استمع إلى الملخص
- يُضاف هذا القرار إلى سلسلة من الأحكام التي تطالب عائلات أسرى وشهداء فلسطينيين بدفع تعويضات مالية، حيث يتولى محامون تابعون لوزير الأمن القومي الإسرائيلي متابعة هذه القضايا.
- توقعات بمساومة عائلة الشهيد لتحرير جثمانه مقابل تنفيذ الحكم، وسط رفض العائلة للمساومة ووصف القرار بالظالم.
أصدرت محكمة إسرائيلية، اليوم الخميس، حكماً بإلزام عائلة مناصرة المقدسية من مخيم قلنديا شمال القدس المحتلة، بدفع تعويضات مالية بقيمة عشرة ملايين شيكل (نحو مليونين ونصف مليون دولار) لمستوطنين قُتلوا في عملية فدائية نفذها ابنها الشهيد محمد يوسف مناصرة (31 عاماً) قرب نابلس شماليّ الضفة الغربية.
وقال رئيس لجنة أهالي أسرى القدس، أمجد أبو عصب، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "هذا القرار يضاف إلى قرارات سابقة تطالب أهالي أسرى مقدسيين وعوائل شهداء بدفع عشرات ملايين الشواكل تعويضات لعوائل المستوطنين". وأوضح أبو عصب أن أحكاماً سابقة كانت قد راوحت بين عشرين مليونأ وخمسة عشر مليون شيكل، فُرضت على أسرى مقدسيين، لافتاً إلى أن طاقم محامين من المستوطنين يتبع وزير الأمن القومي الاسرائيلي، إيتمار بن غفير، يتولى متابعة قضايا الحصول على تعويضات مالية من عائلات أسرى وشهداء فلسطينيين لمستوطنين قُتلوا أو أصيبوا في هجمات فلسطينية، وغالباً ما تقوم سلطات الاحتلال بتحصيلها من المستحقات المالية للسلطة الفلسطينية.
من ناحيته، توقع الناشط غسان الخطيب، أحد كوادر ونشطاء حركة فتح في مخيم قلنديا والمقرب من عائلة الشهيد مناصرة، أن تساوم سلطات الاحتلال عائلة الشهيد بتحرير جثمان نجلها المحتجز في الثلاجات لديها مقابل تنفيذها قرار المحكمة. وأبدى الخطيب، في حديث مع "العربي الجديد"، شكوكاً قوية بموافقة العائلة على ذلك أو قبولها مبدأ المساومة، علماً أن والد الشهيد عاطل من العمل، وهو أب لأسرة مكونة من أربعة أفراد. ووصف الخطيب قرار المحكمة بـ"الظالم والجائر"، وبأنه "يضاف إلى قائمة من العقوبات فرضت على العائلة التي فقدت نجلها ونسف الاحتلال منزلها".
وكان مناصرة قد استشهد في شهر فبراير/ شباط الماضي، بعد تنفيذه هجوماً فدائياً قُتل فيه مستوطنان إسرائيليان قرب مستوطنة "عيلي" جنوب مدينة نابلس شماليّ الضفة الغربية. وكان الشهيد ضابطاً في الشرطة الفلسطينية. وبعد نحو خمسة أشهر، نسفت قوات الاحتلال منزل الشهيد مناصرة، وشنّت جماعات من المستوطنين اعتداءات على عشر قرى وبلدات فلسطينية الممتدة جنوب نابلس على طول الطريق الواصل بين رام الله ونابلس، ما أدى إلى إصابة 34 فلسطينياً بجراح مختلفة برصاص المستوطنين وحجارتهم، وإحراق وتكسير 140 سيارة ومركبة فلسطينية، والاعتداء على 23 منزلاً بالتكسير ومحاولة الحرق الجزئي.