الانشقاقات تضرب حزب لوبان: تأثيرات إريك زيمور

29 يناير 2022
لا تزال لوبان تحافظ على موقع جيد في استطلاعات الرأي (Getty)
+ الخط -

يعيش حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف في فرنسا، أزمة انشقاقات تسلسلية في صفوفه، ما دفع زعيمته، المرشحة للانتخابات الرئاسية مارين لوبان، إلى دعوة من يريد الانشقاق عن الحزب إلى فعل ذلك الآن.

وخلال تصريحات مقتضبة لوسائل الإعلام أثناء رحلتها إلى العاصمة الإسبانية مدريد، يوم السبت، قالت لوبان: "أولئك الذين يريدون المغادرة عليهم المغادرة الآن".

وأضافت بلهجة حاسمة: "أتفهّم مسألة أن يغيّر المرء (انتماءاته السياسية)، لكن من يرد فعل ذلك فليفعله الآن، لأنّه لم يتبق لدينا سوى 70 يوماً قبل حدث كبير لمستقبل الفرنسيين"، في إشارة إلى الانتخابات الرئاسية التي ستنطلق جولتها الأولى في إبريل/نيسان المقبل.

وأضافت المرشحة الرئاسية: "أن يكون هناك أناس يتظاهرون اليوم بأنّهم هنا، بينما في الواقع قلوبهم أو عقولهم في مكان آخر، ذلك أمر لا يطاق"، متهمة هؤلاء من دون أن تسمّيهم باتباع سلوك يشبه ما يفعله "المتطرفون الإسلاميون"، في إشارة إلى إخفاء العقيدة في أوقات الخطر.

وتعد ماريون ماريشال، ابنة أخت لوبان، أحدث الشخصيات التي أعلنت أنها تميل إلى معسكر المرشح اليميني المتطرف إريك زيمور، الذي نجح بشق صفوف حزب لوبان بشكل سريع، إذ انضم إليه ثلاثة مسؤولين آخرين من "التجمع الوطني"، أبرزهم جيلبير كولار؛ أحد أبرز الأشخاص المقرّبين من لوبان.

تعد ماريون ماريشال ابنة أخت لوبان، أحدث الشخصيات التي أعلنت أنها تميل إلى معسكر المرشح اليميني المتطرف إريك زيمور

وقالت ماريشال، في مقابلة مع صحيفة "لوفيغارو"، أمس الجمعة، إنّ "الانسجام والرؤية والاستراتيجية تجعلني أميل إلى إريك زيمور. هذا أمر مؤكد". لكنها أضافت أنّ صلة القرابة بينها وبين مارين لوبان تجعل المسألة "قاسية وصعبة بالنسبة لي".

ومنذ بداية حركة الانشقاق في صفوف "التجمع الوطني" باتت الأضواء مسلّطة على أسماء أشخاص معينين، يعتبر كثيرون أنّهم سينضمون إلى زيمور نظراً لتطابق أفكارهم مع أفكاره، خصوصاً بعد الاستدارة التي قامت بها لوبان بتغيير بعض أولوياتها في حملتها الرئاسية، إذ تراجعت عن دعوة خروج فرنسا من الاتحاد الأوروبي، فضلاً عن قضايا أخرى داخلية تتعلّق بالأمن، تخصّ بشكل كبير المهاجرين والمسلمين.

وحذّرت لوبان من أنّ زيمور والأعضاء الذين ينضمون إليه من حزبها يقودون فرنسا "إلى حرب أهلية"، وفق تصريحاتها، قبل أسبوع.

عضو البرلمان الأوروبي عن حزب لوبان، تيري مارياني، كان ضمن قائمة الأشخاص الذين حامت حولهم الشكوك باحتمال انضمامهم إلى زيمور، إلا أنه أعلن رفض ذلك، وقال، في مقابلة مع قناة "فرانس إنفو"، اليوم السبت، إنّه "اليوم مع مارين لوبان، لأنني أعتقد أنّها الوحيدة التي يمكنها الفوز من بين المرشحين الذين يدافعون عن الأفكار الوطنية".

لكنه لم ينف أنّه "يكنّ الكثير من التقدير لإريك زيمور". وتابع: "أنا أحبّ فريق إريك زيمور، فهم ماهرون جداً ولديّ أصدقاء في كلا الجانبين".

ورداً على دعم ماريون ماريشال لزيمور، قال مارياني إنها حادثة "عنيفة ووحشية لأنها عائلية". وأضاف: "بالطبع هذا ليس خبراً جيداً، لكن هذه الكلمات لا تعني شيئاً في السياسة. الجميع يدافع عن أفكارهم (...) لستُ مقتنعاً بأنها ستغير الأشياء".

ولا تزال لوبان تحافظ على موقع جيد في استطلاعات الرأي بفرنسا، يؤهلها إلى مواجهة محتملة مع الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، علماً أنّ ماكرون لم يعلن ترشحه رسمياً حتى الآن.

وتتقاسم لوبان المرتبة الثالثة مع مرشحة الحزب "الجمهوري" ورئيسة منطقة إيل دو فرانس فاليري بيكريس، بحصول كل منهما على 17% من نوايا التصويت وتتقدّمان على إريك زيمور الذي حصل على 13%.

المساهمون