استمع إلى الملخص
اظهر الملخص
- مع بداية العام الدراسي، شهدت الجامعات الأميركية تحركات طلابية لدعم وقف الحرب على غزة، مما أدى إلى تجمعات وتظاهرات في حرم الجامعات.
- الجامعات فرضت قواعد صارمة للحد من هذه التحركات، مثل الحصول على إذن مسبق للتظاهر وتعزيز وجود الشرطة الجامعية.
- الحراك الطلابي واجه ضغوطاً كبيرة وأدى إلى استقالة رؤساء جامعات وملاحقات للطلبة، مما يثير قلق الديمقراطيين من تأثيره على الانتخابات القادمة.
- الجامعات فرضت قواعد صارمة للحد من هذه التحركات، مثل الحصول على إذن مسبق للتظاهر وتعزيز وجود الشرطة الجامعية.
- الحراك الطلابي واجه ضغوطاً كبيرة وأدى إلى استقالة رؤساء جامعات وملاحقات للطلبة، مما يثير قلق الديمقراطيين من تأثيره على الانتخابات القادمة.
مع اقتراب بدء العام الدراسي الجديد في الجامعات الأميركية، وبعضها بدأ فعلا، عادت أجواء التحركات الطلابية إلى الانتعاش باتجاه استئناف نشاطاتها بعد إجازة الصيف، في دعم وقف الحرب على غزة. وقد تبلور ذلك على شكل تجمعات وتظاهرات صغيرة في حرم بعض الجامعات، مثل جامعة جورج واشنطن في العاصمة، إيذاناً بالعودة إلى حراك العام الدراسي السابق الذي تصدر الاهتمامات وشغل، بل أربك المعنيين في هذه المؤسسات كما في الإدارة الأميركية. ولاستباق الموجة القادمة، لجأت بعض الجامعات الأميركية إلى وضع قواعد وموانع للتضييق على التحرك الطلابي، مثل الحصول على إذن مسبق وتحديد ساعات التظاهر نهاراً ومنع إقامة مخيمات داخل الحرم الجامعي والنوم فيها ووجوب الابتعاد عن مداخل القاعات وتعزيز وجود الشرطة الجامعية وغيرها من التدابير الواقية.
والمعروف أن الفورة الطلابية المناهضة للحرب واجهت ضغوطا كبيرة من الكونغرس وقوى محسوبة على الخندق الإسرائيلي وبما أدى إلى إقالة أو استقالة رؤسا ثلاث من أهم الجامعات الأميركية (هارفارد وكولومبيا وبنسلفانيا)، فضلا عن ملاحقات لبعض الطلبة بتهمة تجاوز المتعارف عليه في ممارسة حق التعبير وبالتالي حق التظاهر والاعتصام، الذي يكفله الدستور. كذلك المعروف، أن الحراك الطلابي ساهم في تأليب الشارع المتضامن أو المتعاطف مع الوضع الفلسطيني، ضد إدارة بايدن احتجاجا على تمكينها وتسليحها لحرب إسرائيل. كتلة وازنة من أصوات العرب والمسلمين قاطعت الانتخابات الأولية ولوحت بعدم التصويت لبايدن في 5 نوفمبر/تشرين الثاني القادم. ولا شك أن الفريق الديمقراطي يخشى الآن حصول انفجار طلابي جديد على أبواب الانتخابات التي دخلت في طور حسم الخيارات لدى الناخبين.
وحتى اللحظة ليس معروفا حجم التحرك الطلابي وإلى أي مدى يمكن لضغوطه أن تصل، كما ليس واضحاً إلى أي مدى يمكن للتدابير الجامعية الجديدة أن تكبح هذا الدور وتأثيره على الشارع، لكن ما لا شك فيه أن الفريق الديمقراطي عينه على هذا الموضوع، إذ إن الوضع الانتخابي لمرشحته هاريس، دقيق ولا يحتمل خضات من هذا النوع، خاصة وأن مفاجآت الشرق الأوسط واردة ومأخوذة في الحسابات الانتخابية. ولتقليص احتمالاتها قدر الإمكان، قررت الإدارة الاحتفاظ بقوة الردع الكبيرة في المنطقة، خلافا لما كان عليه برنامجها قبل أسبوعين إذ كان من المقرر أن تغادر حاملة الطائرات روزفلت وملحقاتها المنطقة فور وصول الحاملة لنكولن. التخوف من التصعيد احتمال قائم في حسابات الإدارة وتقديرات المراقبين، ومعظمها يتخوف من رئيس الوزاراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي تكاد تجمع القراءات ضمنا أو صراحة، على أنه نجح في عرقلة مفاوضات وقف إطلاق النار بعد أن امتنع بايدن منذ البداية عن ردعه وتحجيمه. وثمة من يذهب إلى حد القول بأن البيت الأبيض يبدو وكأنه قام عمليا بإجراء مقايضة مع هذا الأخير، قوامها أن يمتنع نتنياهو عن توسيع دائرة الحرب في فترة الانتخابات مقابل غض النظر عن استمراره في حرب الاستنزاف أو العمليات المحدودة، لكن لا ضمان لالتزام نتنياهو في هذه المعادلة، خصوصا وأن هناك شكوكا بنواياه لجهة القيام بعمل أو بخطوة تؤدي إلى إرباك حملة مرشحة الديمقراطي كامالا هاريس لصالح ترامب.
فالوضع في المنطقة سريع العطب وكذلك الظرف الانتخابي الراهن الذي لا يحتمل هبّة طلابية في الساحة الأميركية. ولا يستبعد أن يكون قد جرى تعاون وتنسيق بين الجهات الجامعية والأمنية لاعتماد هذه التدابير، في محاولة لضبط هذه الجبهة على الأقل خلال الشهرين القادمين، لكن إذا عادت الانتفاضة الطلابية بذات الزخم الذي غادرت به في أواخر الربيع الماضي بحكم انتهاء الفصل الدراسي، فلن يكون من المجازفة القول بأن حملة الديمقراطي قد تكون قادمة على صداع انتحابي هو آخر ما تحتاجه، خصوصا إذا حصلت انفجارات في المنطقة وسارعت الإدارة كالعادة إلى دفق المزيد من الدعم والتسليح لإسرائيل.