التصديق على مجلس تنسيق أعلى بين الجزائر والسعودية

27 سبتمبر 2023
من لقاء سابق بين تبون وبن سلمان في الدوحة (Getty)
+ الخط -

دخل مجلس التنسيق الأعلى بين الجزائر والسعودية حيّز التنفيذ رسمياً، بعد مصادقة متبادلة بين الرئيس عبد المجيد تبون ووليّ العهد محمد بن سلمان، عشية استحقاقات سياسية هامة وزيارات على أعلى مستوى مرتقبة خلال الفترة القصيرة المقبلة، بدأ التحضير لها في البلدين.

وصدّق مجلس الوزراء السعودي، أمس الثلاثاء، على اتفاق إنشاء مجلس التنسيق الأعلى، الذي سيمثل إطار التنسيق السياسي والتعاون الاقتصادي بين الجزائر والسعودية، بعد شهر من توقيع الرئيس عبد المجيد تبون، في 14 أغسطس/ آب الماضي، على مرسوم رئاسي يتضمن التصديق على الاتفاق بين الجزائر والسعودية، لإنشاء مجلس التنسيق الأعلى.

ويتولى المجلس "التكفل بتعزيز التعاون الثنائي في المجالات السياسية والأمنية، ومكافحة الإرهاب والتطرف، والاقتصاد، والتجارة، والاستثمار، والطاقة، والتعدين، يرأسه عن الجانب الجزائري رئيس الحكومة، وعن الجانب السعودي وليّ العهد، رئيس مجلس الوزراء".

وفي السابع من مارس/آذار الماضي، وافق وليّ العهد السعودي على إنشاء المجلس، وجرى توقيع اتفاق رسمي بشأنه بين البلدين في 16 مايو/أيار الماضي، خلال زيارة وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف للمملكة، لترؤس أشغال الدورة الرابعة للجنة المشاورات السياسية الجزائرية السعودية.

وتقرر الترسيم النهائي وتفعيل "مجلس للتنسيق الأعلى السعودي الجزائري" بعد خمس سنوات من إعلان النية لإنشائه، حيث أُعلن للمرة الأولى خلال الزيارة التي قام بها وليّ العهد للجزائر في الثالث من ديسمبر/كانون الأول 2018.

استحقاقات "هامة"

وينتظر أن يعقد هذا المجلس المشترك أول اجتماعاته في الجزائر خلال زيارة ما زالت مرتقبة لوليّ العهد محمد بن سلمان للجزائر، كان من المقرّر أن تتم في شهر سبتمبر/أيلول من العام الماضي، لكنها تأجلت إلى أجل غير معلوم.

وتورد مصادر متطابقة لـ"العربي الجديد" أنه يجري التحضير لاستحقاقات سياسية توصف بالهامة بين البلدين، من خلال زيارة رفيعة المستوى، يُوقَّع خلالها على حزمة اتفاقيات تعاون اقتصادي وتجاري بين الجزائر والرياض.

وتعزز هذه التطورات المؤشرات على تجاوز البلدين "سوء تفاهم سياسي" نتيجة استياء جزائري بالغ من تحييد الرياض لها من اجتماعات حول عودة سورية سبقت القمة العربية الأخيرة التي عقدت في الرياض، عبرت عنه الجزائر بصيغ مختلفة، حيث استدعت سفيرها محمد بوغازي (من دون إعلان رسمي) واستبقته في الجزائر، إلى حين زيارة وزير الخارجية فيصل بن فرحان للجزائر لـ"توضيح الموقف"، وعدم سفر الرئيس الجزائري للمشاركة في قمة الرياض والقمة العربية الصينية، أعقبها تهجّم إعلامي حاد ومتزامن من صحف جزائرية مقربة من الرئاسة على وليّ العهد السعودي بمبرر دعوة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى القمة العربية.

وقبل أسبوعين، استقبل وزير الاتصال محمد لعقاب، سفير السعودية في الجزائر، عبد الله بن ناصر البصيري، أفادت بشأنه وزارة الاتصال بأنه ناقش التعاون، خصوصاً في الجانب الإعلامي، لكنه من المرجح أن يكون قد بحث أهمية تفادي المناكفات الإعلامية بما يؤثر في العلاقات الثنائية.

المساهمون