الاحتلال يتوسع في الاستيطان: 7 بؤر جديدة في الضفة الغربية خلال ساعات

23 يونيو 2023
شن المستوطنون حملة إقامة بؤر استيطانية على نمط الاستيطان الرعوي (العربي الجديد)
+ الخط -

أفاد موقع "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلي، اليوم الجمعة، بأن 7 بؤر استيطانية جديدة أقيمت أمس في الضفة الغربية المحتلة خلال ساعات قليلة.

وذكر الموقع أن هذه البؤر جاءت في أعقاب العملية التي أسفرت عن مقتل أربعة مستوطنين، يوم الثلاثاء الماضي، في عملية إطلاق نار قرب مستوطنة "عيلي".

وتضاف هذه البؤر إلى ما أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منذ يومين، بالتعاون مع وزير الأمن يوآف غالانت ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بشأن إضافة ألف وحدة استيطانية في مستوطنة "عيلي"، رداً على العملية. وستُطرح هذه الوحدات للمصادقة عليها الأسبوع المقبل في المجلس الأعلى للتخطيط، إضافة إلى 4500 وحدة سكنية استيطانية أخرى ستُعرض على المجلس لاعتمادها.

وأوضح الموقع نفسه أنه منذ ساعات صباح أمس الباكرة، أقيمت "خمس مزارع" جديدة بشكل غير قانوني في الضفة الغربية المحتلة، في "جفعات هكتورت"، "هارئيل"، "تقوع" و"عمنوئيل" وغيرها. هذا إلى جانب الحي الاستيطاني الجديد الذي أقامه المجلس الاستيطاني "بنيامين" بين مستوطنتي "معاليه ليفونا" و"عيلي"، ووجود المستوطنين في البؤرة الاستيطانية المُخلاة "أفيتار"، الواقعة على جبل صبيح جنوبي مدينة نابلس، في شمال الضفة الغربية.

وأفاد المصدرذاته بأنه "مع نقل بعض صلاحيات إنفاذ القانون وصلاحيات البنية التحتية في الإدارة المدنية (للاحتلال في الضفة) إلى الوزير في وزارة الأمن بتسلئيل سموتريتش، "توقف، في الأشهر الأخيرة، بشكل كامل تقريبًا، تطبيق القانون ضد البناء غير القانوني من قبل الإسرائيليين" في الضفة الغربية المحتلة، الأمر الذي أثار إدانة وانتقاداً من عدة دول حول العالم، وفي مقدّمتها الولايات المتحدة.

كما نقل موقع "يديعوت أحرونوت"، عن مصدر سياسي لم يسمه، أن "إسرائيل قد تجد نفسها معزولة سياسياً إذا استمر الوضع على هذا النحو".

ومنذ عملية "عيلي"، توجه مئات المستوطنين إلى البؤرة الاستيطانية "أفيتار"،  وما زالوا فيها بعلم المستوى السياسي الإسرائيلي وموافقته.

ونقل الموقع عن رئيس مجلس المستوطنات في الضفة يوسي داغان قوله، أمس الخميس: "لا أستطيع أن أتخيل أن الحكومة تريد اقتلاع المستوطنة ونقل رسالة تعزز الإرهاب. أدعو الحكومة الإسرائيلية إلى المصادقة على أفيتار اليوم".

ومن شأن تعزيز الاستيطان في الضفة الغربية خلق توتر كبير، وإثارة انتقادات واسعة ضد دولة الاحتلال من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

تصاعد غير مسبوق للاستيطان منذ بداية 2023

تظهر تقارير فلسطينية أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي صادقت على ما يقارب 13 ألف وحدة استيطانية منذ بداية العام الجاري، في أرقام قياسية تسجل لأول مرة مقارنة بأعوام ماضية.

آخر قرارات الاستيطان تمثل في طرح 4500 وحدة استيطانية في الضفة الغربية للمصادقة، والإعلان عن خطة لبناء ألف وحدة في مستوطنة "عيلي" المقامة على أراضي الفلسطينيين بين مدينتي رام الله ونابلس وسط الضفة.

ولعل أبرز نقاط التحول في المشروع الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة قرار حكومة الاحتلال، في الأيام الأخيرة، تفويض رئيس حزب "الصهيونية الدينية"، وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، إصدار المصادقة الأولية للتخطيط والبناء في المستوطنات، إضافة إلى تقصير إجراءات توسيع المستوطنات.

ويقضي القرار بأن يتم دفع مخططات البناء في المستوطنات من دون مصادقة المستوى السياسي الإسرائيلي، خلافاً للوضع القائم منذ 25 سنة. وبذلك لن تكون هناك حاجة إلى مصادقة المستوى السياسي من أجل طرح مخططات بناء استيطاني في مجلس التخطيط الأعلى، التابع لوحدة "الإدارة المدنية" في جيش الاحتلال الإسرائيلي، خلال مرحلتي إيداع المخطط والمصادقة عليه نهائياً.

ووصف الجانب الفلسطيني القرار الإسرائيلي بـ"التصعيد الخطير"، معتبرا أنه "سيقود إلى ضم أجزاء واسعة من الضفة إلى إسرائيل".

التحول البارز الآخر على المشروع الاستيطاني تمثل في إيعاز سموتريتش، بداية مايو/أيار الماضي، لمندوبي الوزارات في حكومة الاحتلال، بالاستعداد لاستيعاب نصف مليون مستوطن آخر في الضفة.