حذر قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، اليوم الأحد، دولاً من التدخل في الشأن السوداني، على إثر استقبال كل من يوغندا وإثيوبيا وجيبوتي، خلال اليومين الماضيين، لقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو.
وجاءت تحذيرات البرهان خلال خطاب له، اليوم الأحد، بثّه التلفزيون الحكومي، بمناسبة الذكرى الـ68 لاستقلال السودان.
ووجّه البرهان رسالة إلى الدول التي استقبلت من أسماهم "القتلة" بأن يكفوا أيديهم عن التدخل في الشأن السوداني "لأن أي تسهيلات تقدم لقيادة المجموعة المتمردة تعتبر شريكة في الجرم، وشريكة في قتل شعب السودان وتدميره"، مؤكداً أن "استقبال أي جهة معادية للسودان يعتبر عداءً صريحاً للدولة، ويحق لها أن تتخذ من الإجراءات ما يحفظ سيادتها وأمنها".
وقال البرهان، في خطابه، إن "ذكرى الاستقلال تمر وقلوب السودانيين امتدت إليها أيادي الخيانة والغدر واستبدلت أمنهم خوفاً وطمأنينتهم هلعاً وتشريداً، فطاولت الأيادي الآثمة شرفهم وأرواحهم وأموالهم في كل بقاع السودان".
وتابع البرهان: "تقوم مليشيات ومرتزقة محمد حمدان دقلو بالاستمرار في تدمير البنية التحتية، وقتل المواطنين ونهب أموالهم واحتلال منازلهم وانتهاك أعراضهم وتهجيرهم من قراهم وإبادة وتطهير بعضهم، بمساندة بعض خونة الشعب وطلاب السلطة، وبتأييد من بعض دول العالم والإقليم تحت دعاوى زائفة معلومة المقاصد، رغم ثبوت ارتكاب تلك القوات لجرائم حرب".
ومضى البرهان قائلاً: "في الفترة الماضية كثرت دعاوى لا للحرب والتفاوض والبحث عن السبل والمسالك لإيقاف الحرب"، مضيفاً: "نحن مع ذلك، وإن الطريق لإيقاف الحرب واحد، وهو خروج المليشيا المتمردة من ولاية الجزيرة وبقية مدن السودان، كما تم الاتفاق عليه في إعلان جدة الموقّع بوساطة سعودية أميركية، وإرجاع كل المنهوبات والمنقولات من ممتلكات المواطنين والمنقولات الحكومية وإخلاء مساكن المواطنين ومقار الدولة".
وشدد على أن "أي وقف لإطلاق النار لا يضمن ما ذكر لن يكون ذا قيمة، والشعب السوداني لن يقبل أن يعيش وسط هؤلاء القتلة والمجرمين ومن ساندهم".
وفد برئاسة حمدوك سيلتقي قائد الدعم السريع في إثيوبيا
من جهتها، أعلنت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، وهي تحالف سياسي مناهض للحرب، أن وفداً منها يقوده رئيس الهيئة القيادية عبد الله حمدوك سيلتقي، يوم غدٍ الاثنين، وفداً من قوات الدعم السريع برئاسة محمد حمدان دقلو، وذلك في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
وأوضح بيان من التنسيقية، أن "اللقاء يأتي على إثر الخطابات التي أرسلتها تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية لقائدي القوات المسلحة والدعم السريع، والتي دعتهما فيها للقاءات عاجلة تبحث قضايا حماية المدنيين وتوصيل المساعدات الإنسانية وسبل وقف الحرب عبر المسار السلمي التفاوضي".
وأضاف: "قوات الدعم السريع استجابت لطلب اللقاء، وما زال التواصل مستمراً مع قيادة القوات المسلحة لتحديد مكان وزمان اللقاء بين "تقدم" والقوات المسلحة السودانية".
وأعرب البيان عن الأمل في "أن تكلل تلك اللقاءات بخطوات عملية تنهي المعاناة التي يعيشها الشعب وتدفع جهود الحل السلمي لكارثة حرب 15 إبريل، بما يتكامل مع الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لوقف الحرب وإنهائها، ولا سيما جهود منظمة الإيقاد والاتحاد الأفريقي ومنبر جدة".
جرائم القتل والتطهير العرقي
في الأثناء، حذّرت وزارة الخارجية من ممارسات "مروعة لمليشيات الجنجويد والإرهاب في السودان"، موضحة في بيان، أن "السكان يتعرضون لانتهاكات فظيعة وتطهير عرقي في دارفور والجزيرة، كما أن المليشيات تفرض حصاراً جائراً على القرى، تجبر الشباب على التجنيد، وتنهب الممتلكات بلا رحمة، وتُسجن الفتيات وتُعتقل الآلاف في ظروف بائسة".
وذكرت أن تفاصيل مرعبة ظهرت عن عمليات التطهير العرقي والمجازر الجماعية ذات الطابع الإثني في ولاية غرب دارفور الشهر الماضي، مبينة أن "المليشيا تفرض حصاراً على القرى في ولاية الجزيرة، محاولةً إكراه الشباب على التجنيد أو تعريضهم للانتهاكات والإذلال".
وطالبت "المجتمع الدولي بالوقوف بقوة ضد هذه الجرائم البشعة ومنع الإفلات من العقاب"، مضيفة أن "المليشيا تستمر في تدمير بنى الدولة والاقتصاد، مما يتطلب استجابة دولية فورية لإنهاء هذا الدمار الممنهج".
وفي هذا السياق، أكدت أنه "يجب أن يتحد المجتمع الدولي ضد المليشيا، كما أنه مطالب بوقف فوري لإطلاق النار وإجلاء المدنيين".
وشددت على أنه "يجب على المليشيا أن لا تفلت من عقوباتها، ويجب أن يتم تأكيد التزامها مبادئ حقوق الإنسان وقوانين الحرب".
وشهدت جبهات القتال هدوءاً نسبياً في عدد من الولايات السودانية، بينما تتصاعد دعوات المقاومة الشعبية ضد الدعم السريع في كل من ولايتى نهر النيل والشمالية والجزيرة، خصوصاً التي تستمر فيها عمليات النهب بواسطة قوات الدعم السريع لممتلكات المواطنين والمؤسسات العامة والخاصة.
ويشهد السودان منذ 15 إبريل/نيسان الماضي، حرباً بين الجيش وقوات الدعم السريع، أدت إلى مقتل ما يزيد على 12 ألفاً من المدنيين، وتشريد أكثر من 7 ملايين شخص من المدن والقرى، خصوصاً من ولايات الخرطوم ودارفور والجزيرة.