البرهان يؤكد خلال اجتماعه مع 6 مبعوثين دوليين التزامه بالاتفاق الإطاري

08 فبراير 2023
شهدت عملية التسوية بالأيام الماضية انقساماً ظاهراً في المكون العسكري (محمود حجاج/الأناضول)
+ الخط -

أبلغ رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، ستة مبعوثين دوليين، التزامه بالاتفاق الإطاري والعمل مع جميع الأطراف، وإقناع الممانعين للتوصل لاتفاق نهائي شامل يمهد الطريق لحكومة انتقالية بقيادة مدنية، تقود البلاد لانتخابات حرة ونزيهة، بنهاية الفترة الانتقالية.

جاء ذلك خلال اجتماع البرهان، اليوم الأربعاء، بحضور نائبه محمد حمدان دقلو، مع وفد المبعوثين الدوليين الستة، الذين وصلوا إلى البلاد أمس الثلاثاء لدفع عمليه التسوية السياسية بين العسكر والمدنيين.

وجدد البرهان التزام المؤسسة العسكرية بالخروج من العملية السياسية، وإجراء الإصلاحات المطلوبة في الأجهزة الأمنية، وحث المبعوثين الدوليين على ضرورة الوفاء بالتزاماتهم في دعم الانتقال السياسي، وتقديم المساعدات العاجلة للسودان. 

وأوضح بيان صادر من مجلس السيادة، أنّ المبعوثين الدوليين أشادوا بما طرحه رئيس مجلس السيادة خلال الاجتماع، مؤكدين دعمهم للانتقال السياسي بالبلاد. 

وقالت الممثلة الخاصة للاتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي أنيت ويبر، التي تحدثت نيابة عن وفد المبعوثين، "متفقون جميعاً على دعم وتشجيع عملية حوار شامل بين السودانيين، يفضي إلى اتفاق شامل"، مشيرة إلى أنّ لقاء الوفد الدولي برئيس مجلس السيادة ونائبه والفاعلين الآخرين، يهدف إلى تشجيع الأطراف للمضي قدماً في تنفيذ إلتزاماتها للوصول إلى حكومة بقيادة مدنية.

وأضاف البيان نقلاً عن ويبر: "لقد حضرنا إلى السودان نحمل رسالة أمل ورسالة دعم للاتفاق الإطاري ولجهود الآلية الثلاثية المكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية الميسرة للحوار السوداني".

وأكدت أنّ زيارة وفد المبعوثين الدوليين للسودان تأتي في إطار دعم الشعب السوداني ومستقبله في هذه المرحلة.

وكان الناطق الرسمي باسم العملية السياسية في السودان خالد عمر يوسف قد أعلن أن الموقعين على الاتفاق الإطاري اجتمعوا، اليوم الأربعاء، مع ستة من المبعوثين الدوليين الذين وصلوا أمس الثلاثاء إلى الخرطوم.

وذكر يوسف في تصريحات صحافية عقب الاجتماع أن المبعوثين أكدوا دعمهم للعملية السياسية بين المكون العسكري والمكونات المدنية، ووعدوا باستئناف دعمهم للسودان بعد التوقيع على الاتفاق النهائي وتشكيل الحكومة المدنية، كما أكدوا أن العملية السياسية تواجه تحديات ومصاعب.

ورفض التعليق على تصريحات للمكون العسكري انتقد فيها عدم شمول المشاركة في العملية السياسية وفي عدد الموقعين على الاتفاق الإطاري، مبيناً أنهم "يستوعبون حقيقة الأزمة السياسية وخطورتها التي تحتاج لتكريس الجهد على عملية إيجاد الحلول دون خوض معارك جانبية في وسائل الإعلام".

كما أكد رفضهم "إغراق العملية السياسية بأطراف لا صلة لهم بها، وأنهم يواصلون ليلاً ونهاراً جهدهم لإلحاق بعض أطراف السلام الذين قاطعوا التوقيع على الاتفاق الإطاري"، مبيناً أن "هناك مقترح ميثاق سياسي تم الاتفاق عليه بنسبة 100 بالمائة ويحتاج فقط لإرادة سياسية للمضي فيه قدماً"، بحسب قوله.

وأشار خالد عمر يوسف إلى أن القضية الرئيسية الآن أمام معسكرين؛ "معسكر التحول الديمقراطي، وآخر يريد إعادة عقارب الساعة لما قبل 11 إبريل/ نيسان 2019 تاريخ سقوط النظام السابق".

وأعلن يوسف عن انطلاق المؤتمر الخاص بشرق السودان الأحد المقبل ضمن مؤتمرات المرحلة النهائية للعملية السياسية، مشيراً إلى أن المؤتمر سيشارك فيه عدد كبير من أصحاب المصلحة وسيناقش عدداً من أوراق العمل المتعلقة بالحل السياسي لقضية الإقليم والتنمية وإزالة التهميش، ونفى استلامهم لأي دعوة للقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.

