أعلنت الحكومة العراقية عن مقتل شخص وإصابة 18 آخرين في قصف أميركي استهدف، فجر اليوم الثلاثاء، عدداً من مقار فصائل عراقية مسلحة مدعومة من طهران، ووصفت ذلك بـ"العمل العدائي".
وقالت الحكومة، في بيان، إن القصف الأميركي استهدف "مواقع عسكرية عراقية" وأدى إلى "استشهاد منتسب وإصابة 18 آخرين بضمنهم مدنيون"، معتبرة أنه "فعل عدائي واضح وغير بنّاء"، مشيرة إلى أن "هذه الخطوة تسيء إلى العلاقات الثنائية بين البلدين"، وأنها "تمثل مساساً مرفوضاً بالسيادة العراقية".
كما أكدت الحكومة العراقية، في البيان نفسه، أنها "تتعامل، عبر قواتها الأمنية بكل صنوفها ومؤسساتها الدستورية وسلطاتها القانونية كافة، بحزم إزاء قيام بعض العناصر بالاعتداء على مقار البعثات الدبلوماسية الأجنبية أو الأماكن التي يوجد فيها المستشارون العسكريون من الدول الصديقة"، مشيرة إلى أنها سبق أن اعتبرت هذه الاعتداءات "أعمالاً عدائية تمسّ بسيادة الدولة العراقية، ومن غير المقبول أن تُرتَكب وفق أي ظرف كان أو تحت أي مسمى أو مبرر".
الحكومة تدين الاعتداء الأمريكي على مواقع عسكرية عراقية وتعده مساساً بالسيادةhttps://t.co/oymrky62S5
— واع (@INA__NEWS) December 26, 2023
لتحميل تطبيق وكالة الأنباء العراقية INA News https://t.co/M8EOCDyNSl
واعتبر رئيس المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية غازي فيصل، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "ما حصل يمثل تطوراً أمنياً خطراً قد تكون له تداعيات كبيرة على مستوى العلاقات ما بين بغداد وواشنطن، خصوصاً لما تواجهه الحكومة من ضغوطات من قبل الفصائل للرد على الضربات الأميركية، وهذا الأمر قد يخلق مشاكل سياسية واقتصادية ما بين العراق وأميركا".
وأضاف فيصل أنه من المؤكد أن الضربات الأميركية "ستدفع الفصائل المسلحة إلى التصعيد العسكري ضد الأهداف والمصالح الأميركية في العراق وسورية، وهذا قد ينذر بتطور الصراع المسلح وتحويله إلى المواجهة المباشرة، ما يعني أن العراق سيدخل في مشاكل كبيرة وخطيرة على مختلف الأصعدة".
وكانت الولايات المتحدة قد حذرت عدة مرات من مخاطر استهداف قواعدها، وقال فيصل إن "التهديدات الأميركية كانت واضحة منذ فترة طويلة بانها لن تبقى متفرجة على استهداف قواتها في العراق وسورية من قبل الفصائل"، مضيفاً أن واشنطن "منحت السوداني وحكومته عدة فرص للحد من تحركات الفصائل، لكنهم اخفقوا بذلك. ولهذا نتوقع ردوداً أميركية جديدة ضد الفصائل، كما نتوقع تصعيداً خطيراً من قبل الفصائل ضد الأميركيين خلال الساعات المقبلة".
وأعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، في وقت سابق من اليوم الثلاثاء، أنّ الجيش الأميركي قصف ثلاثة مواقع في العراق تستخدمها المليشيات المسلحة ردّاً على هجوم وقع على قواعد لـ"التحالف الدولي ضد داعش" في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان، ليل الاثنين- الثلاثاء، أدّى لإصابة ثلاثة عسكريين أميركيين بجروح.
وكانت قاعدة حرير قد تعرضت لهجوم بطائرة مسيرة، الليلة الماضية، بحسب ما أعلنه جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان العراق، الذي أضاف في بيان مقتضب أن "طائرة مسيرة مفخخة استهدفت قاعدة للتحالف الدولي ضد داعش داخل مطار أربيل الدولي"، من دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وتبنت ما تسمى بـ"المقاومة الإسلامية بالعراق" الهجوم وقالت، في بيان، إن هجومها جاء "استمراراً بنهجنا في مقاومة قوات الاحتلال الأميركي في العراق والمنطقة، ورداً على مجازر الكيان الصهيوني بحق أهلنا في غزة"، مؤكدة "استمرارها في دك معاقل العدو".