من المقرر أن يبدأ رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، غداً الاثنين، جولة إقليمية لبحث تطورات الأحداث في غزة، فيما أكدت مصادر مطلعة أن الزيارة ستتركز في طهران بالأساس، وستبحث الحرب في القطاع وموقف الفصائل المسلحة العراقية المرتبطة بإيران تجاه استهداف المصالح الأميركية.
وكان وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، قد حذر من اندلاع حرب في المنطقة على خلفية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مشدداً على ضرورة إبعاد العراق عن شرارة تلك الحرب، فيما وجهت السلطات العراقية، القيادات العسكرية في البلاد، باتخاذ إجراءات أمنية دفاعية مشددة، استعداداً لما يشبه "الحرب المحتملة في المنطقة"، مؤكدة الانتشار العسكري "أرضاً وجواً" وتفعيل الجهد الاستخباري.
واليوم الأحد، نقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، عن مصدر سياسي، قوله إن "السوداني سيبدأ الاثنين جولة إقليمية حول تطورات الأحداث في غزة"، مبيناً أن "بداية الجولة ستكون من طهران، وتتبعها عواصم خليجية"، من دون ذكر مزيد من التفاصيل.
يأتي ذلك بالتزامن مع زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للعاصمة بغداد، في إطار جولة إقليمية يقوم بها، زار خلالها تل أبيب، وعمّان.
الحكومة قلقة من تحركات الفصائل المسلحة
من جهته، أكد مسؤول سياسي مطلع لـ"العربي الجديد"، أن "جولة السوداني مهمة جداً في إطار البحث عن مخرج للحرب في غزة"، مشيراً إلى أن "الزيارة ستكون بالأساس لطهران، حيث ستتركز المباحثات بشأن أحداث غزة، وموقف الفصائل المسلحة العراقية التي لها ارتباطات بإيران، والتي اتخذت موقفاً مخالفاً لموقف الحكومة العراقية إزاء الحرب، وبدأت قصف القواعد الأميركية وتسعى لغلق سفارتها في بغداد".
وأوضح المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "السوداني سيبحث هذا الملف مع المسؤولين الإيرانيين، ويسعى للضغط عليهم بوقف نشاط تلك الفصائل"، مشيراً إلى أن "السوداني سيكمل بعد ذلك جولته الإقليمية".
مليشيا عراقية ترفض زيارة بلينكن: سنغلق السفارة الأميركية
في الأثناء، رفض القيادي بجماعة "كتائب حزب الله"، أبو علي العسكري، زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن المرتقبة للعراق، وقال إنها ستقابل بتصعيد غير مسبوق.
وأوضح العسكري في تدوينة له على تطبيق "تليغرام"، أن "زيارة أنتوني بلينكن، غير مرحب بها، وإذا ما جاء فإننا سنقابله بتصعيد غير مسبوق".
وأضاف أن "مباحثات وزير الخارجية الأميركي ستركز على تصعيد الفصائل المسلحة للهجمات ضد الأهداف والمصالح الأميركية وإيصال رسائل تحذير من أن واشنطن ستردّ على تلك الهجمات"، مشيراً إلى أنه "بعد التصعيد العسكري للمقاومة الإسلامية في العراق هذا الأسبوع، فإنها ستعمل على غلق المصالح الأميركية في العراق، وتعطيلها في المنطقة.. هذا ما سنصل إليه في الأسابيع المقبلة إذا ما استمر العدوان".
وأشار إلى أن "غلق السفارة الأميركية، ومنع حاملي الجنسية الأميركية من دخول البلاد، سنصل إليه بطريقتنا الخاصة (غير السلمية)، لأن التعامل السلمي مع القتلة جبن وتخاذل"، مشدداً على أن "فتح ملف إخراج القوات الأجنبية بهذا التوقيت هو ذرّ للرماد في العيون، ومحاولة لتكبيل أيادي المقاومة، وصرف نظر الرأي العام الداخلي عن قضية غزة، والحال أن إخراج هذه القوات من البلاد أمر حاصل لا محال".
وسبق أن أعلنت تلك الفصائل، قصف موقع للاحتلال الإسرائيلي في منطقة أم الرشاش (إيلات)، متوعدة بعمليات مماثلة في "معاقل العدو"، وفقاً لما جاء في بيان لجماعة "المقاومة الإسلامية" التي يتزعمها رئيس حركة "النجباء" أكرم الكعبي.
ولوحت ما تُسمى "المقاومة الإسلامية في العراق"، بالبدء بمرحلة جديدة في "مواجهة الأعداء، نصرة لفلسطين"، مؤكدة أن المرحلة ستكون الأوسع على قواعدهم في المنطقة.