أخطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي رسمياً، عائلة الشهيد الفلسطيني فادي أبو شخيدم من مخيم شعفاط بالقدس، بهدم منزلها خلال الأيام القليلة المقبلة، بعد أكثر من شهر على تنفيذه عملية إطلاق نار بمدينة القدس المحتلة، فيما هدمت قوات الاحتلال منشآت وبناية سكنية في القدس.
وأفاد خال الشهيد، شبلي السويطي، في حديث لـ"العربي الجديد"، بأن قرار الهدم اتخذ الخميس الماضي، وتم إبلاغ العائلة به أمس الأحد، وستشمل عملية الهدم الجدران الداخلية للشقة التي كانت تقيم فيها عائلة الشهيد في الطابق الثاني، وملئها بالإسمنت المسلح (الباطون).
وأشار السويطي إلى أن عائلة الشهيد قدمت استئنافاً ضد القرار، يتوقع أن ينظر فيه الخميس المقبل، وفي حال تم رفضه، فإن هدماً موقعاً سيتم تنفيذه فجر الأحد، الثاني من يناير/كانون الثاني مطلع العام المقبل.
وحذر السويطي من أن هدم الجدران الداخلية ربما يلحق أضراراً في البناية التي تقيم فيها عائلة الشهيد، والمكونة من خمسة طوابق، يقطنها والدته وأشقاؤه.
وكان أبو شخيدم نفذ عملية إطلاق نار في البلدة القديمة في الحادي والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ما أدى لمقتل مستوطن وإصابة آخرين.
على صعيد آخر، هدمت طواقم مشتركة من بلدية الاحتلال في القدس ووزارة الداخلية الإسرائيلية، بحماية قوات كبيرة من جنود الاحتلال اليوم الإثنين، عشر منشآت اقتصادية على امتداد المدخل الشرقي لبلدة حزما شمال شرق القدس، حتى مشارف الطريق المؤدي إلى مدينة أريحا شرق الضفة.
وأفاد الرئيس السابق لمجلس بلدية حزما موفق الخطيب في حديث لـ"العربي الجديد"، بأن عمليات الهدم طاولت ميني ماركت، ومحلاً لبيع أجهزة التلفونات، وكراجات لتصليح السيارات، ومحلات للبناشر، تعيل مجتمعة أكثر من خمسين فرداً، وتعود في غالبيتها لأهالي البلدة ولمواطنين يقطنون فيها.
وأشار الخطيب إلى أن تلك الطواقم عادت وهددت مواطني البلدة وأصحاب المنشآت التي هدمت بالعودة في وقت لاحق لتنفيذ المزيد من عمليات الهدم، واصفاً ما جرى بأنه إجراء عقابي على خلفية التوتر الذي تشهده البلدة بسبب تصعيد الاحتلال ممارساته ضد الأهالي هناك، من اقتحامات ومداهمات للمنازل، ونصب لحواجز التفتيش العسكرية، وإغلاق المدخل الرئيس للبلدة، ما يلحق أضراراً كبيرة بالمواطنين في حزما، والبالغ عددهم نحو ثمانية آلاف نسمة.
في سياق متصل، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة العيسوية في القدس المحتلة، برفقة جرافات وطواقم من بلدية الاحتلال، تخلّل ذلك اقتحام لمحلات تجارية هناك، وتفجير مدخل إحدى البقالات في المنطقة الشرقية من البلدة.
في حين أفاد محمد أبو الحمص من لجنة المتابعة في بلدة العيسوية، في حديث لـ"العربي الجديد"، بأن طواقم من عمال بلدية الاحتلال وجنود الاحتلال قاموا قبل ظهر اليوم، بتفريغ بناية من ثلاثة طوابق وتسوية تعود للمرحوم ياسين حسن علي مصطفى توطئة لهدمها، ثم شرعوا بعملية الهدم.
إصابة فلسطيني في مواجهات مع الاحتلال في مخيم قلنديا
من ناحية أخرى، أصيب شاب فلسطيني بجروح وصفت بالمتوسطة، خلال اقتحام قوات الاحتلال مخيم قلنديا شمال القدس المحتلة، حيث اندلعت هناك مواجهات عنيفة بين الشبان وقوات الاحتلال، اعتقل خلالها الشابان قسام صابر، ومحمد حماد.
إلى ذلك، اقتحم عشرات المستوطنين منذ ساعات صباح اليوم، المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال الخاصة، وسط تصعيد في استهداف حراس المسجد بالاعتقال والإبعاد، حيث تم أمس اعتقال ثلاثة منهم، وتم اليوم تحذير حراس آخرين من قبل شرطة الاحتلال بعرقلة اقتحامات المستوطنين، والتي سجلت منذ مطلع هذا العام وحتى اليوم، ارتفاعاً كبيراً في أعداد المقتحمين قُدّرت بنحو أربعين ألفاً، أي بزيادة نسبتها 5 بالمائة عن اقتحامات العام المنصرم.
