الانفصاليون يدفعون بقوات أحادية في عدن: طوارئ تسبق وصول الحكومة

28 ديسمبر 2020
انقلاب غير معلن على اتفاق الرياض (Getty)
+ الخط -

تعيش العاصمة اليمنية المؤقتة عدن حالة طوارئ أمنية قبيل عودة حكومة الشراكة الجديدة، وذلك جراء دفع المجلس الانتقالي الجنوبي بتشكيلات أمنية أحادية لتأمين المقرات السيادية، في انقلاب غير معلن على اتفاق الرياض الذي نص على أن تتولى قوات مشتركة مهام الأمن في عدن والمدن الجنوبية.

ومن المقرر أن تصل الحكومة الجديدة، التي أدت اليمين الدستورية في الرياض السبت الماضي، إلى عدن، الخميس القادم، رغم حالة الارتباك الأمني التي تشهدها العاصمة المؤقتة جراء القبضة الأمنية والعسكرية الكاملة للقوات المدعومة إماراتياً.

وقالت مصادر لـ"العربي الجديد"، إن قوات أمنية من شرطة عدن نفذت انتشاراً أمنياً في شوارع العاصمة المؤقتة وتقاطعات الطرق الرئيسية، تنفيذاً لتوجيهات مدير الأمن المقال، شلال شايع، الموالي للمجلس الانتقالي.

وأشارت المصادر إلى أن ما يُسمى قوات الطوارئ والدعم الأمني في شرطة عدن، نشرت، الاثنين، أكثر من 15 دورية، كمرحلة أولى، وسط تشديدات أمنية وتعزيز حواجز التفتيش.

وأعلنت ما تُسمى قوات الدعم والإسناد والأحزمة الأمنية التابعة للمجلس الانتقالي، أنها ستتولى "الدور الأكبر" في عملية تأمين وصول الطواقم الوزارية الحكومية وخطوط سيرها وأماكن مقراتها، في انقلاب على الشق الأمني من اتفاق الرياض، الذي نص على تولي قوات مشتركة من شرطة عدن والنجدة تأمين عدن.

وقال قائد قوات الدعم والإسناد المدعومة إماراتياً، محسن الوالي، إن تحركاتهم في تأمين الخطة الأمنية تأتي بناءً على توجيهات قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي.

ودعا القائد الانفصالي، في بيان صحافي، إلى رفع درجة اليقظة والحذر، وتكثيف العمل الأمني، لافتاً إلى أن هناك ما أسماه "طرفاً ثالثاً خاسراً يريد إرباك المشهد في عدن وإعاقة أي تقدم نحو السلام".

وتكشف السيطرة الأحادية للقوات الانفصالية على الوضع الأمني والعسكري في عدن، عن العيوب التي رافقت تطبيق اتفاق الرياض، والقفز إلى تشكيل الحكومة دون استكمال إعادة تموضع القوات العسكرية أو دمج القوات الأمنية.

ونصت الترتيبات الأمنية من اتفاق الرياض على أن تتولى قوات مشتركة من جانب الشرعية والمجلس الانتقالي مسؤولية تأمين عدن، وخصوصاً قوات شرطة عدن والنجدة وقوات حماية المنشآت التي كانت السعودية قد دربتها أواخر العام الماضي.

ورفض المجلس الانتقالي الجنوبي تمكين مدير شرطة عدن الجديد، أحمد الحامدي، من ممارسة مهامه رغم صدور قرار جمهوري بتعيينه في 29 يوليو/ تموز الماضي، ومن ذلك التاريخ لا تزال القوات الحكومية تأتمر بتوجيهات المدير المُقال، شلال شايع.

وتحاول السعودية تحقيق توازن في الشق الأمني بعد الوعود التي قطعتها للشرعية. ووفقاً لمصدر حكومي لـ"العربي الجديد"، فقد دفعت القوات السعودية، الاثنين، بدفعة جديدة من الآليات العسكرية إلى محافظة أبين، تمهيداً لوصولها إلى أبين غداً الثلاثاء.

وذكر المصدر أن القوة السعودية التي تتألف من عربات مدرعات ودوريات عسكرية وصلت إلى منطقة الخبر شرق مدينة شقرة، ومن المتوقع أن تكمل مسيرتها صباح الثلاثاء إلى قصر معاشيق الرئاسي في عدن، وكذلك تأمين مطار عدن، بعد وصول كميات محدودة من الآليات العسكرية، مساء الاثنين، إلى العاصمة المؤقتة.

ولا يُعرف ما إذا كانت القوات السعودية ستُدخل عدداً من كتائب ألوية الحماية الرئاسية لتأمين قصر معاشيق كما نص اتفاق الرياض، أم أن المجلس الانتقالي لن يسمح بذلك.

وكانت مصادر قد أكدت أن نحو 100 جندي من ألوية الحماية الرئاسية فقط سُمح لهم بدخول قصر معاشيق الرئاسي، أمس الأحد، بأسلحتهم الشخصية فقط، حيث يرفض "الانتقالي" دخول أسلحة ثقيلة إلى عدن.

وبعيداً عن الطوارئ الأمنية، وجه محافظ عدن، أحمد لملس، مديري المكاتب التنفيذية والخدمية في العاصمة بترجمة التوجيهات الرئاسية، بجعل عدن عاصمة للجميع، إلى واقع عملي على الأرض والعمل على تذليل أي صعوبات أمام عودة الحكومة وتهيئة الأجواء المناسبة لعودتها وعملها من العاصمة عدن.

المساهمون