"غرفة حرب" في البيت الأبيض استعداداً للرد على تحقيق محتمل للجمهوريين لمساءلة بايدن

01 سبتمبر 2023
يتهم الجمهوريون بايدن بإساءة استخدام سلطته حين كان نائب الرئيس لإثراء ابنه (أسوشييتد برس)
+ الخط -

نقلت شبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية، اليوم الجمعة، عن أحد مساعدي البيت الأبيض قوله، إنّ البيت الأبيض أقام "غرفة حرب" تضم أكثر من عشرين محامياً ومساعداً تشريعياً وموظفاً في مجال الاتصالات، لقيادة "رد هجومي" على تحقيق محتمل للجمهوريين لمساءلة الرئيس جو بايدن.

وبحسب الشبكة، تتكثف المساعي، بحسب ثمانية أشخاص مطلعين على الخطط، منذ شهور في مكتب مستشار البيت الأبيض كجزء من الرد على تحقيقات مجلس النواب بقيادة الجمهوريين. ويقول مساعدو بايدن وحلفاؤه إنهم يستعدون للرد بقوة على تحقيق المساءلة، وتقديمه على أنه "خدعة حزبية خالية من الأدلة تظهر ميلاً لدى الجمهوريين إلى الفوضى".

وبدأ البيت الأبيض التحضير للمساءلة في اليوم الأول من تشكيل الأغلبية الجديدة في مجلس النواب هذا العام، وفق "إن بي سي نيوز"، لكن الآن، وبحسب رئيس مجلس النواب الجمهوري كيفن مكارثي، أصبح تحقيق المساءلة "خطوة إلى الأمام".

وقال مصدر مطلع على استراتيجية البيت الأبيض إنّ المساعدين أمضوا عطلة أغسطس/ آب وهم يتحرّون تصريحات الحزب الجمهوري، ويصقلون خطابهم ويجهزون فريق الرد. 

"ثقافة فساد"

ويقول الجمهوريون في مجلس النواب إنهم سيركزون تحقيقاتهم على النشاط الإجرامي المزعوم لنجل بايدن، هانتر كجزء من تعاملاته التجارية الأجنبية. كما أنه سيتم التعمّق، بحسب الشبكة، في مزاعم غير مثبتة حتى الآن بأنّ جو بايدن تورط في الرشوة أو الفساد أو أساء استخدام سلطته للمساعدة في إثراء ابنه، عندما كان نائباً للرئيس (2009/2017).

يأتي هذا الضغط في وقت يقرّ بعض الجمهوريين في مجلس النواب بأنّ ليس لديهم دليل على ارتكاب الرئيس مخالفات، لكن مكارثي أصر مع ذلك على أنّ هناك "ثقافة فساد كانت تحدث داخل عائلة بايدن بأكملها".

وقال مكارثي، يوم الأحد الماضي، في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز": "بالنظر إلى جميع المعلومات التي تمكّنا من جمعها حتى الآن، فمن الطبيعي الذهاب إلى تحقيق مساءلة".

وتابعت الشبكة، نقلاً عن مصدر مطلع على استراتيجية البيت الأبيض، أنّ مساعدي بايدن نظروا إلى عام 1998، عندما عزل مجلس النواب الرئيس بيل كلينتون، "كنموذج لكيفية شنّ دفاع فعّال، وجعل الحزب الجمهوري يدفع ثمناً سياسياً للتجاوز".

تمتع كلينتون بأعلى نسبة تأييد له (73٪) في ديسمبر/ كانون الأول 1998 عندما كان الجمهوريون في مجلس النواب يفكّرون في بنود المساءلة، وفقاً لاستطلاع "غالوب"، وبالمثل حصل سلف بايدن وخصمه المحتمل في انتخابات 2024، الرئيس السابق دونالد ترامب، على دفعة قوية حول أول عمليتي عزل له.

حصل ترامب على أعلى نسبة تأييد لرئاسته (47٪) في فبراير/ شباط 2020، إذ استعد مجلس الشيوخ لتبرئته. عزل مجلس النواب ترامب للمرة الثانية بعدما ترك منصبه بسبب أفعاله في 6 يناير/ كانون الثاني 2021 (اقتحام الكابيتول).

