قضت محكمة إسرائيلية، اليوم الثلاثاء، بسجن المعتقلة الناشطة في مجال الإغاثة الإنسانية آية خطيب (33 عاماً)، من قرية عرعرة بالداخل الفلسطيني، لمدة أربع سنوات بتهمة التخابر مع عميل أجنبي.
وقدّمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي لائحة اتهام، يوم 18 مارس/ آذار 2020، بحق آية خطيب، تتضمن "تقديم معلومات بهدف المسّ بأمن الدولة، والاتصال مع عميل أجنبي لحركة حماس وتجنيد أموال لدعم الإرهاب"، إلى جانب اتهام بمساعدة أطفال تنتمي عائلاتهم إلى حركة "حماس".
وتتداول المحاكم الإسرائيلية في ملف آية خطيب منذ ثلاثة سنوات ونصف، وقد اعتقلت الخطيب سنة وأربعة أشهر في سجن الدامون المقام على جبال الكرمل بجانب مدينة حيفا.
وقالت الخطيب بعد إصدار الحكم: "هم لا يقدروا علينا ولن يكسرونا ولا يستطيعوا تغيير شعرة من مبادئنا. الحمد الله، وأتمنى من الناس ألا تخاف وتمتنع عن أعمال الخير بسبب ما يجري".
وأضافت قائلة: "هذه دولة ظالمة بكل مؤسساتها. أحاول التأقلم مع الوضع الموجود، بالطبع هو صعب على أولادي وعائلتي لكن سنرضى ونتأقلم مع الموجود ونستغل أوقاتنا". وتابعت: "أعرف معنى سجن. كنت معتقلة في سجن الدامون".
وعن نشاطها وعملها في الإغاثة بجمعية "فكر بغيرك"، قالت إنها كانت تقوم بعمل إنساني عبر جمع تبرعات لمساعدة المرضى والمحتاجين في قطاع غزة والضفة الغربية، والداخل الفلسطيني.
وأشارت إلى أن الهدف من الاعتقال "كسر إرادة الناس وتخويفهم لكي يبقى الفرد منعزلاً دون علاقة بمجتمعه".
وتأمل الخطيب ألا يؤثر اعتقالها في توجه الناس للمساعدة، وقالت إنها كانت تقوم بعمل مشرف حتى لو أنها ستتعرض للسجن.
والخطيب هي أم لطفلين في الصفين المدرسيين السابع والرابع، وهي الآن قيد الحبس المنزلي مع "سوار إلكتروني" في رجلها داخل بيتها في عرعرة.
وقالت: "صعب على أبنائي، هم برعاية الله، ومثلما قمت بمساعدة أبناء غيري، ربنا لن يضيع هذا".
من جهته، قال سليمان إغبارية من الحركة الإسلامية المحظورة في الداخل الفلسطيني: "اليوم وقفت المحكمة ضد العمل الإنساني وضد المرضى في قطاع غزة والضفة الغربية والداخل الفلسطيني".
وأضاف أن الخطيب كانت مستهدفة من قبل المخابرات الإسرائيلية، مشيراً إلى أن المحكمة تسير وفق منظومة تحددها لها المخابرات.
وقال: "لذلك هذا الحكم ليس بغريب. هم يحاولون بكل الطرق منع الأعمال الإنسانية، ولكن نقول لهم إن الناس الذين عندهم عقيدة الإيمان سوف يستمرون بهذا العمل".
من جهته، قال محامي الدفاع عن الخطيب بدر إغبارية إنهم سيتقدمون باستئناف على القرار في المحكمة العليا لتخفيف الحكم، مضيفا: "معظم من شهدوا في المحكمة تحدثوا عن الأمور الإنسانية التي قامت بها آية لأناس حتى السلطة الفلسطينية تخلت عنهم".
وتابع: "شهد طبيب بالمحكمة أنه لولا تدخل آية بمساعدة طفلة من غزة لكانت غير موجودة بيننا اليوم".
ومن المتوقع أن تسلم آية خطيب نفسها في الثالث من سبتمبر/ أيلول، للسجن لمدة سنتين بسبب التخفيض الإداري.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
