"، إن "تجدد الأعمال العسكرية والهجمات في هذا الوقت بالذات، يقوض بشكل خطير الجهود الجارية للمبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن غريفيث، وكذا الجهود العامة للمجتمع الدولي لإنهاء الحرب في اليمن". 
وفيما رحب البيان بمراجعة الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة جو بايدن سياساتها حول اليمن، شددت البعثة على ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية شاملة في عموم البلاد.
الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، نددت هي الأخرى على لسان وزير الإعلام معمر الإرياني بالهجمات الحوثية على مأرب، واعتبرت أنها "تهدد بتقويض جهود التهدئة وعودة الأوضاع إلى نقطة الصفر".  
وقال الإرياني، في سلسلة تغريدات على "تويتر"، إن "استهداف مليشيا الحوثي أحد الشوارع المكتظة بالسكان والنازحين في مدينة مأرب بصاروخ باليستي وطائرة مسيرة، بالتزامن مع هجمات في جبهتي صرواح والمخدرة، وهجماتها بالطائرات المسيرة على السعودية، تصعيد خطير يأتي بعد ساعات من إعلان الإدارة الأميركية نيتها إلغاء تصنيف الحوثي جماعة إرهابية". 

ودعا المسؤول اليمني المجتمع الدولي لإصدار موقف واضح من هذا التصعيد، و"مراجعة المواقف الأخيرة التي أرسلت إشارات خاطئة إلى المليشيا الحوثية"، واعتبرتها بمثابة ضوء أ خضر لتصعيد عملياتها العسكرية وهجماتها الإرهابية على المدنيين، ومحاولة فرض أمر واقع على اليمنيين، في إشارة إلى إلغاء تصنيف الجماعة ضمن المنظمات الإرهابية الأجنبية.