دعت "حركة التوحيد والإصلاح"، الذراع الدعوية لحزب "العدالة والتنمية"، الذي يقود الائتلاف الحكومي بالمغرب، إلى وقف خطوات التطبيع مع تل أبيب والتراجع عنها، محذرة من "مخاطر الاختراق على النسيج الوطني، وما سيكون له من أثر سلبي على وحدة الوطن واستقراره".
وتأتي دعوة "التوحيد والإصلاح" في وقت يستمر فيه التوتر التنظيمي الذي يعيشه حزب "العدالة والتنمية " جراء الجدل المحتدّ في قواعده وقيادته بين مؤيد ومعارض لتوقيع أمينه العام، سعد الدين العثماني، بصفته رئيس الحكومة لاتفاق استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل.
وأعلن النائب الأول لرئيس الحركة، أوس رمال، في تصريح لموقع الحركة، يوم الاثنين، أن المكتب التنفيذي للحركة جدد، خلال اجتماعه أول من أمس السبت، "موقفه الرافض للتطبيع مع الكيان الصهيوني عقب التوقيع على الإعلان المشترك بين المملكة المغربية والكيان الصهيوني والإدارة الأميركية، وما تلا ذلك من مسارعة بعض المسؤولين الحكوميين والفعاليات الإعلامية الثقافية والرياضية إلى أشكال مختلفة من التطبيع مع الصهاينة في استفزاز صادم لمشاعر عموم المغاربة المعروف مناصرتهم للقضية الفلسطينية".
وأوضح رمال أن المكتب التنفيذي دعا إلى وقف هذه الخطوات التطبيعية والتراجع عنها، محذرا من مخاطر هذا الاختراق على النسيج الوطني، وما سيكون له من أثر سلبي على وحدة الوطن واستقراره.
وفي الوقت الذي انصبت فيه انتقادات الحركة على انتقاد خطوات وزراء في الحكومة المغربية وفعاليات إعلامية وثقافية ورياضية، كان لافتاً تحاشي المكتب التنفيذي للحركة التعليق على توقيع الأمين العام للحزب الإسلامي، على اتفاق التطبيع.
وفي 22 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وقعت المملكة المغربية وإسرائيل، بالعاصمة الرباط، 4 اتفاقيات على هامش استئناف العلاقات بين الجانبين برعاية أميركية، فيما شهدت الأيام الماضية اتصالات بين عدد من الوزراء من أبرزهم وزير الصناعة المغربي مولاي حفيظ العلمي ووزيرة السياحة نادية فتاح العلوي، مع نظرائهم الإسرائيليين من أجل بحث سبل التعاون وتنزيل ما تم الاتفاق عليه. كما اتفق رئيسا الاتحاد المغربي لكرة القدم، فوزي لقجع ونظيره الإسرائيلي، أورن حسون، خلال اجتماع عبر تقنية المناظرة المرئية عُقد الجمعة الماضية، على إقامة مباراة ودية بين منتخبي البلدين، خلال الفترة المقبلة.
إلى ذلك، استنكر رمال "التضييق والمنع الممارس في حق عدد من مناهضي التطبيع مع الكيان الصهيوني"، مناشداً "كافة المغاربة وفعالياتهم المدنية والسياسية والثقافية والنقابية والحقوقية إلى تضافر الجهود لنصرة القضايا العادلة وفي طليعتها قضية الوحدة الترابية ومواجهة الطروحات الانفصالية، ومواجهة التطبيع الصهيوني ودعم كفاح الشعب الفلسطيني".