الحديدة تحت وطأة القصف الإسرائيلي: دمار وعتمة وقلق

22 يوليو 2024
اشتعال صهاريج النفط بسبب الغارات الإسرائيلية، ميناء الحديدة، 21 يوليو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **الدمار والحرائق في ميناء الحديدة:** الغارات الإسرائيلية دمرت البنية التحتية للميناء ومحطة الكهرباء، وأدت إلى حرائق كبيرة دمرت 17 خزان وقود، مما أسفر عن مقتل ستة وإصابة العشرات.

- **حالة الهلع بين السكان:** الغارات تسببت في حالة هلع وهروب جماعي بين السكان، حيث وصف الناجون المشهد بالمروع والفزع الذي عاشوه أثناء القصف.

- **تأثير الغارات على الحياة اليومية:** الغارات دمرت رافعتين في الميناء وأدت إلى انقطاع شبه كلي للكهرباء، مما زاد من معاناة السكان وأعاق سلاسل التوريد.

بعد يومين من الغارات الإسرائيلية التي استهدفت، مساء السبت الماضي، مدينة الحديدة غربي اليمن، وتحديداً ميناء الحديدة ومحطة الكهرباء في منطقة رأس كثيب، يبدو واضحاً الدمار الهائل في البنية التحتية للميناء الذي يعد شريان الحياة الرئيسي لليمن. وحتى فجر اليوم الاثنين، كانت طواقم الدفاع المدني لا تزال تحاول إطفاء الحرائق الكبيرة التي نشبت من جراء استهداف الطيران الإسرائيلي خزانات الوقود التابعة لشركة النفط في ميناء الحديدة، ما تسبّب بضرر كلي أو جزئي في 17 خزاناً من خزانات المشتقات النفطية الموجودة في المكان. كما تسبّبت هذه الحرائق في مقتل ستة من العاملين في منشآت الشركة، إلى جانب إصابة العشرات بحروق متفاوتة، حالات بعضهم حرجة، إذ جرى نقلهم إلى مستشفى الثورة بالمدينة لتلقي العلاج الممكن.

الهلع في الحديدة

يقول عبد الله إبراهيم (37 عاماً) وهو عامل في منشآت النفط وأحد الناجين من القصف لـ"العربي الجديد": "لقد كان أمراً مروعاً للغاية، فقبل لحظات من الغارات غادرتُ منطقة القصف باتجاه بوابة الميناء لإنجاز بعض المهام الموكلة إليّ، بعدها بدأت ألسنة اللهب تتعالى في الجو ولم يكن يدور بخاطري سوى حال زملائي". ويضيف أن "الذين لقوا حتفهم لم يكن باستطاعة أحدنا أن يمد لهم يد العون، فالنيران التي اشتعلت في المكان كانت أكبر من قدرتنا على فعل أي شيء".

يُعد ميناء الحديدة الميناء الرئيس لسلاسل التوريد الخاصة بالمناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثيين

لم يكن سكان المدينة بمنأى عن آثار الغارات العنيفة التي لم يشهدوا مثلها من قبل، ما انعكس بحالة الهلع الواضحة التي تسببت بها وسط الأحياء السكنية وقد علت النيران سماء المدينة. يقول عبد الصمد الوليدي (30 عاماً) في حديث لـ"العربي الجديد": "كنتُ برفقة أسرتي قرب إحدى المنتزهات وسط المدينة حين سمعت أصوات الغارات وشاهدت حجم التدافع الكبير عند بوابات حديقة الشعب". ويصف المشهد بأن "الكل كان يبحث عن طريق آمن للنجاة، فيما زاد صراخ الأطفال في المكان والنيران التي ملأت السماء، الوضع سوءاً، ولم يكن لدينا من خيار سوى الفرار".

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

يُعد ميناء الحديدة الميناء الرئيس لسلاسل التوريد الخاصة بالمناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثيين في اليمن، وقد شهد سابقاً عدداً من الغارات التي تسببت بخروج عدد من رافعات نقل الحاويات عن العمل، والتي تمت صيانة جزء منها. لكن الغارات الإسرائيلية عاودت تدمير رافعتين أساسيتين في رصيف الميناء كان مقرراً لها دخول الخدمة خلال الأسابيع المقبلة.

وقال مدير عام شركة النفط في محافظة الحديدة (التابعة للحوثيين) عدنان الجرموزي، لوسائل الإعلام صباح اليوم الإثنين أثناء تشييع جثامين القتلى الذين سقطوا إثر الغارات الإسرائيلية، إن عمال منشآت النفط عاودوا نشاطهم، مضيفاً أن جرائم العدوان الإسرائيلي على الميناء لن تمر بدون عقاب.

شوهدت طوابير طويلة وممتدة لمسافات كبيرة قرب محطات تعبئة الوقود

الغرق في الظلام

وتغرق الحديدة بشكل شبه كلي في الظلام من جراء استهداف محطة الكهرباء الحكومية في رأس كثيب، ما يفاقم معاناة سكان المدينة الساحلية التي تعد الأعلى من حيث ارتفاع مؤشرات درجات الحرارة والرطوبة العالية جداً، وهو أمر قد يؤثر على قطاعات حيوية في مجالي الصحة والتعليم. كما تسببت الغارات الإسرائيلية على الحديدة بحالة هلع كبيرة لدى السكان ومخاوف من اختفاء المشتقات النفطية من السوق المحلية. وشوهدت طوابير طويلة وممتدة لمسافات كبيرة قرب محطات تعبئة الوقود لشراء ما أمكن من الوقود قبل أن تصدر شركة النفط بياناً توضيحياً للمواطنين عن توفر مخزون كافٍ من المشتقات النفطية، وأنه ما من داعٍ للقلق حيال الأمر.

المساهمون