"الجيش الوطني" يسمح بفتح معبر لأبناء العشائر الراغبين بمؤازرة دير الزور

01 سبتمبر 2023
نفذت العشائر هجوماً على مواقع عسكرية مشتركة بين قوات "قسد" والنظام السوري (Getty)
+ الخط -

قالت مصادر عاملة ضمن تشكيلات "الجيش الوطني السوري" المعارض، والحليف لتركيا، اليوم الجمعة، إنّهم سمحوا بفتح معبر الساجور الفاصل بين مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، وبين مناطق سيطرة فصائل المعارضة السورية في ريف مدينة جرابلس بمحافظة حلب (شمال)، وذلك من أجل مرور العشائر التي تريد مؤازرة أهالي دير الزور (شرق) ضد "قسد".

وأكدت المصادر، في حديث لـ "العربي الجديد"، أنه "جرى السماح بالمرور للعشائر لمن أراد التوجه إلى جرابلس، وله نية العمل العسكري وفتح نقاط الساجور، لكيلا يُتهم الجيش الوطني بمنع مرور العشائر لمؤازرة أهلنا في دير الزور ضد مليشيا (قسد)"، مُشيرةً إلى أنّ "الكرة الآن في ملعب العشائر في الشمال السوري، إذا كانت لها نية العمل من عدمه فالطريق أمامها مفتوح".

وكانت العديد من العشائر العربية الموجودة في مناطق سيطرة المعارضة السورية (درع الفرات، وغصن الزيتون، ونبع السلام) شمالي سورية، و"منطقة إدلب" شمال غربي سورية، قد أعلنت في بيانات مصورة خلال الأيام الخمسة الماضية، عن استعدادها لمؤازرة أهالي محافظة دير الزور ضد "قسد"، مطالبين بفتح عمل عسكري من الشمال السوري على مواقع "قسد"، وذلك لتخفيف الضغط عن أهالي دير الزور.

وعلى أثر ذلك، نفذ مقاتلو أبناء العشائر، صباح اليوم الجمعة، هجوماً واسعاً على مواقع عسكرية مشتركة بين قوات النظام و"قسد" في ريف مدينة منبج شرقي محافظة حلب، ما أسفر عن سيطرة المقاتلين على تلة عرب حسن المقابلة لقرية محسنلي شمال غربي منبج.

وعقب ذلك، نفذ الطيران الحربي الروسي، صباح اليوم الجمعة، غارات جوية عدة استخدم فيها صواريخ شديدة الانفجار، استهدف من خلالها بلدة المحسنلي في ريف مدينة منبج، بالتزامن مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع الروسية في أجواء المنطقة، وسط اشتباكات متقطعة تدور بين مقاتلي العشائر من جهة و"قسد" والنظام السوري من جهة أخرى.

إلى ذلك، استهدف فصيل "حركة التحرير والبناء" العامل ضمن تشكيلات "الجيش الوطني السوري"، فجر اليوم الجمعة، بسلاح المدفعية، مواقع عسكرية تابعة لـ"قسد" في محيط بلدة عين عيسى، والطريق الدولي شمالي محافظة الرقة، شمال شرقي سورية.

وفي السياق، شهدت أرياف دير الزور الشرقية والغربية والشمالية، اشتباكات عنيفة بين مقاتلي "مجلس دير الزور العسكري" وأبناء العشائر العربية على رأسهم قبيلة العكيدات من جهة، وقوات "قسد" من جهة أخرى، أسفر عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف الطرفين، بالإضافة إلى مقتل مدنيين.

وقال الناشط وسام العكيدي، وهو من أبناء ريف محافظة دير الزور، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ مدنيين اثنين؛ الأول يدعى خلف محمد العيسى، والثاني رائد محمد الزيد، قُتلا، بعد منتصف ليلة أمس الخميس، بالإضافة إلى إصابة مدني آخر بجروح خطيرة، وذلك إثر استهداف طائرة مُسيّرة تابعة لـ"قسد" بعدة قذائف منزلاً سكنياً داخل بلدة جديد بكارة بريف محافظة دير الزور الشرقي، تزامناً مع محاولات "قسد" اقتحام البلدة، واستهدافها بالرشاشات الثقيلة وقذائف الدبابات.

