الجيش الأوكراني يعاني على الجبهة الشرقية ويتراجع في ثلاث بلدات

28 ابريل 2024
منزل مدمر في مدينة بيلوبيليا الأوكرانية، بيلوبيليا 26 إبريل 2024 (سيرهي كوفال/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- القوات الروسية تحقق تقدماً في الجبهة الشرقية لأوكرانيا، مسيطرة على قرية نوفوباخموتيفكا وتعلن "تحريرها"، بينما يقر قائد الجيش الأوكراني بتراجع قواته في ثلاث بلدات على الأقل.
- اشتباكات عنيفة في دونيتسك وخاركيف مع نقص الذخيرة لدى الأوكرانيين يعرقل دفاعاتهم، وتحذيرات من تفاقم الوضع و"فترة صعبة" قادمة لأوكرانيا.
- طائرات روسية مسيرة تستهدف ميكولايف الأوكرانية، مما يؤدي لأضرار بالبنية التحتية والطاقة، وروسيا تعلن إسقاط 17 مسيرة أوكرانية، مشيرة إلى استمرار التوترات العسكرية.

تمكّنت القوات الروسية من تحقيق تقدم على جبهات القتال مع كييف، لا سيما الشرقية، وأقر قائد الجيش الأوكراني بتراجع قواته في ثلاث بلدات على الأقل، بينما أعلنت موسكو السيطرة على قرية في شرق أوكرانيا.

وشهدت منطقتا دونيتسك وخاركيف اشتباكات عنيفة في الأسابيع الماضية، في حين تسعى القوات الروسية إلى سحق المكاسب التي حققتها كييف على طول خط المواجهة، الذي يبلغ أكثر من 1000 كيلومتر، في حين أدى نقص الذخيرة إلى عرقلة الدفاعات الأوكرانية بشكل متزايد.

الجيش الأوكراني يتراجع لمواقع جديدة

وقالت وزارة الدفاع الروسية، في تقريرها اليومي، اليوم الأحد، إن قواتها سيطرت على قرية نوفوباخموتيفكا في الجبهة الشرقية، وتقع القرية في منطقة تقدّمت فيها القوات الروسية بسرعة خلال الأسبوع الماضي في مواجهة الجيش الأوكراني.

وأضافت الوزارة في تقريرها "من خلال عمليات نشطة، حررت وحدات مجموعة القوات المركزية قرية نوفوباخموتيفكا" الواقعة شمال غرب مدينة أفدييفكا التي سيطرت عليها موسكو في فبراير/شباط الماضي.

ومن جهته، قال قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي، الأحد، إن القتال في شرق أوكرانيا تفاقم مع تراجع القوات الأوكرانية إلى مواقع جديدة في ثلاث بلدات على الأقل على طول جبهة القتال، وأضاف سيرسكي على "تليغرام" أن القوات الأوكرانية اتخذت مواقع جديدة غربي بلدات بيرديتشي وسيمينيفكا ونوفوميخيليفكا، وتواجه القوات الأوكرانية تقدّماً روسياً على الجبهة منذ سقوط أفدييفكا، حيث تسيطر قوات موسكو على أراضٍ في مواجهة خصم يفتقر إلى الرجال والذخيرة.

وكان سيرسكي قد أقر في إبريل/نيسان الماضي بأنّ الوضع على الجبهة الشرقية "تدهور بشكل كبير"، وقال إنه يرى "تكثيفاً كبيراً" للهجوم الروسي منذ مارس/آذار، مما أدى إلى "نجاحات تكتيكية". وكان رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف، قد حذر، الاثنين الماضي، من أنّ الوضع سيتفاقم حوالى منتصف مايو/أيار ومطلع يونيو/حزيران، متوقعاً أنها ستكون "فترة صعبة" بالنسبة لأوكرانيا.

