الجيش الإسرائيلي ينتقد تعيين بينيت وزيراً للحرب

09 نوفمبر 2019
نتنياهو يسعى لقطع طريق تشكيل الحكومة على غانتس (Getty)
+ الخط -
وجّه قادة كبار في الجيش الإسرائيلي انتقادات حادة لقرار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تعيين نفتالي بينيت، الرجل الثاني في حزب "اليمين الجديد" وزيراً للحرب، واصفين القرار بـ"السخيف".

ونقلت كرميلا منشه، المعلّقة العسكرية لقناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية (كان)، عن القادة العسكريين استهجانهم أن يقدم نتنياهو على تعيين بينيت في هذا المنصب من منطلق حسابات سياسية شخصية ضيقة.

وفي تقرير بثته القناة، مساء أمس الجمعة، نوهت كرميلا إلى أن بينيت سيكون مطالباً "بالتراجع أولاً عن عدد كبير من الانتقادات التي وجهها لقيادة الجيش بشكل فج وتحديداً ضد رئاسة هيئة الأركان".

وأشارت إلى أن قيادة الجيش لا تزال تشعر بغضب شديد إزاء الانتقادات ذات الطابع السياسي التي وجهها بينيت للمستوى العسكري، لا سيما التصريح الذي أدلى به قبل عدة أشهر عندما قال إن: "جنود الجيش الإسرائيلي يخافون من النيابة العسكرية أكثر مما يخشون يحيى السنوار (رئيس حركة "حماس" في قطاع غزة)".

ونوهت إلى أن قيادة الجيش ترى أنه يتوجب على بينيت أولاً أن "يستوعب" طابع مهام وزير الحرب والتحديات التي يتوجب عليه معالجتها.

وأشارت إلى أن رئيس هيئة أركان الجيش أفيف كوخافي سيكون مطالباً بمراقبة بينيت ومخططاته، وعدم الإسراع في تبني المبادرات العسكرية التي يأمر بها.

ويطالب بينيت عادة بمنح جنود جيش الاحتلال هامش حرية مطلقا في استهداف الفلسطينيين دون مراعاة الاعتبارات القانونية، علاوة على أنه عبر أكثر من مرة عن دعمه لشن حملة عسكرية واسعة على قطاع غزة بهدف "إنهاء تهديد" الصواريخ.

كما تعهد بـ"تصفية التهديد" الذي تمثله حركة "حماس" في "غضون 24 ساعة" في حال تولى منصب وزير الحرب.

وجاء قرار تعيين بينيت وزيراً للحرب في إطار اتفاق حزبي شامل، يندمج في إطاره "اليمين الجديد" في حزب "الليكود"، الذي يقوده نتنياهو.

وتمثل هذه الخطوة محاولة من قبل نتنياهو لقطع الطريق على منافسه بني غانتس، زعيم حزب "أزرق أبيض" والحيلولة دون تمكنه من تشكيل حكومة.

وكشفت قناة "كان"، أمس الجمعة، أن نتنياهو تمكن عبر تعيين بينيت وزيراً للحرب من الحيلولة دون موافقة "اليمين الجديد" على الانضمام لحكومة برئاسة غانتس، مشيرة إلى أن غانتس أجرى اتصالات معمقة مع قيادة "اليمين الجديد" بهدف إقناعهم بالانضمام لحكومته.

وأشارت القناة إلى أن ايليت شاكيد، زعيمة "اليمين الجديد"، تجري حالياً اتصالات مكثفة مع أفيغدور ليبرمان، زعيم حزب "يسرائيل بيتنا" لإقناعه بالانضمام إلى "الليكود".

ونقل مردخاي غيلات، المعلّق في القناة عن شاكيد قولها إنها "واثقة من قدرتها على إقناع ليبرمان بالقيام بهذه الخطوة".

وفي حال انضم حزب "يسرائيل بيتنا" إلى "الليكود" فإن هذا سيمثل تحولاً كبيراً في الجهود الهادفة لتشكيل الحكومة، إذ أن نتنياهو عندها سيحصل على دعم الأغلبية المطلقة من نواب الكنيست لتشكيل الحكومة، لا سيما بعد أن فشل منافسه غانتس في هذه المهمة، كما هو متوقع.

وفي حال لم ينضم "يسرائيل بيتنا" إلى "الليكود"، وواصلت الأحزاب المختلفة التمترس حول مواقفها الحالية، فإن فرص إجراء انتخابات ثالثة تتعاظم بشكل كبير.

المساهمون