رئيس مجلس السيادة السوداني يلتقي وزير الخارجية الإسرائيلي في الخرطوم: استئناف التطبيع

02 فبراير 2023
البرهان خلال لقاء وزير الخارجية الإسرائيلي والوفد المرافق له (فيسبوك)
+ الخط -

التقى رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، اليوم الخميس، في الخرطوم، وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين والوفد المرافق له، بحضور وزير الخارجية المكلف السفير علي الصادق، بحسب وكالة السودان للأنباء (سونا).

وحسب "سونا"، فقد تطرق اللقاء "إلى سبل إرساء علاقات مثمرة مع إسرائيل وتعزيز آفاق التعاون المشترك بين الخرطوم وتل أبيب في مجالات الزراعة والطاقة والصحة والمياه والتعليم، لا سيما في المجالات الأمنية والعسكرية".

وتكتمت الحكومة السودانية على زيارة وفد إسرائيلي إلى البلاد حتى اليوم الخميس، في إطار استئناف التواصل بين الجانبين لتطبيع العلاقات بينهما.

في وقت لاحق الخميس، قالت وزارة الخارجية السودانية إن المباحثات السودانية الإسرائيلية توصلت إلى "اتفاق على المضي في سبيل تطبيع علاقات البلدين". 

وأوضحت الوزارة في بيان أن زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي إلى الخرطوم "جاءت مواصلة للاتصالات السابقة بين السودان وإسرائيل"، مشيرة إلى أن الوزير الإسرائيلي رافقه وفد من وزارة الخارجية، وأنه التقى خلال الزيارة، التي استمرت ساعات، وزير الخارجية المكلف السفير علي الصادق، وعددا من المسؤولين في الدولة، كما التقى في ختام الزيارة رئيس مجلس السيادة الانتقالي.

وذكرت الوزارة أن المباحثات بين الطرفين تطرقت إلى "تطوير علاقات البلدين في المجالات المختلفة، خاصة الزراعة والطاقة والصحة والمياه والتعليم، وتم الاتفاق على المضي قدما في سبيل تطبيع العلاقات".

وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد أعلنت هبوط طائرة إسرائيلية في مطار الخرطوم، اليوم الخميس، ونقلت عن مصادرها أن الخرطوم في طريقها للتوقيع النهائي على اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل المعروفة بـ"أبراهام".

من جهتها، أكدت جمعية سودانية، اليوم الخميس، هبوط طائرة إسرائيلية خاصة في العاصمة السودانية الخرطوم، تقل قيادات رفيعة.

وجاء ذلك وفق رئيس اللجنة التحضيرية لجمعية الصداقة السودانية – الإسرائيلية (غير رسمية) حسين قمر في تصريح لـ"الأناضول"، الذي قال إن "زيارة الوفد الأمني الإسرائيلي تأتي في إطار التنسيق الأمني المشترك وتبادل المعلومات بين السودان وإسرائيل".

وأشار رئيس الجمعية إلى أن "هذه ليست الزيارة الأولى للوفد الإسرائيلي للخرطوم".

وبعد انقلاب 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، توقفت التفاهمات السياسية بين الطرفين، خصوصاً مع الضغط الدولي على العسكر في السودان لدفعهم للتخلي عن السلطة، فيما تواصلت الزيارات العسكرية والأمنية المتبادلة.

وقال القيادي بحزب البعث العربي الاشتراكي عادل خلف الله لـ"العربي الجديد"، إنّ الزيارة "تمثل تهديداً من نوع آخر لوحدة واستقرار السودان ولنضال السودانيين السلمي في ثورتهم نحو الحرية والسلام والعدالة"، مضيفاً أنّ "العدو الصهيوني يحاول توفير دعم سياسي لقائد الانقلاب ولمن يسعون لشرعنة الانقلاب عبر الاتفاق الإطاري، وخصوصاً أنّ بعض الموقّعين سبق لهم أن وافقوا على إجازة قانون لإلغاء قانون 1958 لمقاطعة إسرائيل ضمن خطة الانضمام لاتفاقيات أبراهام"، بحسب قوله.

وكان قائد الجيش الجنرال عبد الفتاح البرهان أول المبادرين للتقارب مع إسرائيل، إذ التقى في فبراير/شباط 2020 رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مدينة عنتبي الأوغندية، وسط اعتراض من حكومة رئيس الوزراء وقتها عبد الله حمدوك، التي عد الخطوة "تدخلاً في صلاحياتها على صعيد العلاقات الخارجية"، واعتراض موازٍ من الأحزاب المشكلة للحكومة، ولبعضها مواقف مبدئية ضد التطبيع مع إسرائيل.

وعلى الرغم من تلك المواقف، مضى السودان بعد ذلك في طريق التطبيع من خلال التواصل المستمر بين الطرفين، وتوج ذلك بتوقيع وزير العدل في حكومة حمدوك في يناير/كانون الثاني 2021 على إعلان "اتفاقيات أبراهام".

كما أجازت الحكومة السودانية في إبريل/نيسان من العام ذاته قانوناً يلغي قانوناً قديماً أجيز في عام 1958 بمقاطعة إسرائيل ويحظر التواصل السياسي والتجاري وكل أشكال التواصل مع إسرائيل، ويفرض عقوبات تصل إلى السجن 10 سنوات والغرامة المالية والمصادرة لمن يخالف أحكام القانون.

المساهمون