قوات الاحتلال تقتحم منطقة "جبل الراس"
في هذه الأثناء، اقتحمت قوات الاحتلال منطقة "جبل الراس" في قرية "المدية" غرب رام الله، وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه الأهالي، ما أوقع إصابات بالاختناق، بحسب رئيس مجلس قروي "المدية"، محمد صدقة، في حديث لـ"العربي الجديد".
وحذر صدقة من أن اقتحام منطقة "جبل الراس" قد يكون مقدمة لمحاولات تهويده والسيطرة عليه، بزعم وجود مقامات يهودية.
في سياق آخر، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، السيدة عفاف جرادات والدة الأسيرين غيث وعمر جرادات المتهمين بتنفيذ عملية إطلاق النار على مدخل مستوطنة "حومش" المخلاة المقامة شمال نابلس، والتي قُتل فيها مستوطن وأصيب اثنان آخران في السادس عشر من الشهر الجاري، وذلك بعد دهم منزلها في بلدة السيلة الحارثية غرب جنين شمال الضفة الغربية.
وقال أسد جرادات ابن السيدة عطاف لـ"العربي الجديد"، "إن قوات الاحتلال دهمت منازلنا في السيلة الحارثية وفتشتها واستجوبت شقيقتي ميدانياً، ثم اعتقلت والدتي".
وفي السياق، أفاد مدير نادي الأسير الفلسطيني في محافظة جنين منتصر سمور لـ"العربي الجديد"، بأن قوات الاحتلال اعتقلت خلال اقتحامها بلدة السيلة الحارثية المواطن الفلسطيني محمد زياد جرادات.
في هذه الأثناء، أفادت مصادر صحافية بأن قوات الاحتلال اقتحمت بلدة يعبد جنوب غرب جنين فجر اليوم، ودهمت عدة منازل لأسرى محررين وفتشتها واستجوبتهم.
اعتقال عدد من الفلسطينيين
من جانب آخر، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، الشقيقين أيمن ومحمد علي اطبيش من بلدة دورا جنوب الخليل إلى الجنوب من الضفة الغربية، وكذلك الشاب خليل عواودة من بلدة إذنا غرب الخليل، والشاب موسى السويطي من بلدة بيت عوا غرب الخليل.
كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، الشقيقين ناصر وعبد الله عادل البرغوثي من بلدة دير أبو مشعل غرب رام الله وسط الضفة الغربية، واعتقلت كذلك الشاب أنس صابر مفارجة من بلدة بيت لقيا غرب رام الله، فيما اعتقلت الأسير المحرر عثمان جمعة صلاح من بلدة الخضر جنوب بيت لحم جنوب الضفة، تزامناً مع مداهمة وتفتيش عدة منازل في البلدة، واعتقلت الشاب مسعد البلوي من قرية النصارية شرق نابلس شمال الضفة.
على صعيد آخر، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية، بلدة ديراستيا غرب سلفيت شمال الضفة الغربية، ودهمت عدة محال تجارية، واستولت على تسجيلات كاميرات مراقبة منها، فيما اقتحمت قوات الاحتلال، اليوم الإثنين، خربة ابزيق بالأغوار الفلسطينية، وأجرت عمليات تصوير فيها.
من جانب آخر، أصيب عدد من طلبة مدارس بلدة الخضر جنوب بيت لحم، ظهر اليوم الإثنين، بالاختناق بالغاز المسيل للدموع الذي أطلقته قوات الاحتلال باتجاههم، أثناء خروجهم من مدارسهم، فيما اندلعت مواجهات بعد ذلك.
قطر تدعو لوقف الاعتداءات المتكررة على الفلسطينيين
واعتبرت وزارة الخارجية القطرية في بيان نشرته على حسابها في "تويتر"، أن هذه الاعتداءات "امتداد لجرائم الاحتلال المروّعة والشنيعة بحق الشعب الفلسطيني الشقيق، وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية".
وأكدت وزارة الخارجية القطرية ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لوقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة بحق الشعب الفلسطيني.
كما جددت موقف دولة قطر الثابت من عدالة القضية الفلسطينية، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بما في ذلك إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
وشهدت أماكن من الضفة الغربية، أمس الأحد، مواجهات وفعاليات احتجاجية ردًا على اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، وخاصة في بلدة برقة شمال نابلس شمال الضفة الغربية، والتي شهدت، خلال الأيام الماضية، سلسلة اعتداءات بحق الأهالي واقتحامات لمستوطنة "حومش" المخلاة المقامة على أراضي برقة، والتي يحاول المستوطنون العودة للاستيطان بها، خاصة بعد مقتل مستوطن وإصابة آخرين على مدخل المستوطنة في السادس عشر من الشهر الجاري.