الجمهوريون يكثفون الدعوات لاستقالة ترامب وبيلوسي مستعدة لإطلاق إجراءات عزله

11 يناير 2021
بات تومي: استقالة ترامب ستكون الحل الأفضل (Getty)
+ الخط -

قبل عشرة أيام من انتهاء ولايته، يواجه الرئيس الأميركي الخاسر في الانتخابات دونالد ترامب دعوات للاستقالة بشكل متزايد بما يشمل معسكره الجمهوري لتجنب إجراء عزل صعب في أوج أزمة سياسية وصحية واقتصادية تشهدها الولايات المتحدة.

فبعد عضوي مجلس الشيوخ الجمهوريين بن ساس وليزا موركوفسكي، اعتبر السيناتور بات تومي الأحد على شبكة "سي أن أن" أن استقالة الرئيس "ستكون الحل الأفضل".

سيناتور جمهوري: ترامب ارتكب أفعالاً لا يمكن تصورها ولا تغتفر

 

وأضاف تومي أنه منذ الانتخابات الرئاسية في 3 نوفمبر/ تشرين الثاني التي خسرها "غرق دونالد ترامب في مستوى من الجنون (...) وارتكب أفعالاً لا يمكن تصورها ولا تغتفر".

من جهته قال آلان كيتزينغر عضو مجلس النواب وأول جمهوري دعا اعتباراً من الخميس إلى إعلان أن الرئيس "غير أهل" لشغل منصبه، لشبكة "أي بي سي"، "أفضل شيء لوحدة البلاد هو أن يستقيل".

آلان كيتزينغر: أفضل شيء لوحدة البلاد هو أن يستقيل ترامب

 

لكن الملياردير الأميركي المنعزل في البيت الأبيض والذي تخلى عنه العديد من وزرائه مع فتور علاقته بنائبه مايك بنس، لم يعط أي إشارة إلى أنه مستعد للاستقالة بحسب ما نقلت الصحافة الأميركية عن مستشاريه.

وبعد حذف حسابه على تويتر وشبكات تواصل اجتماعي أخرى تريد تجنب تحريض جديد على العنف، بات لدى ترامب بدائل محدودة للتواصل مع الجمهور.

وفي هذا الوقت، تواصل السلطات البحث عن المتظاهرين المؤيدين لترامب الذين أصدروا تهديدات بالقتل ضد بنس ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، وهما ثاني وثالث أكبر مسؤولي الدولة، خلال الهجوم على مبنى الكونغرس الأربعاء.

ووفقًا لـ"إن بي سي"، تلقى مكتب التحقيقات الفيدرالي أكثر من 40 ألف معلومة من الجمهور على موقعه، خصوصاً مقاطع الفيديو يتم حاليا تحليلها.

وتم تداول مقطع فيديو الأحد على تويتر يُظهر ما لا يقل عن خمسة أشخاص يمسكون هراوات وعصي ويضربون رجل شرطة على الأرض.

وقد يكون الأمر متعلّقًا بأحد عناصر شرطة الكونغرس برايان سيكنيك الذي توفي الخميس متأثرا بجروح أصيب بها في الهجوم على الكونغرس.

وأقيم حاجز معدني طويل حول الكونغرس، وتم زيادة عديد قوات الأمن حتى حفل تنصيب جو بايدن رئيسا في 20 كانون الثاني/يناير والذي أعلن مايك بنس أنه سيحضره.

تدنيس

دعت نانسي بيلوسي التي تعهدت اتخاذ إجراء إذا لم يقدم الرئيس المنتهية ولايته استقالته، السبت النواب إلى العودة لواشنطن هذا الأسبوع لتقرير كيفية المعاقبة على مسؤولية ترامب في الهجوم الدامي على الكونغرس.

وقالت بيلوسي، زعيمة الديموقراطيين في الكونغرس، إنه سيكون هناك مشروع قرار في مجلس النواب الإثنين يدعو إلى إقالة ترامب باعتباره غير صالح للمنصب، وذلك بموجب التعديل الخامس والعشرين للدستور.

وأضافت أنه في حال لم يوافق نائب الرئيس مايك بنس، "فسنمضي في طرح تشريع العزل" في مجلس النواب، مشددة على "أننا سنتصرف بصورة طارئة لأن هذا الرئيس يمثل تهديدا وشيكا" للدستور والديموقراطية.

وتابعت "بمرور الأيام، تشتد فظاعة الاعتداء المستمر على ديموقراطيتنا، الذي يرتكبه هذا الرئيس، وكذلك الحاجة الفورية إلى التحرك".

في رسالة مفتوحة للمسؤولين المنتخبين، لم تذكر إمكان العزل، لكنها اعتبرت أن "من الضروري للغاية أن يتحمل أولئك الذين قادوا هذا الهجوم على ديمقراطيتنا المسؤولية". وأضافت "يجب إثبات أن هذا التدنيس كان بتحريض من الرئيس".

ويأخذ نص اتهام عرُض على مجلس النواب ووقعه 180 برلمانياً على الأقل على الرئيس الجمهوري أنه "أدلى بتصريحات عمداً" شجعت على اقتحام مبنى الكونغرس من قبل أنصاره الأربعاء.

وبحسب النائب الديموقراطي جيمس كلايبورن، فإن المذكرة يمكن أن تُبحث هذا الأسبوع. وقال لشبكة "سي أن أن"، إن ذلك قد يحصل "الثلاثاء أو الأربعاء".

لكن هذا إجراء طويل ومعقد، وقد علت أصوات عدة في المعسكر الديموقراطي معتبرة أنه قد يبطئ خطط بايدن الذي جعل معالجة أزمة كورونا أولويته.

وقال كلايبورن "لنمنح الرئيس المنتخب 100 يوم" في بداية ولايته للسماح له بمعالجة أكثر القضايا إلحاحا"، مضيفاً "ربما يمكننا تقديم المواد (الخاصة بإجراءات العزل) بُعيد ذلك".

من جانبه، قال السيناتور الديمقراطي جو مانشين على شبكة "سي أن أن"، إن إجراءات العزل بعد 20 يناير/كانون الثاني "لن يكون لها أي معنى".

وعلق بات تومي "لست متأكداً حتى من أنه يمكن عزل شخص لم يعد في السلطة".

لكن إطلاق إجراء "عزل" للمرة الثانية سيترك بصمة لا تمحى على أداء ترامب، إذ لم يتعرض أي رئيس أميركي في السابق لهذه الإهانة.

وكان الكونغرس استهدف ترامب الذي يتولى السلطة منذ عام 2017 باجراء إقالة بادرت إليه نانسي بيلوسي في نهاية 2019 بتهمة الطلب من دولة أجنبية، أوكرانيا، التحقيق حول منافسه جو بايدن حين كان مرشحا للرئاسة. وتمت تبرئته في مجلس الشيوخ الذي يمتلك غالبية من الجمهوريين في مطلع العام 2020.

(فرانس برس)

المساهمون