في تطور قد يفضي إلى تفجر الأوضاع في القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة على نطاق واسع، ذكرت صحيفة "هآرتس"، اليوم الإثنين، أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي قررت عدم الاعتراض مجدداً على قرار المحكمة الإسرائيلية النهائي بشأن تهجير العائلات الفلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح في القدس لصالح المستوطنين.
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، أفيحاي مندلبليت، قرر عدم إبداء رأيه أمام المحكمة العليا التي ستصدر قرارها نهائياً بشأن طرد العائلات الفلسطينية من منازلها في الحي يوم غد الثلاثاء.
وحسب الصحيفة، فإن مندلبليت تراجع عن التدخل، فهو يثق بأن المحكمة ستتخذ قراراً ضد العائلات الفلسطينية المهددة بالتهجير.
ويمهد قرار مندلبليت الطريق أمام تهجير 12 عائلة فلسطينية تعيش في حي الشيخ جراح، وتسليم منازلها إلى منظمات يهودية متطرفة.
وكانت المحكمة العليا قد أرجأت النظر في قرار إخلاء المنازل الفلسطينية أثناء هبة القدس بناء على طلب مندلبليت، الذي مثل الحكومة الإسرائيلية التي خشيت أن يسهم إصدار قرار من المحكمة بالمصادقة على تهجير العائلات في تفجر الأوضاع على نطاق واسع.
وقد جاء هذا التطور بعدما أوصت شرطة الاحتلال المستوى السياسي في تل أبيب بتأجيل مسيرة الأعلام، التي تخطط المنظمات اليهودية المتطرفة لتنظيمها في القدس المحتلة الخميس المقبل أو على الأقل عدم السماح بمرورها في الأحياء الفلسطينية.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن توصية الشرطة بتأجيل المسيرة جاءت تحت تأثير ضغوط مارستها الولايات المتحدة على دوائر صنع القرار في تل أبيب.
وعلى الرغم من توصية الشرطة وعدد من كبار الوزراء في الحكومة، إلا أن الإذاعة العسكرية لفتت إلى أن رئيس الحكومة المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو لم يدعُ حتى الآن إلى عقد اجتماع أمني لمناقشة مصير مسيرة الإعلام، في ظل توجيه الكثير من الأوساط في تل أبيب الاتهامات إليه بأنه معني بتنظيم المسيرة بهدف إشعال الأوضاع الأمنية، بشكل يقلص من فرص حصول الحكومة التي أعلن زعيم المعارضة يئير لبيد تشكيلها على ثقة الكنيست.
وعبر عدد من الوزراء الذين يمثلون حزب "كحول لفان" في حكومة الاحتلال عن امتعاضهم من نمط تعاطي نتنياهو مع مسيرة الأعلام.
وذكرت قناة التلفزة "12" العبرية، أن وزير الخارجية غابي أشكنازي طالب نتنياهو بعقد جلسة نقاش عاجلة حول الوضع الحساس في القدس والاستعداد لسيناريوهات التدهور والتصعيد، مشيرة إلى إن اشكنازي حذر من "احتمال تفجر الوضع في المسجد الأقـصى" وأنه "يجب منع التوتر، حتى لو على حساب إلغاء أو تغيير مسار مسيرة الأعلام".
وكان وزير الأمن وزعيم حزب "كحول لفان"، بني غانتس، قد دعا إلى عدم السماح بتنظيم مسيرة الإعلام.
وقد سبق أن كشفت "قناة 12" النقاب، أمس، عن أن الجيش الإسرائيلي قرر استمرار حالة الاستنفار العام خشية اندلاع مواجهة جديدة مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة في حال تفجرت الأوضاع الأمنية في القدس المحتلة إثر تنظيم مسيرة الإعلام.
ولفتت القناة إلى أن القيادات العسكرية في تل أبيب تأخذ على محمل الجد التهديدات التي أطلقها رئيس حركة "حماس" في قطاع غزة يحيى السنوار وتحذيراته من مغبة مواصلة إسرائيل اعتداءاتها في القدس المحتلة.
في السياق، أبدت قوى اليمين الديني المتطرف في إسرائيل رفضها توصية قيادة الشرطة بتأجيل المسيرة أو عدم السماح لها باقتحام الأحياء الفلسطينية.
ونقلت قناة "12" عن النائب إيتمار بن غفير، زعيم الحركة الكهانية المتطرفة تأكيده أنه سيستخدم حصانته البرلمانية واقتحام أحياء "باب العامود" والبلدة القديمة" في القدس، يوم الخميس، من دون الحصول على إذن شرطة الاحتلال.
وفي المقابل، حذّر المعلق العسكري لصحيفة "يسرائيل هيوم"، يوآف ليمور، من مغبة الانزلاق إلى مواجهة شاملة مع "حماس" مجدداً بسبب الأوضاع في القدس.
وفي تقرير نشرته الصحيفة اليوم، لفت ليمور إلى أن العدوان الأخير الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة فشل في ثني حركة "حماس" عن الربط بين غزة والقدس، مشيراً إلى أن الحركة لن تتردد في الرد عسكرياً على السلوك الإسرائيلي الاستفزازي في القدس.
وأوضح أنه لا توجد لإسرائيل مصلحة في انفجار حرب جديدة مع قطاع غزة ،على اعتبار أنه لا توجد لتل أبيب أهداف يمكن تحقيقها من هذه الحرب؛ لا سيما في ظل استثناء خيار احتلال القطاع بسبب كلفته الباهظة.