تواصل مفوضية الانتخابات العراقية لليوم الثالث على التوالي عملية إعادة العد والفرز يدوياً لأكثر من ألفي محطة انتخابية جديدة قررت إعادة فتحها واحتساب أصواتها يدوياً، نتيجة طعون قدمتها القوى الخاسرة في الانتخابات، وهي ثالث خطوة من نوعها منذ نحو أسبوعين بعد قرارات مماثلة بفتح محطات انتخابية أخرى عدة تركزت جنوب ووسط البلاد.
وباشرت مفوضية الانتخابات العراقية، اليوم الجمعة، بفتح الصناديق الانتخابية المطعون في صحتها في بغداد، بعدما فرغت من فتح محطات مماثلة في نينوى وبابل واحتسابها يدوياً، دون حصول أي تغيير في نتائج العد والفرز المعلنة سابقاً من خلال أجهزة العد الإلكترونية التي تقول القوى الخاسرة إنها تعرضت للتلاعب والتزوير من خلالها.
وأفادت مصادر قضائية في مفوضية الانتخابات العراقية "العربي الجديد"، بأنّ اليوم الثالث لعمليات العد اليدوي للمحطات المطعون فيها، لم تشهد أي نتائج جديدة وجاءت مطابقة لعمليات العد الإلكتروني، مبيّنة أنّ مراقبين من القوى السياسية المعترضة تم إدخالهم لمركز العد والفرز لمراقبة مجمل عملية فتح المحطات الانتخابية.
وقال عضو اللجنة الإعلامية في مفوضية الانتخابات العراقية عماد جميل، إنه تم إكمال عد وفرز 102 محطة انتخابية في محافظة نينوى، و170 محطة أخرى لمحافظة بابل، مشيراً إلى أنّ المفوضية ستعمل، اليوم الجمعة، على إعادة العد والفرز يدوياً لـ 200 محطة انتخابية بجانب الرصافة في بغداد.
وأوضح جميل، في تصريحات صحافية، أنّ لدى المفوضية 20 فريقاً لعد وفرز أصوات المحطات المطعون في نتائجها، مؤكدً أنّ العملية تتم بحضور مراقبين من تلك المحافظات ووكلاء الكيانات ومراقبي الأمم المتحدة، مضيفاً: "لا يوجد وقت معين لإنهاء عملية عد وفرز المحطات المطعون في نتائجها".
ولفت إلى أنّ "انتهاء عد وفرز أصوات كل محطة مطعون في نتائجها بالعملية الجارية حالياً، يعقب ذلك إعلان النتائج بالمركز الوطني".
وجدد تحالف "الفتح" الجناح السياسي لفصائل "الحشد الشعبي"، وهو أبرز الخاسرين في الانتخابات، تشكيكه في مفوضية الانتخابات العراقية.
وقال القيادي في التحالف مختار الموسوي، إنّ العد والفرز اليدويين لا يلبيان مطالب المحتجين ضد النتائج، في إشارة إلى الاعتصامات التي ينظمها أنصار القوى والفصائل المسلحة الخاسرة في الانتخابات قرب المنطقة الخضراء في بغداد منذ نحو أسبوعين.
وتابع الموسوي، في تصريح صحافي، أنّ "تطابق نتائج الطعون التي أعلنت عنها المفوضية يزيد من الشكوك في حدوث تزوير في الانتخابات، ويفضح المؤامرة التي حيكت ضد أبناء الشعب العراقي بسرقة أصواتهم".
في غضون ذلك، لا تزال العاصمة بغداد تشهد إجراءات أمنية مكثفة قرب المنطقة الخضراء في بغداد، تحسباً لأي احتمالات قد تحدث في ظل وجود أنصار القوى الخاسرة عند بوابات المنطقة.
وقال ضابط في وزارة الداخلية العراقية، لـ "العربي الجديد"، إنّ قوات الأمن تتحسب لجميع الاحتمالات ومن بينها محاولة محتجين الدخول إلى المنطقة الخضراء الحكومية المحصنة التي تضم مقر مفوضية الانتخابات ومباني حكومية أخرى، فضلاً عن بعثة الأمم المتحدة في العراق والسفارة الأميركية ومقرات لبعثات عربية وأجنبية أخرى.
يذكر أنّ الانتخابات العراقية المبكرة التي جرت في العاشر من الشهر الحالي شهدت تصدر "الكتلة الصدرية" للنتائج الأولية بـ 73 مقعداً من أصل 329، يليها تحالف "تقدم" بـ 37 مقعداً، ثم "ائتلاف دولة القانون" بـ 34 مقعداً.