رغم تشويش "الدستوري الحر".. البرلمان التونسي يصدّق على اتفاقية مع صندوق قطر للتنمية

01 يوليو 2021
(فتحي بلعيد/ فرانس برس)
+ الخط -

صدّق مجلس النواب التونسي، في وقت متأخر من ليلة أمس، على القانون الأساسي الخاص بالموافقة على اتفاقية مقر بين الحكومة وصندوق قطر للتنمية، تهم فتح مكتب للصندوق بتونس، بموافقة 122 نائباً ومعارضة 12 وتحفظ واحد، وذلك رغم محاولات كتلة "الحزب الدستوري الحر" لمنع تمريرها من خلال إحداث الفوضى وقطع المداخلات ومهاجمة الحاضرين.

ودفع "الدستوري الحر" الاتفاقية الاقتصادية إلى مربع الصراع السياسي، وعطل تمريرها في أكثر من مناسبة، رغم توقيع مذكرة التفاهم بين البلدين منذ سنتين. ومنعت كتلته إعلاميي التلفزيون الرسمي في قاعة البرلمان من القيام بعملهم لنقل أطوار الجلسة، واستحوذت على كاميرا البث المباشر لتمنع تصوير وتغطية مجريات التصويت على الاتفاقية. 

وتعمدت رئيسة "الدستوري الحر"، عبير موسي، ونواب حزبها، التشويش على مسار المناقشات، لإفساد الجلسة من خلال الصياح والصراخ داخل القاعة والضرب على المناضد بشكل هستيري، للحيلولة دون مواصلة الأعمال، وذلك بحضور كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، محمد علي النفطي، الذي جاء يمثل الحكومة صاحبة مبادرة الاتفاقية.

وقدم مقرر اللجنة المختصة، منذر بن عطية، توضيحات حول الاتفاقية، قائلاً إنه "في إطار تعزيز التعاون بين الجمهورية التونسية ودولة قطر، لتعزيز العمل التنموي عبر إرساء إجراءات وآليات لتنفيذ المشاريع، أبرمت تونس مع قطر بتاريخ 12 يونيو/ حزيران 2019 اتفاقية مقر لفائدة صندوق قطر للتنمية بتونس، وقد منحت دولة قطر تونس 250 مليون دولار أميركي للمساهمة في إحداث مشاريع تنموية عبر هذا الصندوق".

وأضاف أنه "تم إمضاء مذكرة التفاهم للتسريع بإنجاز المشاريع، وقد وافق الصندوق على إحداث مستشفى للأطفال بتونس الكبرى بمبلغ 82 مليون دولار أميركي، وتهدف الاتفاقية إلى منح المقر والقيام بتسهيلات للصندوق للقيام بإنجاز المشاريع المتفق عليها".

وقال النائب عن دائرة العالم العربي في البرلمان، ماهر مذيوب، في مداخلته: "في 2005 كان التونسيات والتونسيون في قطر قرابة ألفين، وفي 2010 أصبحوا 4 آلاف، واليوم هم 35 ألف تونسي، وفي 2024 سيبلغ الرقم 50 ألف تونسية وتونسي يعيشون في دولة قطر، كما يوجد 2850 تلميذاً تونسياً يدرسون بالمدرسة التونسية بالدوحة".

وبيّن مذيوب أنه "عند حديثنا عن صندوق الصداقة التونسي القطري بالأرقام وليس بالثرثرة، فقطر اليوم هي المستثمر رقم 1 عربياً والثاني دولياً بحجم 1.4 مليار دولار وقطر قدمت لحيّ المناجم بالكاف (الشمال الغربي) في 2018 قرابة 50 مسكناً و810 مساكن بسيدي حسين بالسيجومي (ضواحي العاصمة) وقدم 100 مليون دولار لمستشفى أطفال سيتم إحداثه في منوبة قرب العاصمة تونس، ووفر 55 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة لشباب تونس، وتؤكد هذه الأرقام عمق الصداقة التونسية القطرية، وهي صداقة لا يمكن إرباكها ولا التشويش عليها".

وأضاف أن "هذه اتفاقية دولة، ونحن رجال دولة نحترم تعهداتنا، ومحترم كل ما تقوم به وزارة الشؤون الخارجية، وصندوق الصداقة التونسي القطري هو أحد النماذج الناجحة في التعاون العربي".

وقال رئيس كتلة "ائتلاف الكرامة"، سيف الدين مخلوف، في كلمته، متوجهاً إلى موسي: "هذه الشرذمة من اللصوص التي حكمت تونس لعقود أغرقت تونس في التخلف، وبعد 60 عاماً يموت التونسيون يومياً في الشوارع والمستشفيات بسبب هذه المنظومة الفاسدة".

اقتصاد الناس
التحديثات الحية

وأضاف مخلوف أن "هذه المنظومة التي مررت اتفاقية الفرنكوفونية ومنحتها صلاحيات مطلقة ومنحت موظفي المكتب الإقليمي للفرنكوفونية الحصانة القضائية حتى بعد انتهاء وظائفهم وحصانة من الإيقاف والتفتيش، حتى رئيس الجمهورية والنواب والقضاة لا يتمتعون بهذه الصلاحيات التي منحتها هذه المنظومة لمكتب الفرنكفونية".

وفي السياق، ندد وزير العدل الأسبق والقيادي في حركة "النهضة"، نور الدين البحيري، بما أقدمت عليه موسي، وكتب في تدوينة على حسابه بموقع "فيسبوك": "هل بعد هذا الإجرام إجرام؟ عبير فجأة تفيق من غيبوبتها، وفجأة وجماعتها تفتك كاميراهات التلفزة الوطنية وتحاول قطع كابلات النقل وتستولي عليها وتمنع الصحافيين من العمل بالقوة والعنف وتوجّه سيلاً من السباب والشتائم إلى السيدة سميرة الشواشي رئيسة الجلسة. كل التضامن مع إعلاميي التلفزة الوطنية ضد جرائم أعداء حرية الإعلام، وكل التضامن مع السيدة الرئيسة المحترمة سميرة الشواشي"، حسب تعبيره.

المساهمون