وكانت طائرات روسية مسيرة قد قصفت مدينة ميكولايف الأوكرانية المطلة على البحر الأسود، في ساعة مبكرة من صباح الأحد، ما أدى لاشتعال النار في فندق وإلحاق أضرار ببنى تحتية خاصة بقطاع الطاقة، حسبما قال حاكم منطقة ميكولايف.

وقال فيتالي كيم، حاكم ميكولايف، الواقعة جنوبي أوكرانيا، إن الطائرات الروسية المسيرة "ألحقت أضراراً جسيمة" بفندق في عاصمة المنطقة التي تحمل الاسم نفسه، ما أدى إلى نشوب حريق جرى إخماده في وقت لاحق، مضيفاً أن الغارة دمرت بنى تحتية خاصة بتوليد الطاقة في المدينة، دون الخوض في تفاصيل، وقال إن الهجوم لن يسفر عن وقوع إصابات.

ونقلت وكالة الأنباء الروسية "ريا نوفوستي" عن سيرغي ليبيديف، الذي وصفته بأنه منسق للمتمردين المحليين الموالين لموسكو، زعمه بأن الغارة على ميكولايف استهدفت حوضاً لبناء السفن كانت تُجمع به مسيرات بحرية، بالإضافة إلى فندق يقيم فيه "مرتزقة يتحدثون الإنجليزية" يقاتلون من أجل كييف.

كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، صباح الأحد، أيضاً إسقاط 17 مسيرة أوكرانية خلال الليل فوق أربع مناطق جنوب غربي البلاد، وأعلن فلاديسلاف شابشا، حاكم مقاطعة كالوغا الروسية، اعتراض ثلاث مسيرات بالقرب من مستودع نفط في مدينة ليودينوفو الصناعية بالمقاطعة، والتي تبعد حوالي 230 كيلومتراً شمالي الحدود مع أوكرانيا. 

وأعلن فياتشاسلاف غلادكوف، حاكم منطقة بيلغورود، مساء الأحد، أن إحدى الطائرات الأوكرانية المسيرة دمرت بنى تحتية خاصة بالاتصالات في مدينة بيلغورود جنوبي روسيا، والمتاخمة لأوكرانيا.

ومن الجهة الأوكرانية قال مسؤولون إن القصف الروسي خلال يوم السبت والليل أدى لإصابة سبعة مدنيين على الأقل في أنحاء أوكرانيا، وأعلنت الإدارة المحلية انتشال امرأة (36 عاماً) على قيد الحياة من تحت الأنقاض، بعد أن دمرت قذائف روسية منزلها صباح الأحد في منطقة خاركيف شمال شرقي البلاد.

مكسب "هامشي نسبياً"

وفي أحدث تقييم عملياتي، قال "معهد دراسة الحرب"، إن القوات الروسية لديها فرص للتقدم حول أفدييفكا، المدينة الواقعة شرقي أوكرانيا التي استولى عليها الجيش الروسي أواخر فبراير/شباط بعد معركة شاقة استمرت فترة طويلة، بالإضافة لتهديد مدينة تشاسيف يار القريبة التي من شأن الاستيلاء عليها أن يمنح روسيا السيطرة على قمة تل تستطيع من خلاله مهاجمة مدن رئيسية أوكرانية أخرى تشكل العمود الفقري للدفاعات الشرقية لأوكرانيا.

لكن رغم ذلك، ووفق تقديرات المعهد، فإنه "من غير المرجح أن تؤدي هذه الجهود التي تبذلها موسكو إلى انهيار الخطوط الدفاعية لكييف"، ووصف المعهد سيطرة موسكو على قرية نوفوباخموتيفكا بأنها "مكسب سريع لموسكو، لكنه لا يزال هامشياً نسبياً"، مشيراً إلى أن القوات الروسية تقدمت نحو خمسة كيلومترات خلال الأسبوع السابق.

(فرانس برس، أسوشييتد برس، رويترز، العربي الجديد)

المساهمون