في غضون ذلك، تمكن مقاتلو "مجلس دير الزور العسكري" بالاشتراك مع أبناء العشائر من دخول مدينة البصيرة، بعد منتصف الليلة الماضية، بعد اشتباكات دامية مع "قسد" استمرت لمدة يومين، أسفرت عن وقوع قتلى وجرحى، في ظل محاصرة بعض المقرات داخل المدينة، بالإضافة إلى أسر عناصر عدة من "قسد"، ومطالبة العناصر المتبقين بتسليم أنفسهم.

في السياق، نفذ مقاتلو المجلس وأبناء العشائر هجوماً واسعاً على حواجز عسكرية تابعة لـ"قسد"، بعد منتصف ليلة الخميس، في بلدة غرانيج بريف محافظة دير الزور الشرقي، في حين تمكن مقاتلو المجلس وأبناء العشائر من أسر قرابة 10 عناصر من "قسد"، بالإضافة إلى تدمير سيارة مصفحة، وذلك أثناء محاولتهم اقتحام بلدة ذيبان التي يوجد فيها شيخ قبيلة العكيدات إبراهيم الهفل، بريف دير الزور الشرقي، في ظل اشتداد وتيرة الاشتباكات بالمنطقة.

وسجلت قرية برشم بريف دير الزور الشمالي، انشقاق 40 عنصراً من "قسد" مع عتادهم الكامل، ورفضهم القتال ضد أبناء عشائر المنطقة، وذلك بعد هجوم على مواقع "قسد" في القرية، انتهى بسيطرة مقاتلي المجلس وأبناء العشائر عليها.

وإثر ذلك، أعلن شيخ قبيلة العكيدات إبراهيم الهفل، مساء الخميس، النفير العام، بسبب اشتداد المعارك في بلدتي ذيبان والشحيل، بعد وقوع عدد من القتلى والجرحى، داعياً جميع القبائل العربية لدخول المعركة ومؤازرة العكيدات ودير الزور عموماً.

وشهت بلدة الصبحة بريف دير الزور الشرقي، لأول مرة منذ وقوع الخلاف في المنطقة، اشتباكات عنيفة بين قوات "قسد" ومقاتلي المجلس وأبناء العشائر، فجر اليوم الجمعة، أدت إلى نزوح عدد من الأهالي إلى القرى والبلدات المجاورة، بالإضافة إلى استهداف "قسد" الأحياء السكنية في قرية الربيضة شمالي دير الزور بقذائف الهاون، ترافق ذلك مع سيطرة مقاتلي المجلس مع أبناء العشائر على حاجز لقوات "قسد" في قرية ‎حريزة شمال بلدة ‎البصيرة بريف ‎دير الزور الشرقي، واغتنام عربة مدرعة وسيارة مزودة برشاش ثقيل، والسيطرة على حاجز المقسم في بلدة الطيانة، تبعها سيطرة أبناء العشائر على مقر "الشركة العسكرية" التابع لـ"قسد" في بلدة غرانيج بريف دير الزور الشرقي، وتلاها حملة مداهمات واعتقالات لـ"قسد" في قرى الوسيعة وسعد والطاهات ومعيزيلة شمالي دير الزور.

وكان التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" في سورية والعراق قد حذر، في بيان، مساء الخميس، من استمرار المعارك بين "قسد" والعشائر العربية في محافظة دير الزور، مشدداً على أن هذه الاشتباكات ستؤدي إلى "عدم الاستقرار، وتزيد من خطر عودة ظهور تنظيم داعش".

وبدأ التوتر في محافظة دير الزور عقب احتجاز قوات "قسد" قائد مجلس دير الزور العسكري أحمد الخبيل (أبو خولة)، مساء الأحد الماضي، إثر استدراجه إلى اجتماع في مقر مظلوم عبدي باستراحة الوزير في الحسكة، شمال شرقي سورية، تبعه اعتقال قياديين آخرين من أبناء العشائر العربية، وهو ما أدى إلى تأجيج الوضع في المنطقة.