الجزائر تتعهد بالاستمرار في مطالبة باريس كشف مصير ألفي مفقود

06 ابريل 2022
تطالب الجزائر باريس بكشف تفاصيل ملف المفقودين خلال ثورة التحرير(فابريس كوفيريني/ Getty)
+ الخط -

جدّدت الحكومة الجزائرية مطالبتها الدولة الفرنسية بكشف مصير الآلاف من المفقودين الجزائريين، الذين اختطفتهم قوات الاستعمار ولا يعرف مصيرهم حتى الآن، متعهدة بمواصلة مطالبتها حتى كشف مصيريهم.

وقال وزير المجاهدين وذوي الحقوق (قدماء محاربي الثورة الجزائرية 1954 –1962) العيد ربيقة، في ندوة نظمت بمتحف المجاهد بمناسبة الذكرى الـ 65 لاختطاف ومقتل الشيخ العربي التبسي الذي يعد أحد أعمدة الحركة الإصلاحية في الجزائر، أول من أمس الإثنين، إنّ "ملف المفقودين خلال الثورة على غرار الشهيد الشيخ العربي التبسي والكثيرين من أمثال أحمد بوقرة والجيلالي بونعامة وموريس أودان، مرتبط بالذاكرة الوطنية".

وشدّد ربيقة على أنّ "متابعة هذا الملف مستمرة، وتحيطه أقصى درجات الجدية والمثابرة من قبل الحكومة".

وذكّر هنا بما قاله رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في رسالته بمناسبة الذكرى الـ60 لعيد النصر، في 19 من مارس/ آذار الماضي، بأنّ "جرائم الاستعمار البشعة لن يطاولها النسيان، ولن تسقط بالتقادم، إذ لا مناص من المعالجة المسؤولة المنصفة والنزيهة لملف الذاكرة والتاريخ في أجواء المصارحة والثقة. وسنواصل بدون هوادة وبلا تفريط استكمال مساعينا بالإصرار على حق بلادنا في استرجاع الأرشيف واستجلاء مصير المفقودين".

وعند استذكاره ذكرى اختطاف الشيخ العربي التبسي في مثل هذا اليوم من عام 1957، أكد الوزير الجزائري أنّ مواقف هذا الرجل وقيمه "تبقى خالدة، تستحضرها الأجيال بكل فخر واعتزاز".

واختطفت القوات الفرنسية الشيخ العربي التبسي، في مارس/ آذار عام 1957، بهدف إجباره على إصدار فتوى ضد الثوار الجزائريين، لكنه رفض ذلك.

وتقول بعض الروايات إنّ السلطات الاستعمارية الفرنسية قتلته بعد ذلك وأذابت جسده، ولا يعرف قبر له حتى الآن، بينما ترفض السلطات الفرنسية الإقرار بمسؤوليتها عن اختطافه والاعتراف بمكان دفنه.

وكانت السلطات الفرنسية قد أقرّت، أخيراً، بمسؤوليتها عن اغتيال العالم موريس أودان والمحامي علي بومنجل، بعد ستة عقود من الإنكار.

وتحصي الحكومة الجزائرية أكثر من 2000 شهيد مفقود لا يعرف مكان دفنهم حتى الآن، أبرزهم الشيخ العربي التبسي.

وتطالب الجزائر السلطات الفرنسية بالكشف عن تفاصيل ملف المفقودين خلال ثورة التحرير الوطني، والذين اغتالتهم فرنسا دون أن يكشف عن مصيرهم.

كما تطالب الجزائر بتقديم المعلومات الكافية المتعلقة بالمفقودين الجزائريين وأماكن وجودهم.

وكانت الندوة فرصة استغلتها الوزارة للوقوف على اليوم الدولي للتوعية بخطر الألغام الذي يحييه العالم هذه السنة تحت شعار "أرض مأمونة وخطوات مأمونة ومنزل مأمون"، حيث أكد ربيقة في هذا السياق أنّ عملية زرع الألغام "جريمة استعمارية من بين آلاف الجرائم النكراء في حق الشعب الجزائري، الذي ظل لسنوات طوال، لا سيما بالمناطق الحدودية، يستحضر بكل ألم تلك الآثار الجسدية والنفسية التي خلفتها الألغام المزروعة على خطي شال وموريس".

وتابع قائلاً إنّ "هذه المناطق، اليوم، وبفضل الجيش الوطني الشعبي، يستفيد منها المواطن بعد تطهيرها وتأهيلها، لتصبح مصدراً للنماء بعد ما كانت مناطق محرمة تحصد الأرواح وتزرع الموت".

كذلك جدد المسؤول الجزائري ذاته التذكير بهذه المناسبة بـ"مجهودات الدولة للاهتمام بانشغالات فئة المعطوبين، ضحايا الألغام والضحايا المدنيين، من خلال ترقية الخدمات الاجتماعية والصحية لصالحهم".

وتخلل الندوة تقديم شهادات لمجاهدين ضحايا الألغام، استحضروا بالمناسبة آلامهم ومعاناتهم إبان الثورة التحريرية.

وفي وقت سابق، طالبت الجزائر السلطات الفرنسية إمدادها بخرائط الألغام المزروعة، لتسهل على الجيش الجزائري نزعها، لكنها رفضت ذلك.

وعلى الرغم من الرفض الفرنسي، إلا أنّ الجيش الجزائري نجح منذ سنوات الماضية في تطهير الحدود من أكثر من ثمانية ملايين لغم نزعها من الأراضي على طول الشريط الحدودي.

وتجدر الإشارة إلى أنّ السلطات الجزائرية تتعهد برعاية المعطوبين من ضحايا الألغام.

المساهمون