وكان مبعوثو 6 دول قد وصلوا معاً في ساعة متأخرة من ليلة أمس إلى العاصمة السودانية الخرطوم، لإجراء محادثات مع أطراف الأزمة السياسية في البلاد للدفع بعملية التسوية السياسية الجارية الآن، فيما يصل في وقت لاحق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في زيارة منفصلة.

والمبعوثون الستة هم: الممثلة الخاصة للاتحاد الأوروبي في القرن الأفريقي أنيت ويبر، والمبعوث الفرنسي الخاص للقرن الأفريقي فريديريك كلافيه، ورئيس شعبة القرن الأفريقي في الخارجية الألمانية تورستن هوتر، والمبعوث النرويجي الخاص للسودان وجنوب السودان جون أنطون جونسون، والمبعوث الخاص للمملكة المتحدة للسودان وجنوب السودان روبرت فيرويذر، ونائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون شرق أفريقيا والسودان وجنوب السودان بيتر لورد.

وتستغرق زيارة الوفد عدة أيام يلتقي فيها برئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو "حميدتي" ووزير الخارجية علي الصادق، عدا تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير وغيره من التحالفات المرتبطة بعملية التسوية السياسية الحالية، وذلك للتعبير عن دعمهم للجهود الرامية إلى توسيع المشاركة في الاتفاق الإطاري السياسي واستكماله بسرعة، مما يمهد الطريق لحكومة انتقالية بقيادة مدنية يمكنها معالجة التحديات الاقتصادية والأمنية والإنسانية في السودان.

ونقلت وكالة السودان للأنباء عن علي الصادق وزير الخارجية المكلف قوله، إن الزيارة تأتي بهدف الدفع بالعملية السياسية وتقريب وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين وحثهم على تقديم التنازلات الضرورية لتحقيق الوفاق والانتقال الديمقراطي في البلاد تمهيدا لتشكيل حكومة مدنية تقود لانفتاح السودان على المجتمع الدولي مرة أخرى.

وتتزامن زيارة المبعوثين الدوليين مع زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي يصل مساء اليوم الأربعاء للخرطوم، ويلتقي في اليوم التالي كلاً من وزير الخارجية السوداني علي الصادق ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو.

وتشهد عملية التسوية السياسية بين المدنيين والعسكر لإنهاء أزمة انقلاب 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021 بوساطة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، عددا من التعقيدات أبرزها رفض تحالفات سياسية الانضمام إليها بحجة أنها غير شاملة وتهيمن عليها قوى إعلان الحرية والتغيير، كما شهدت الأيام الماضية انقساماً ظاهراً داخل المكون العسكري ما بين تحفظ على عدم شموليتها مثل رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، وعضو المجلس الانتقالي شمس الدين الكباشي، فيما يؤيدها على المطلق، نائب رئيس المجلس قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو.

هل تنجح المساعي الدبلوماسية في إحداث اختراق في التعقيدات السياسية؟

من جهته، قال السفير السابق في وزارة الخارجية السودانية الطريفي كرمنو، خلال حديث مع "العربي الجديد"، إن النشاط الدبلوماسي في الخرطوم، اليوم، يدل على قوة السودان وأهميته، مبيناً أن "كل الدبلوماسيين الزائرين همهم الأساسي تحقيق استقرار سياسي بأي ثمن لأن أي انهيار للدولة السودانية يعني تأثر كل المحيط الإقليمي في تشاد وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان وليبيا وإثيوبيا".

وأضاف كرمنو أن "أكثر ما يشغل بال المبعوثين الستة هو أمن منطقة البحر، حيث تشعر بلدانهم بالهلع من الاضطرابات السياسية ومحاولات دول أخرى مد سيطرتها على المنطقة".

ويتوقع أن يلقى موضوع الاستقرار الاقتصادي وكيفية معالجة أخطاء صندوق النقد الدولي اهتمام المبعوثين، ولم يجزم كرمنو بإمكانية نجاح المساعي الدبلوماسية في إحداث اختراق في التعقيدات السياسية بسبب تعدد أطراف الصراع الداخلي وتباين مواقفهم.

وأبان السفير أن أجندة وزير الخارجية الروسي قد تختلف مع أجندة بقية المبعوثين، حيث سيركز الاهتمام بما يجري في غرب أفريقيا والصراع الروسي الفرنسي على المنطقة، كما أنه سيكون مهتماً أيضاً بحسب السفير بمنطقة البحر الأحمر خصوصاً وأن نظام الرئيس السابق عمر البشير دخل في تفاهمات مع موسكو تتعلق بإقامة قاعدة روسية على سواحل البحر الأحمر.

المساهمون