"غرفة الحرب"

تضم "وحدة بايدن للرد" في البيت الأبيض: محامي الدفاع ريتشارد ساوبر، وروس أنيلو مدير الموظفين السابق للجنة الرقابة في مجلس النواب. أما واجهتها، فتضم، وفق "إن بي سي نيوز"، مدير الاتصالات في الحملة الرئاسية المخضرم إيان سامز، الذي يهاجم باستمرار مزاعم الجمهوريين على وسائل التواصل الاجتماعي.

كما تضم الوحدة أيضاً، مدير الاتصالات السابق لمجموعة "معاً نعيد البناء" المؤيدة لبايدن، شارون يانغ. كما سينضم إليها قريباً، مستشار البيت الأبيض القادم إد سيسكل، الذي عين في مكتب مستشار البيت الأبيض في عهد أوباما، وتعامل مع تحقيقات الحزب الجمهوري.

وأوضحت الشبكة أنّ "غرفة الحرب" في فريق بايدن لإيقاف المساءلة والتحقيقات الأخرى التي يقودها الجمهوريون من البيت الأبيض، قد صممت لتساعد مسؤولي الإدارة الآخرين على التركيز على الحكم دون "التورط في تفاصيل التحقيقات الجارية"، على حد وصف أحد مساعدي البيت الأبيض.

يقول العديد من الجمهوريين في مجلس النواب إنهم متشككون في إطلاق تحقيق في المساءلة، مشيرين إلى نقص الأدلة. ومن بينهم بعض المشرعين الـ18 في المقاطعات التي صوتت لبايدن، وأعضاء يمين الوسط الذين يقولون إنهم يفضلون التركيز على قضايا الحكم. ونقلت الشبكة عن شخص مطلع على نهج حملة بايدن قوله، إن تحقيق عزل الحزب الجمهوري قيد النظر الآن وهو "ليس جهداً قائماً على الأدلة، إنه جهد يركز على الانتخابات".

وقال مسؤول في البيت الأبيض، وفق "إن بي سي"، إنه إذا تابع الجمهوريون التهديد بالمضي في تحقيق في المساءلة خلال الأسابيع أو الأشهر المقبلة، فإنّ البيت الأبيض يخطط لأن يركز بايدن على القضايا الاقتصادية التي تؤثر على حياة الناس، لا سيما أنّ الحزب الجمهوري "منقطع الصلة" عن تلك القضايا، في وقت يتطلع إلى المساءلة، ومعركة الإنفاق التي قد تؤدي إلى تعطيل الحكومة، وفق ما تنقل الشبكة.

وأضاف المسؤول أنّ تحقيق المساءلة وتعطيل الحكومة قد يتزامنان مع سعي البيت الأبيض وحلفائه الديمقراطيين إلى عرض هذه التطورات على أنها عدم استقرار وفوضى، سببتهما الأغلبية في مجلس النواب.

وختم تقرير الشبكة بأنّ البيت الأبيض وضع استراتيجية للحصول على مساعدة الديمقراطيين في مجلس النواب، والبقاء على اتصال منتظم بزعيم الأقلية حكيم جيفريز، ومجموعات خارجية. وتسلّط حملة إعادة انتخاب بايدن الضوء على دور ترامب، المرشح الجمهوري الأول في الانتخابات التمهيدية لعام 2024، في قيادة جهود المساءلة.

كذلك ستنسق مجموعة "مشروع نزاهة الكونغرس"، وهي مجموعة ديمقراطية، الرد من الخارج، عبر تتبع تصريحات الحزب الجمهوري، وتسعى إلى تضخيم الانقسامات الحزبية وعدم الارتياح بشأن المساءلة، خاصة بين الأعضاء الضعفاء سياسياً في المناطق التي فاز بها بايدن.

وتقوم المجموعة بتشغيل استطلاعات الرأي، والنظر في الإعلانات السياسية لتعزيز الدفاع، وضبط الرسائل بين الديمقراطيين أنفسهم.

المساهمون