استشهد الشاب الفلسطيني عدي التميمي بعد إصابته بجروح خطيرة، مساء الأربعاء، بعدما أطلق جنود وحراس أمن إسرائيليون النار عليه على مدخل مستوطنة معاليه أدوميم المقامة على أراضي الفلسطينيين، إلى الجنوب الشرقي من مدينة القدس المحتلة.
وزعمت شرطة الاحتلال في بيان أولي لها أن مسلحاً فلسطينياً أطلق النار على حراس الأمن الموجودين على مدخل المستوطنة، ما أدى إلى إصابة حارسين، فيما رد حراس آخرون بإطلاق النار على الشاب وأصابوه بجروح بالغة.
وأكدت عدة أوساط شرطية عسكرية إسرائيلية أن منفذ الهجوم هو فعلاً التميمي الذي تطارده قوات الاحتلال منذ نحو أسبوعين، على خلفية اتهامه بتنفيذ عملية الحاجز العسكري المقام على مدخل مخيم شعفاط.
وفي هذا السياق، أكد مفوض الشرطة الإسرائيلية يعقوب شبتاي أن المنفذ هو عدي التميمي، مشيراً إلى أن الشهيد خاض اشتباكًا قبل قتله هذه الليلة.
وكان بيان أولي لشرطة الاحتلال قد أعلن أن الشهيد التميمي هو منفذ الهجوم، وفق ما أشار إلى ذلك الكشف الأولى على الجثة، مشيرا الى أنه كان مسلحاً بمسدس وسكين خلال تنفيذه الهجوم.
وحسب فيديوهات تنشرها وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن الشهيد التميمي أظهر بطولة حتى الرمق الأخير، واشتبك مع قوات الاحتلال حتى اللحظات الأخيرة، وبقي يطلق الرصاص حتى استشهاده.
أعلن الحداد العام في القدس المحتلة على الشهيد عدي التميمي، وأكد مصدر في عائلة التميمي، فضل عدم ذكر اسمه، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن عدي هو منفذ الهجوم الفدائي الليلة على مستوطنة معاليه أدوميم.
وأفاد أحد أقرباء الشهيد بأن هويته تأكدت من مقاطع الفيديو والصور التي بثت أخيرًا، وشاهدها أفراد العائلة.
وتسود المدينة المقدسة حالة من الحزن والغضب جراء استشهاد التميمي، وسط انتشار كبير لقوات الاحتلال في محيط مخيم شعفاط، وبلدة عناتا وفي معظم أحياء المدينة، بينما دعا نشطاء إلى تنظيم فعاليات غضب.
وأعلنت القوى الوطنية والإسلامية في القدس الحداد والإضراب الشامل، يوم الخميس، على روح الشهيد عدي التميمي، داعية إلى رفع الرايات السوداء على المؤسسات والمنازل، ووقفة حداد في كافة المؤسسات التعليمية.
ونفّذ التميمي، قبل نحو أسبوعين، هجوماً فدائياً أدى إلى مقتل مجندة وإصابة عدد آخر من الجنود، فرضت في أعقابه قوات الاحتلال حصاراً مشدداً على مخيم شعفاط وبلدة عناتا، وداهمت خلاله منزل عائلة الشهيد، واعتقلت والديه وأشقاءه، وعدداً من أقاربه.
وعقب هجوم اليوم، أغلقت قوات كبيرة من جيش الاحتلال الشارع الرئيس المحاذي لمستوطنة معاليه أدوميم، الذي يربط مدن وسط وشمالي الضفة مع جنوبها، فيما دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات كبيرة من جنودها الى المكان، بحسب ما أفاد شهود عيان لـ"العربي الجديد".
وتقوم قوات كبيرة من جيش الاحتلال بعمليات بحث وتمشيط واسعة في محيط القدس المحتلة، خاصة في حدها الجنوبي الشرقي وحتى مشارف بلدات الرام وعناتا وحزما، شمال شرق القدس، حيث يشتبه بشريك لمنفذ الهجوم على مدخل مستوطنة معاليه أدوميم.
وفي هذا السياق، نصبت قوات الاحتلال بصورة مفاجئة حواجز تفتيش على مدخلي بلدتي عناتا والرام وتقوم بالتدقيق في هويات المارة.
في حين لا تزال قوات الاحتلال تمنع حركة السير في محيط مستوطنة معاليه أدوميم وسط وجود كثيف لقوات الاحتلال.
حركة حماس تنعى شهيدها التميمي وتدعو لتصعيد المقاومة الشاملة
من جهتها، تبنت حركة "حماس" رسمياً الشهيد عدي التميمي، وباركت العمليتين الفدائيتين اللتين نفذهما، ودعت الجماهير الفلسطينية إلى تصعيد المقاومة الشاملة.
وقالت الحركة، في بيان لها صدر بعد منتصف الليل: "تنعى حركة حماس شهيدها المجاهد عدي التميمي وتبارك عمليتيه البطوليتين في شعفاط ومعاليه أدوميم".
وجاء في البيان الذي وصلت لـ"العربي الجديد" نسخة منه: "إنّ هذه العملية الجديدة، واستبسال البطل التميمي وإصراره على مقاومة الاحتلال، يثبت أركان ثورة شعبنا ضد الاحتلال المجرم، ويبعث برسالة التحدي له من قلب القدس، وينذره بأيام سوداء يُستهدف فيها جنودهم وحراس مستوطناتهم وقطعانهم المعربدة في بقاعنا الطاهرة، ويحوّل جبروتهم وغطرستهم إلى مهزلة بأيدي مقاومينا الأبطال".
وتابعت "حماس": "إنّ القدس ورجالها، وهم يرسمون ملاحم العزة، ويضربون الأنموذج في مجابهة المحتل برغم منظومته الأمنية وإجراءاته العسكرية المتطورة، ينتصرون لنداء المسجد الأقصى ويؤكدون قدسيته وأحقية شعبنا فيه مسجدًا خالصًا للمسلمين، ولا حق للاحتلال فيه إلى الأبد".
ودعت الحركة "أبناء الشعب الفلسطيني لاقتفاء أثره (التميمي) والسير على نهجه وتفعيل كل الأدوات لحماية الأقصى، وفي مقدمتها الرباط وشد الرحال وتصعيد المقاومة الشاملة".