الحريري في بيروت لحسم قراره بشأن الترشح للانتخابات النيابية

20 يناير 2022
موقف الحريري من الترشح للانتخابات قد يؤثر على مواقف رؤساء الحكومة السابقين (حسين بيضون)
+ الخط -

وصل رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري إلى بيروت حيث عقد لقاءات على رأسها لقاء مع مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي ومسؤولين في التيار، وذلك لبحث الأوضاع العامة في البلاد وحسم الموقف من خوض الانتخابات النيابية التي ستجرى في 15 مايو/أيار المقبل.

واستهل الحريري نشاطه بزيارة السراي الكبير، حيث التقى ميقاتي وعقدا اجتماعاً تناول آخر المستجدات السياسية والأوضاع العامة من مختلف جوانبها.

كما زار الحريري دار الفتوى حيث استقبله مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، فيما سيلتقي لاحقاً رئيس مجلس النواب نبيه بري.

وتسود حال من البلبلة في بيت "تيار المستقبل" الحزبي في ظلّ التحرك الفردي الذي يقوده الحريري منذ أن غادر لبنان، إذ إنه لا يبلغ المسؤولين الحزبيين في فريقه بشأن تحركاته ولا سيما حول موقفه من الترشح للانتخابات النيابية، وسط أنباء جدية تتحدث عن نيته العزوف عن الترشح، مع الإشارة إلى أنّ مهلة تقديم الترشيحات تنتهي في 15 مارس/آذار المقبل.

وابتعد الحريري عن المشهد السياسي اللبناني بشكل شبه كلي منذ مغادرته إلى الإمارات قبل أشهر، حيث يقوم بمشاريع خاصة باستثناء بعض المواقف التي كان يطلقها على حسابه عبر "تويتر" ويطغى على غالبيتها طابع إدانة مواقف "حزب الله" تجاه السعودية، واعتذاره عن الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس ميشال عون.

كما ابتعد عن تياره السياسي الذي خصّه قبل فترة قصيرة بلقاء عبر "زوم" ومن ثم لقاءات مع شخصياته السياسية خلال زيارتهم للإمارات، مع العلم أنّ للحريري غيابات كثيرة، كان أبرزها عام 2011 مع إسقاط حكومته، الأمر الذي شكل ضربة قاسية لـ"تيار المستقبل"، قبل أن يعود عام 2014 ويعقد التسوية الرئاسية الشهيرة مع عون وصهره رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل.

وانتشرت معلومات أنّ موقف الحريري قد يكون مؤثراً على قرار رؤساء الحكومة السابقين فؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي وتمام سلام من الترشح، إذ كان لافتاً إعلان سلام، اليوم، عزوفه عن الترشح للانتخابات النيابية وذلك "لإفساح المجال أمام تغيير جدي من خلال إتاحة الفرصة لدم جديد وفكر شاب ونظيف يطمح إلى تحقيق أهداف وطنية صافية ونقية"، على حد تعبيره في تغريدة.

وقال مصطفى علوش، القيادي في "تيار المستقبل" ونائب الحريري، إنه لا يملك معطيات أو توقعات بشأن ترشح الحريري، مؤكداً أنه لم يكن على تواصل مع الحريري منذ فترة، فيما شدد على أنّ "الخيار ملك له وهو يتخذ القرار الذي يجده مناسباً"، لافتاً إلى أنّ الحوار والنقاش في "تيار المستقبل" سيتمحور حول كيفية خوض الانتخابات النيابية بوجود الحريري أو عدمه في حال قرر العزوف عن الترشح.

وشدد علوش، في حديث لـ"العربي الجديد"، على أهمية خوض الانتخابات "تحت خيارات سياسية واقتصادية واضحة المعالم"، مشيراً إلى أنّ عزوف الحريري مع تبني خطاب سياسي واضح "قد يؤدي إلى تحسين الوضع أو العكس.. الأمر كله مرهون بكيفية الإخراج".

ولم يربط علوش عزوف سلام بخطوة مثيلة لرؤساء الحكومة السابقين، مؤكداً أن لا معطيات لديه بهذا الشأن، ويكتفي بالإشادة بدور سلام الوطني.

في هذا السياق، أكد مصدر مقرّب من ميقاتي، لـ"العربي الجديد"، أنّ قرار رئيس الوزراء لم يتخذ بعد لناحية الترشح للانتخابات أو لا، ولكنه لن يكون مرتبطاً بقرار الرئيس سعد الحريري، بل هناك مجموعة حسابات وعوامل سيبحث بها ويتخذ موقفه على أساسها، وفق قوله.

عون: لبنان يأمل من الدول عدم استخدام ساحته ميداناً لتصفية خلافاتها أو صراعاتها الإقليمية

على صعيد آخر، أكد الرئيس اللبناني ميشال عون، في خطاب أمام السلك الدبلوماسي، أنّ لبنان "يأمل أن تكون مواقف بعض الدول مماثلة لمواقفه، بحيث لا تستعمل ساحته ميداناً لتصفية خلافاتها أو صراعاتها الإقليمية، ولا تدعم فئات أو مجموعات منه على حساب فئات أخرى، بل تتعاطى مع جميع اللبنانيين من دون تمييز أو تفرقة".

وشدد على "استمرار رغبة لبنان في التفاوض من أجل ترسيم حدوده البحرية الجنوبية على نحو يحفظ حقوقه في المنطقة الاقتصادية الخالصة وفق ما تنص عليه القوانين والمعاهدات الدولية ذات الصلة".

وقال "أنا على يقين بأنّ الاستقرار في الجنوب لن يتعزّز إلا من خلال استقرار المنطقة، وهو أمر لن يتحقق إلا من خلال السلام العادل والشامل والدائم الذي أرست قواعده مبادرة السلام العربية التي أقرّتها قمّة بيروت في العام 2002، ومن خلال قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".

من ناحية أخرى، أكد عون أنّ "أولى الخطوات الإصلاحية تتمثل في إقرار خطة التعافي المالي والاقتصادي خلال الأسابيع المقبلة، وذلك تمهيداً لمناقشتها مع صندوق النقد الدولي لبدء مسيرة النهوض من جديد، بالتزامن مع التدقيق المحاسبي الجنائي في مصرف لبنان والإدارات والمؤسسات والمجالس الأخرى".

وقال عون لرئيس لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية الفرنسية جان لوي بورلانج خلال استقباله له، قبل ظهر اليوم الخميس، في قصر بعبدا، إنه يتطلع إلى أن تكون الانتخابات النيابية في الربيع المقبل، "فرصة حقيقية للبنانيين كي يعبّروا عن خياراتهم في التغيير بهدف تطوير النظام اللبناني".

وأكد أنّ "الحكومة ستباشر الأسبوع المقبل درس مشروع الموازنة، ثم خطة التعافي المالي والاقتصادي، بالتزامن مع بدء التفاوض مع صندوق النقد الدولي". وشدد عون على أنّ "لبنان كان دائماً ولا يزال حريصاً على أفضل العلاقات مع الدول العربية والأجنبية، كما سيعمل على إعادة العلاقات طبيعية مع دول الخليج".

وحول مفاوضات ترسيم الحدود البحرية جنوباً بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي، أكد عون أنها "ستستأنف مع العودة القريبة للوسيط الأميركي آموس هوكشتاين إلى المنطقة".

المساهمون