مع إقبال يصفه المراقبون بـ"الجيد" في الجولة الثانية من الانتخابات التركية، اليوم الأحد، تشير التوقعات إلى أنّ نسبة المشاركة ستبقى أقل من الجولة الأولى، في انتخابات تستمر حتى الساعة الخامسة من مساء اليوم.
وخلال هذه الجولة، يحق التصويت لنحو 61 مليون ناخب داخل تركيا، ونحو 3.5 ملايين خارج البلاد، من خلال 191 ألف صندوق اقتراع، في 973 منطقة و1094 مجلساً انتخابياً في 81 ولاية تركية بعموم البلاد، وصناديق انتخابية موزعة على السفارات والقنصليات التركية في 71 دولة حول العالم.
ورغم أنّ المرشح أردوغان لم يحسم النتيجة من الجولة الأولى، فإنّه تفوّق في 51 محافظة، بينما تفوّق كلجدار أوغلو في 30 محافظة.
وجاءت خريطة أصوات الناخبين بالمدن الرئيسية الكبرى والجنوبية ذات الغالبية الكردية في صالح كمال كلجدار أوغلو، إذ بلغت نسبة التصويت لصالحه في إسطنبول التي تضم نحو 11.350 مليوناً يحق لهم التصويت، بنسبة 48.55%، مقابل 46.69% لأردوغان، كما تفوق كمال كلجدار أوغلو بولايتي أنقرة وأزمير وديار بكر.
أما في كهرمان مرعش التي ضربها زلزال 6 فبراير/ِ شباط المدمر، وتعرضت الحكومة حينها لانتقادات لعدم استجابتها بسرعة، فحصل أردوغان على 71.88% من الأصوات، كما حصد النسبة الأكبر في ثمان من المدن التي ضربها الزلزال.
وبلغت نسبة المشاركة بالجولة الأولى نحو 89%، فيما امتنع نحو 10 ملايين تركي يحق لهم الانتخاب عن الإدلاء بصوتهم من أصل 64 مليوناً و113 ألفاً و941 ناخباً داخل تركيا وخارجها، منهم 4 ملايين و904 آلاف و672 مواطناً يحق لهم لأول مرة المشاركة في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، إضافةً إلى 47 ألفاً و523 مواطناً آخرين بلغوا سن الثامنة عشرة في الفترة التي وقعت ما بين الجولتين، سيدلون بأصواتهم لأول مرة بالجولة الثانية.
ورغم ارتفاع نسبة التصويت بالخارج بنحو 5% عن الجولة الأولى، تشير التوقعات إلى تراجع نسبة التصويت العام داخل تركيا، بسبب ما سماه مراقبون بـ"استرخاء" جمهور أردوغان واهتزاز الأمل لدى جمهور كلجدار أوغلو، فضلاً عن الأحاديث عن إحجام نسبة من الأتراك عن الذهاب والتصويت جراء "الخلط" بالتحالفات، أو عدم وجود مرشح يمثل تطلعات الشباب.
في هذا السياق، يرى مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في إسطنبول محمد كامل ديميريل، أنّ "جولة الإعادة اليوم هي امتداد للجولة الأولى التي شهدتها تركيا في 14 من الشهر الجاري، ولم تسفر حينها عن حصول أي من المرشحين على نسبة الحسم (50 زائد صوت واحد)، بعد أنّ حصل مرشح الجمهور الحاكم رجب طيب أردوغان على 49.51% من الأصوات، فيما حصل مرشح الشعب (الأمة) كمال كلجدار أوغلو على 44.88%".
ويقول مدير مركز الدراسات الاستراتيجية، في حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ هنالك متغيرين اثنين يمكن أنّ نلاحظ أنهما كانا مختلفين عن الجولة الأولى، المتغيّر الأول هو تراجع وتيرة هجوم إعلام بعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة على الرئيس رجب طيب أردوغان (...) أما المتغيّر الثاني فكان في إعادة تشكيل التحالفات، بمعنى أن أصوات أحزاب تحالف المرشح السابق سنان أوغان، ستتوزع على كلا المرشحين".
وأضاف ديميريل: "يتجه تحالف حزبي (النصر والعدالة) إلى التحالف مع كمال كلجدار أوغلو، في حين أعلن أوغان نفسه تأييده لأردوغان، الأمر الذي سيحدث ارتباكاً، وربما يزيد من توقعات الامتناع عن الذهاب إلى التصويت".