الحسكة السورية.. هل وصلت العلاقة بين الكرد والنظام إلى طريق مسدود؟

24 يناير 2021
اشتباكات "متقطعة" بين النظام والمليشيات الكردية (Getty)
+ الخط -

يسود التوتر بين النظام السوري والجانب الكردي في أقصى الشمال الشرقي من سورية، وتطور السبت إلى اشتباكات "متقطعة"، ما يشير إلى أن العلاقة بين الطرفين وصلت إلى طريق مسدود، في ظل فشل روسي متكرر في تجسير الهوة بينهما.

واندلعت، مساء السبت، اشتباكات وُصفت بـ"المتقطعة" بين مليشيا الدفاع الوطني التابعة للنظام السوري، وبين قوى الأمن الداخلي (الأسايش) التابعة لـ"الإدارة الذاتية" في مدينة القامشلي التابعة إدارياً لمحافظة الحسكة، ما أدى إلى إصابة عناصر من الطرفين. 

وذكر المركز الإعلامي في "الأسايش"، في بيان، أن مليشيا الدفاع الوطني "هاجمت نقطة تفتيش لقواتنا، ما دعا قواتنا بالرد على مصادر النيران والدفاع عن نقاطهم"، مشيراً إلى أن "القوات الروسية عملت بالتنسيق مع مكتب العلاقات التابع لقواتنا على تهدئة الوضع في المدينة بعد تعهد من القوات الروسية بعدم تكرار مليشيا الدفاع الوطني مثل هذه الأفعال"، وفق بيان. 

وتفجّرت خلافات في الآونة الأخيرة بين الجانب الكردي والنظام في عموم محافظة الحسكة في أقصى الشمال الشرقي من سورية، سرعان ما انتقل إلى مناطق أخرى في سورية، حيث عمدت القوات الكردية إلى محاصرة المربعين الأمنيين للنظام في مدينتي القامشلي والحسكة، وهو ما قابله النظام بالتضييق على أحياء تسيطر عليها "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) التي يشكل الكرد عمادها الرئيسي داخل مدينة حلب، ومنطقة تل رفعت في ريف حلب الشمالي. 

 

وتسيطر قوات "قسد" على جل محافظة الحسكة الغنية بالثروات، باستثناء مربعين أمنيين في مدينتي القامشلي والحسكة، وبعض القرى القريبة من المدينتين، إضافة إلى "الفوج 123" (فوج كوكب) قرب الحسكة، و"الفوج 154" (فوج طرطب) قرب مدينة القامشلي، ومطار القامشلي الذي تحول إلى قاعدة عسكرية روسية منذ أواخر عام 2019. 

كذلك تنتشر قوات النظام في مناطق عدة على الشريط الحدودي مع الجانب التركي، وفق اتفاق تركي - روسي أبرم أواخر عام 2019 إبان العملية العسكرية التركية في منطقة شرقي نهر الفرات. 

وكانت قد راجت أنباء أن العلاقة بين النظام السوري وقوات "قسد" وصلت إلى طريق مسدود، وهو ما أدى إلى طلب الأخيرة من النظام الخروج من محافظة الحسكة. 

تسيطر قوات "قسد" على جل محافظة الحسكة الغنية بالثروات، باستثناء مربعين أمنيين في مدينتي القامشلي والحسكة، وبعض القرى القريبة من المدينتين

 

ولكن آزاد حسو، وهو باحث ومحلل سياسي مقرب من "قسد"، نفى، في حديث مع "العربي الجديد"، هذه الأنباء، مشيراً إلى أن طلباً كهذا "يعني مطالبة بالانفصال عن سورية"، مضيفاً: "لم يُطرح هذا الأمر ولم نطلب من النظام الخروج، لأننا جزء من سورية". 

غير أن حسو أشار إلى أنه "سيخرج النظام من مناطقنا بشكل دستوري، ولن نحتاج اللجوء إلى القوة"، مضيفاً: "كان بمقدورنا إخراج عساكر النظام من مناطقنا، لكننا سنخرجهم بشكل دستوري ونظامي، وستدير الإدارة الذاتية مناطقها بنفسها". 

وبدأت العلاقة بين النظام وقوات "قسد" بالتراجع ابتداء من الشهر الماضي مع مطالبة الجانب الروسي من هذه القوات تسليم بلدة عين عيسى، التي تقع في قلب منطقة شرقي نهر الفرات، إلا أن هذه القوات رفضت واختارت مقاومة فصائل المعارضة السورية المرتبطة بالجيش التركي، التي حاولت مهاجمة البلدة. 

تقارير عربية
التحديثات الحية

 

ومن الواضح أن الأكراد السوريين يحاولون استغلال حالة العجز التي يمر بها النظام لتأكيد نفوذهم شبه المطلق في الشمال الشرقي من سورية، في ظل فشل روسي متكرر في تحسين العلاقة بين الجانبين. 

ويعتمد الأكراد على دعم سياسي وعسكري أميركي كبير لهم مكّنه من السيطرة على جل منطقة شرقي نهر الفرات، التي تعادل نحو ثلث مساحة سورية، وتعد الأغنى بين المناطق السورية بالثروات. 

من جانبه، أشار الباحث السياسي المقرب من "الإدارة الذاتية" إبراهيم مسلم، في حديث مع "العربي الجديد"، إلى أنه "ربما العلاقة بين الكرد السوريين والنظام وصلت إلى طريق مسدود"، مستدركاً بالقول: "ولكن العلاقة بين القامشلي ودمشق لا تصل إلى نفس المصير. الكرد جزء من سورية، وإنما هذا النظام معرض للتغيير". 

كذلك أشار مسلم إلى أن النظام "يريد الاستفادة من الوجود التركي في المنطقة، معتقداً أن تجاوزاته وتجاوزات مليشياته من الدفاع الوطني سوف تمر دون محاسبة"، وفق تعبيره.

وأعرب عن اعتقاده بأنه ليس من مصلحة الطرفين خروج النظام من "شرقي الفرات"، مشيراً إلى أن "إخراج النظام يعني تعرض مناطق تقع تحت سيطرة قوات "قسد" إلى خطر، منها أحياء داخل مدينة حلب، وتل رفعت، ومدينة منبج"، وفق مسلم.

المساهمون